بسم الله الرحمن الرحيم
من هم هؤلاء الأصدقاء الذين يقول الإمام علي (عليه السلام) أنهم لا وفاء لهم، وأنهم عاملوا أهل البيت بجفاء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله سلم؟
اقرؤوا الأبيات بتمعن؛ فهي تحكي قصة معاناة أهل البيت (عليهم السلام) وآلامهم.
قصيدة “تغيرتِ المودةُ والاخاءُ”
المنسوبة إلى الإمام علي عليه السلام
تغيَّرتِ المودةُ والإخاءُ
وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
ولكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني
ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
وإن غيَّبتُ عن أحد قلاني
وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو
وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
وكل جراحة فلها دواءٌ
وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَداً نعِيْمٌ
كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
إذا أنكرتُ عهداً من حميمٍ
ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى
بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
في قصيدة أخرى تنسب إلى الإمام علي (عليه السلام) يقول:
هذا زمان ليس إخوانه
يَا أَيُّهَا المَرْءُ بِإِخْوانِ
إِخْوانُهُ كُلُّهُمُ ظَالِمٌ
لهم لسانان ووجهانِ
يلقاك بالبشر وفي قلبه
داءٌ يُوارِيهِ بِكِتْمانِ
حَتَّى إِذا ما غِبْتَ عَنْ عَيْنِهِ
رَماكَ بالزُّور وبُهتانِ
هذا زمانُ هكذا أهله
بالودِّ لا يصدقك اثنانِ
ياأَيُّها المَرْءُ فَكُنْ مُفْرَدا
دَهْرَكَ لاَ تَأْنَسْ بِإِنْسانِ
وجِانِبِ النَّاسَ وَكُنْ حَافِظاً
نَفْسَكَ في بَيْتٍ وَحِيطانِ
في قصيدة ثالثة في ديوان الإمام علي عليه السلام:
ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهبِ
والناسُ بين مُخاتلٍ ومواربِ
يُفشون بينهمُ المودَّةَ والصفا
وقلوبهُمْ محشوةٌ بعقاربِ
المصادر:
1 ـ ديوان الإمام علي عليه السلام.
2 ـ موقع الموسوعة العالمية للشعر العربي.