ومن كلام الشيخ أدام الله عزه في الرجعة وجواب سؤال فيها سأله المخالفون .
قال الشيخ : سأل بعض المعتزلة شيخاً من أصحابنا الاِمامية وأنا حاضر في مجلس قد ضم جماعة كثيرة من أهل النظر والمتفقهة فقال له : إذا كان من قولك أنّ الله جلّ اسمه يرد الاَموات إلى دار الدنيا قبل الآخرة عند قيام القائم(1)عليه السلام ليشفي المؤمنين كما زعمتم من الكافرين وينتقم لهم منهم ، كما فعل ببني إسرائيل فيما ذكرتم ، حتى تتعلقون بقوله تعالى : ( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً )(2)فخبّرني ما الذي يؤمنك أن يتوب يزيد وشمر وعبد الرحمان بن ملجم ويرجعوا عن كفرهم وضلالهم ، ويصيروا في تلك الحال إلى طاعة الاِمام عليه السلام ، فيجب عليك ولايتهم ، والقطع بالثواب لهم ؟ وهذا نقض مذاهب الشيعة .
فقال الشيخ المسؤول : القول في الرجعة إنّما قبلته من طريق التوقيف وليس للنظر فيه مجال ، وأنا لا أجيب عن هذا السؤال ، لاَنّه لا نصّ عندي فيه، وليس يجوز أن أتكلف من غير جهة النص الجواب، فشنع السائل وجماعة المعتزلة عليه بالعجز والانقطاع .
وقال الشيخ أدام الله عزه : فأقول أنا أُبيّن في هذا السؤال جوابين :
أحدهما : أنّ العقل لا يمنع من وقوع الاِيمان ممن ذكره السائل ، لاَنّه يكون إذ ذاك قادراً عليه ومتمكناً منه ، لكن السمع الوارد عن أئمة الهدى عليهم السلام بالقطع عليهم بالخلود في النار، والتديّن بلعنهم، والبراءة منهم إلى آخر الزمان منع من الشك في حالهم، وأوجب القطع على سوء اختيارهم ، فجروا في هذا الباب مجرى فرعون وهامان وقارون ، ومجرى من قطع الله عزّ اسمه على خلوده في النار، ودلّ بالقطع على أنّهم لا يختارون أبداً الاِيمان ممن قال الله تعالى في جملتهم : ( ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله )(3)يريد إلاّ أن يلجئهم الله ، والذين قال الله تعالى فيهم : ( إنّ شرَّ الدوابّ عند الله الصمّ البكم الذين لا يعقلون ، ولو علم الله فيهم خيراً لاَسمعهم ولو أسمعهم لتولّوا وهم معرضون )(4)ثم قال جلّ من قائل في تفصيلهم وهو يوجه القول إلى إبليس : ( لاَملاَنّ جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين )(5).
وقوله : ( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )(6)وقوله : ( تبّت يدا أبي لهب وتبّ ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى ناراً ذات لهب )(7)فقطع عليه بالنار ، وأمن من انتقاله إلى ما يوجب له الثواب ، وإذا كان الاَمر على ما وصفناه بطل ما توهموه على هذا الجواب .
والجواب الآخر : أن الله سبحانه إذا رد الكافرين في الرجعة لينتقم منهم لم يقبل لهم توبة ، وجروا في ذلك مجرى فرعون لما أدركه الغرق ( قال آمنت أنّه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )(8)، قال الله سبحانه: ( الآن وَقد عَصيت مِن قبلُ وكنتَ مِنَ المُفسدين )(9)فردّ الله عليه إيمانه ، ولم ينفعه في تلك الحال ندمه وإقلاعه(10)، وكأهل الآخرة الذين لا تقبل لهم توبة ولا ينفعهم ندم ، لاَنّهم كالملجئين إذ ذاك إلى الفعل، ولاَنّ الحكمة تمنع من قبول التوبة أبداً، وتوجب اختصاص بعض الاَوقات بقبولها دون بعض .
وهذا هو الجواب الصحيح على مذهب أهل الاِمامة، وقد جاءت به آثار متظاهرة عن آل محمد عليهم السلام حتى روي عنهم في قوله سبحانه : ( يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنّا منتظرون )(11)فقالوا : إنّ هذه الآية هو القائم(12)، فإذا ظهر لن تقبل توبة المخالف، وهذا يسقط ما اعتمده السائل.
سؤال ـ فإن قالوا في هذا الجواب : ما أنكرتم أن يكون الله سبحانه على ما أصلتموه قد أغرى عباده بالعصيان ، وأباحهم الهرج والمرج والطغيان ، لاَنّهم إذا كانوا يقدرون على الكفر وأنواع الضلال وقد يئسوا من قبول التوبة، لم يدعهم داع إلى الكف عما في طباعهم ، ولا انزجروا عن فعل قبيح يصلون به إلى النفع العاجل، ومن وصف الله سبحانه بإغراء خلقه بالمعاصي وإباحتهم الذنوب فقد أعظم الفرية عليه؟
جواب ـ قيل لهم : ليس الاَمر على ما ظننتموه ، وذلك أنّ الدواعي لهم إلىالمعاصي ترتفع إذ ذاك ولا يحصل لهم داع إلى قبيح على وجه من الوجوه، ولا سبب من الاَسباب ، لاَنّهم يكونون قد علموا بما سلف لهم من العذاب إلى وقت الرجعة على خلاف أئمتهم عليهم السلام ، ويعلمون في الحال أنّهم معذبون على ما سبق لهم من العصيان ، وانهم إن راموا فعل قبيح تزايد عليهم العقاب ، ولا يكون لهم عند ذلك طبع يدعوهم إلى ما يتزايد عليهم به العذاب ، بل تتوفر لهم دواعي الطباع والخواطر كلها إلى إظهار الطاعة والانتقال عن العصيان، وإن لزمنا هذا السؤال لزم جميع أهل الاِسلام مثله في أهل الآخرة ، وحالهم في إبطال توبتهم وكون توبتهم غير مقبولة منهم، فمهما أجاب به الموحدون لمن ألزمهم ذلك، فهو جوابنا بعينه .
سؤال آخر ـ وإن سألوا على المذهب الاَول والجواب المتقدّم فقالوا : كيف يتوهم من القوم الاِقامة على العناد ، والاِصرار على الخلاف ، وقد عاينوا فيما يزعمون عقاب القبور ، وحلّ بهم عند الرجعة العذاب على ما يعلمون مما زعمتم أنّهم مقيمون عليه، وكيف يصح أن تدعوهم الدواعي إلى ذلك، ويخطر لهم في فعله الخواطر، وما أنكرتم أن تكونوا في هذه الدعوى مكابرين ؟
الجواب ـ قيل لهم : يصح ذلك على مذهب من أجاب بما حكيناه من أصحابنا بأن نقول : إنّ جميع ما عددتموه لا يمنع من دخول الشبهة عليهم في استحسان الخلاف ، لاَنّ القوم يظنون أنّهم إنّما بعثوا بعد الموت تكرمة لهم ، وليلوا الدنيا كما كانوا يظنون أن ما اعتقدوه في العذاب السالف لهم كان غلطاً منهم، وإذا حلّ بهم العقاب ثانية توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أنّ ذلك ليس من طريق الاستحقاق ، وأنّه من الله تعالى ، لكنه كما تكون الدول وكما حلّ بالاَنبياء.
ولاَصحاب هذا الجواب أن يقولوا : ليس ما ذكرناه في هذا الباب بأعجب من كفر قوم موسى وعبادتهم العجل ، وقد شاهدوا منه الآيات ، وعاينوا ما حلّ بفرعون وملئه على الخلاف، ولا هو بأعجب من إقامة أهل الشرك على خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يعلمون عجزهم عن مثل ما أتى به القرآن ، ويشهدون معجزاته وآياته ـ عليه وآله السلام ـ ، ويجدون مخبرات أخباره على حقائقها من قوله تعالى : ( سيهزم الجمع ويولّون الدبر )(13)وقوله : ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين )(14) وقوله ، ( الَم ، غلبت الروم ، في أدنى الاَرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون )(15)وما حلّ بهم من العقاب بسيفه ـ عليه وآله السلام ـ وهلاك كل من توعده بالهلاك ، هذا وفيمن أظهر الاِيمان به المنافقون ينضافون في خلافه إلى أهل الشرك والضلال .
على أنّ هذا السؤال لا يسوغ لاَصحاب المعارف من المعتزلة ، لاَنّهم يزعمون أنّ أكثر المخالفين على الاَنبياء كانوا من أهل العناد، وأنّ جمهور المظهرين للجهل بالله يعرفونه على الحقيقة ويعرفون أنبياءه وصدقهم ، ولكنّهم في الخلاف على اللجاجة والعناد، فلا يمنع أن يكون الحكم في الرجعة وأهلها على هذا الوصف الذي حكيناه ، وقد قال الله تعالى : ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون من المؤمنين ، بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون )(16). فأخبر سبحانه أن أهل العقاب لو ردّهم الله تعالى إلى الدنيا لعادوا إلى الكفر والعناد، مع ما شاهدوا في القبور وفي المحشر من الاَهوال ، وما ذاقوا من أليم العذاب(17).
**************************
(1) كما أفصحت بذلك الاَخبار المتواترة ، وأن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة ، لا يرجع إلاّ مَن محض الاِيمان محضاً أو محض الشرك محضاً ، وإليك كلمات بعض الاَعلام في هذه المسألة :
قال السيّد المرتضى رحمه الله : انّ الذي تذهب الشيعة الاِمامية إليه انّ الله تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي عليه السلام قوماً ممّن كان قد تقدّم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته ، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم فيلتذّوا بما يشاهدون من ظهور الحقّ ، وعلو كلمة أهله ، والدلالة على صحّة هذا المذهب أنّ الذي ذهبوا إليه مما لا شبهة على عاقل في أنّه مقدورٌ لله تعالى غير مستحيل في نفسه ، فإنّا نرى كثيراً من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلةً غير مقدورة ، وإذا ثبت جواز الرجعة ودخولها تحت المقدور فالطريق إلى إثباتها إجماع الاِمامية على وقوعها ، فانّهم لا يختلفون في ذلك ، وإجماعهم قد بيّنا في مواضع من كتبنا أنّه حجة لدخول قول الاِمام عليه السلام فيه .
وقال العلامة المجلسي رحمه الله : إعلم يا أخي إنّي لا أظنّك ترتاب بعدما شهدت وأوضحت لك في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الاَعصار ، واشتهرت بينهم كالشمس في رائعة النهار حتى نظموها في أشعارهم واحتجّوا بها على المخالفين في جميع أعصارهم ، وشنّع المخالفون عليهم في ذلك وأثبتوه في كتبهم وأسفارهم ، منهم الرازي والنيسابوري وغيرهما ، ولولا مخافة التطويل من غير طائل لاَوردت كثيراً من كلامهم في ذلك ، وكيف يشكّ مؤمن بحقيقة الاَئمّة الاَطهار : فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح رواها نيّف وأربعون من الثقات العظام والعلماء الاَعلام في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم ، ثمّ عدّ منهم المشايخ الثلاثة ، والمفيد والمرتضى والنجاشي والكشي والعيّاشي والقمّي وابن قولويه والكراجكي والصفّار والفضل بن شاذان والنعماني وابن شهرأشوب والراوندي والطبرسي والعلامة والشيخ الشهيد وغير ذلك ـ رضوان الله عليهم أجميعن ـ ثم قال : وإذا لم يكن مثل هذا متواتراً ففي أيّ شيء يمكن دعوى التواتر مع ما روته كافة الشيعة خلفاً عن سلف ؟ ! وظنّي أنّ من يشكّ في أمثالها فهو شاك في أئمّة الدين ولا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملّة القويمة بإلقاء ما يتسارع إليه عقول المستضعفين وتشكيكات الملحدين : ( يُريدون ليطفئوا نُورَ الله بأفواههم و الله ُ مُتمُّ نورهِ ولَو كَرِهَ الكافرون ) الصف | 8 . راجع : سفينة البحار للقمّي : ج 1 ص 511 ـ 512 .
وقال الشيخ الطبرسي رحمه الله : وقد تظافرت الاَخبار عن أئمّة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله في أن الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوماً ممن تقدَّم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته ، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته والذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته ، ولا يشك عاقل أن هذا مقدورٌ لله تعالى غير مستحيل في نفسه وقد فعل الله ذلك في الاَُمم الخالية ، ونطق القرآن بذلك في عدّة مواضع مثل : قصة عزير وغيره على ما فسّرناه في موضعه ، وصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله قوله : سيكون في أُمتي كل ما كان في بني إسرائيل حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضبّ لدخلتموه . على أن جماعة من الاِمامية تأوّلوا ما ورد من الاَخبار في الرجعة على رجوع الدولَّة والاَمر والنهي دون رجوع الاَشخاص وإحياء الاَموات ، وأوَّلوا الاَخبار الواردة في ذلك لما ظنّوا أنّ الرجعة تنافي التكليف ، وليس كذلك لاَنّه ليس فيها ما يلجيء إلى فعل الواجب ، والامتناع من القبيح والتكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة والآيات القاهرة كفلق البحر ، وقلب العصا ثعباناً ، وما أشبه ذلك ، ولأن الرجعة لم تثبيت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق التأويل عليها ، وإنما المعول في ذلك على إجماع الشيعة الإمامية ، وإن كانت الأخبار تعضده وتؤيده . راجع : مجمع البيان للطبرسي : ج 7 ص 367 .
وقال الشيخ المظفر رحمه الله في كتابه عقائد الإمامية : ص 338 : أن الذي تذهب أليه الامامية ـ أخذاً بما جاء عن آل البيت عليهم السلام ان الله تعالى يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها ، فيعز فريقاً آخر ، ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين ، وذلك عند قيام مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله ، ولا يرجع إلا من علت درجتة في الإيمان ، أو مَن بلغ الغاية من الفساد ، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور وما بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور وما يستحقونه من الثواب أو العقاب ، كما حكى الله تعالى في قرآنه الكريم تمني هؤلاء المرتجعين ـ الذين لم يصلحوا بالارتجاع فنالوا مقت الله ـ أن يخرجوا ثالثاً لعلهم يصلحون : ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحيينا فَاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيلٍ ) المؤمن /11.
(2) سورة الاِسراء : الآية 11 .
(3) سورة الاَنعام : الآية 111 .
(4) سورة الاَنفال : الآية 22 ـ 23 .
(5) سورة ص : الآية 85 .
(6) سورة ص : الآية 78 .
(7) سورة المسد : الآية 1 ـ 3 .
(8) سورة يونس : الآية 90 .
(9) سورة يونس : الآية 91 .
(10) روي عن إبراهيم بن محمد الهمدانيّ ، قال : قلت للرضا عليه السلام : لاَي علّة أغرق الله فرعون وقد آمن به وأقرّ بتوحيده ؟ قال : لاَنّه آمن عند رؤية البأس ، والاِيمان عند رؤية البأس غير مقبول ، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف ، قال الله عزَّ وجلّ : ( فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا ) وقال عزّ وجلّ : ( يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) وهكذا فرعون لمّا أدركه الغرق قال : (آمنت أنّه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) فقيل له : (الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين ) . بحار الاَنوار : ج 6 ص 23 ح 25 .
وممّا يدلّ أيضاً على عدم قبول التوبة ممن رأى البأس ـ كفرعون الذي آمن حينما عاين العذاب ـ هو ما روي عن الامام الرضا عليه السلام وذلك أنّه اُتي المأمون بنصراني قد فجر بهاشمية فلمّا رآه أسلم فغاظه ذلك، وسأل الفقهاء فقالوا : هدر الاِسلام ما قبله فسأل الرضا عليه السلام فقال: اقتله لاَنّه أسلم حين رأى البأس ، قال الله عزّ وجلّ : ( فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا بالله وحده…. ) (بحار الاَنوار: ج 49 ص 172 ح 9) ، ومثل هذه الواقعة حصلت أيضاً في زمن الاِمام الهادي عليه السلام فأجاب بنفس الجواب السابق . راجع : بحار الاَنوار : ج 50 ص 172 ح51.
(11) سورة الاَنعام : الآية 158 .
(12) كما جاء في رواية ابن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : في قول الله عزّ وجلّ: ( يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) فقال : الآيات هم الاَئمّة عليهم السلام والآية المنتظر هو القائم عليه السلام فيومئذٍ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائه عليهم السلام (بحار الاَنوار : ج 51 ص 51 ح 25).
ومثله أيضاً جاء عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ : ( يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) قال عليه السلام : يعني يوم خروج القائم المنتظر منّا (بحار الاَنوار : ج 52 ص 149 ح 76) .
وجاء أيضاً عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) قال : نزل ( أو كسبت في إيمانها خيراً ) ( قل انتظروا إنّا منتظرون ) قال : إذا طلعت الشمس من مغربها فكلّ من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه إيمانه . (بحار الاَنوار : ج 6 ص 313 ح18).
وجاء أيضاً في كنز العمال : ج 6 ص 153 ـ 154 ح 15203 : من حديث روي عنه صلى الله عليه وآله ـ إلى أن قال ـ : فيقال لها : ارتفعي أصبحي طالعة من مغربكِ فتُصبح طالعةً من مغربها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتدرون متى ذاكمُ ؟ ذاك حين ( لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) .
(13) سورة القمر : الآية 45 .
(14) سورة الفتح : الآية 27 .
(15) سورة الروم : الآية 1 ـ 3 .
(16) سورة الاَنعام : الآية 27 ـ 28 .
(17) الفصول المختارة للمفيد : ص 153 ـ 157 .
المصدر : الرافد