رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علي ( عليه السَّلام ) حِينَ أَتَاهُ نَجْدَةُ يَسْأَلُهُ عَنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ ، قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : بِمَا ذَا عَرَفْتَ رَبَّكَ ؟
قَالَ ( عليه السَّلام ) : ” بِالتَّمْيِيزِ الَّذِي خَوَّلَنِي ، وَ الْعَقْلِ الَّذِي دَلَّنِي ” .
قَالَ : أَ فَمَجْبُولٌ أَنْتَ عَلَيْهِ ؟
قَالَ : ” لَوْ كُنْتُ مَجْبُولًا مَا كُنْتُ مَحْمُوداً عَلَى إِحْسَانٍ وَ لَا مَذْمُوماً عَلَى إِسَاءَةٍ ، وَ كَانَ الْمُحْسِنُ أَوْلَى بِاللَّائِمَةِ مِنَ الْمُسِيءِ ، فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ قَائِمٌ بَاقٍ ، وَ مَا دُونَهُ حَدَثٌ حَائِلٌ زَائِلٌ ، وَ لَيْسَ الْقَدِيمُ الْبَاقِي كَالْحَدَثِ الزَّائِلِ ” .
قَالَ نَجْدَةُ : أَجِدُكَ أَصْبَحْتَ حَكِيماً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟
قَالَ : ” أَصْبَحْتُ مُخَيَّراً ، فَإِنْ أَتَيْتُ السَّيِّئَةَ بِمَكَانِ الْحَسَنَةِ فَأَنَا الْمُعَاقَبُ عَلَيْهَا ” ، 1
- 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 5 / 75 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .