بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريَّا بركات
1 ـ كلَّما ارتفع قدرُ اللَّئيم اجتماعياً، ينتابه الشعور بصِغَر قدر الآخرين ويقل شأنهم في نظره، بينما الكريم لا ينتابه هذا الشعور، بل هو يزداد تقديراً واحتراماً للآخرين كلَّما ارتفع قدره.
غُرر الحكم، برقم (5602) : ” كلَّما ارتفعت رُتبة اللَّئيم نقص الناس عنده، والكريم ضدُّ ذلك”.
2 ـ حين يحصل خلاف بين الكريم واللَّئيم، فإنَّ اللئيم لا يتنازل ولا يلين، بل يصر ويتشدَّد، ولا يتمكن الكريم من أخذ حقِّه منه ولو على مستوى الكلام”.
غرر الحكم، برقم (5615) : “لا ينتصف الكريم من اللئيم”.
3 ـ الكريمُ شكورٌ ولو كان ما يناله قليلاً، فهو يقدِّر المعروف، بينما اللَّئيمُ يتصف بالجشع والطمع، ولا يرضى ولا يشكر ولو كان ما يناله وافراً كثيراً، بل يواجه العطاءَ بالجفاء، والجُودَ بالجُحود.
غرر الحكم، برقم (6107) : “الكريم يشكر القليل، واللئيم يكفر الجزيل”.
ديوان الإمام علي (ع) ، (ص343) :
وداري مناخ لمن قد نزَلْ
وزادي مُباح لمن قد أكَلْ
أقدِّم ما عندنا حاضرٌ
وإن لم يكن غيرَ خُبزٍ وخَلّْ
فأمَّا الكريمُ فراضٍ به
وأمَّا اللَّئيمُ فذاك الوَبَلْ
والوبل هو الوَبال بمعنى الفساد والشَّر.
4 ـ إنَّ المُعاملة الحسنة تؤثِّر في قلب الكريم وتُثير فيه مَكامنَ اللِّين، فهو يقابل اللطف باللطف.. بينما اللئيم لا يتراجع عن موقفه وقسوته ويقابل اللُّطْفَ بالقسوةِ والعُنفِ والطُّغيان..
تحف العقول، (ص204) : “الكريم يلين إذا استُعطف، واللئيم يقسو إذا أُلطف”. وفي رواية: “إذا لُوطِفَ”.
5 ـ الكريمُ يراعي كرامة الإنسان الذي يلجأ إليه، ولا يهينه ولا يحتقره، ولا يرضى له بالذل والمهانة.. بينما اللئيم ـ على عكس ذلك ـ يواجه من يلجأ إليه باحتقارٍ وإهانة..
أعلام الدين، (ص 274) :
وَاسْأَلِ العُرْفَ إِنْ سَأَلْتَ كَرِيماً
لَمْ يَزَلْ يَعْرِفُ الْغِنَى وَالْيَسَارَا
فَسُؤَالُ الْكَرِيمِ يُورِثُ عِزّاً
وَسُؤَالُ اللَّئِيمِ يُورِثُ عَارَا
6 ـ حين يُخطئ الكريم فيُعفى عنه، يبذل جُهدَهُ في إصلاح نفسه وترميم ما أفسده، بينما اللَّئيم يُقابلُ العَفوَ بالتَّمادي فيما هو عليه مِنْ خطإ وربَّما ازدادَ توغُّلاً في أخطائه.
الإرشاد 1 : 298 : “العَفْوُ يُفسد من اللَّئيم بقدر إصلاحه من الكريم”.
والله وليُّ التوفيق.