الشيخ علي الكوراني
• كتب (العاملي) في شبكة هجر، بتاريخ 8 – 10 – 1999، التاسعة مساء، موضوعا بعنوان (محاولاتهم الفاشلة.. لتحريف آية نزلت في علي عليه السلام!) قال فيه:
في القرآن الكريم عدة تعبيرات عن العلم بالكتاب الإلهي.. منها تعبير:
إيتاء الكتاب، ويستعمل بمعنى الإيتاء العام للأمم، حتى لأولئك الذين انحرفوا عن الكتاب الإلهي وضيعوه ولم يعرفوا منه إلا أماني.. قال الله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب. آل عمران – 19.
ويستعمل بمعنى الإيتاء الخاص للأنبياء وأوصيائهم، قال تعالى: أولئك الذين آتينا هم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده، قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين. الأنعام – 90.
ومنها تعبير: توريث الكتاب، ويستعمل أيضا بمعنى عام وخاص، وقد اجتمعا في قوله تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير.
فاطر – 32.
ومنها تعبير: الراسخون في العلم، قال تعالى: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب. آل عمران – 7.
ومنها تعبير: الذي عنده علم من الكتاب، قال تعالى: قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم. النمل 38 – 40.
ومنها تعبير: الذي عنده علم الكتاب، قال تعالى: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب. أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار. ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. الرعد – 43.
وقد وردت الروايات الصحيحة عندنا أن الراسخين في العلم، والذين عندهم علم الكتاب، هم بعد النبي أهل بيته صلى الله عليه وآله.
ويدل عليه قول النبي صلى الله عليه وآله: إني أوشك إن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض! فانظروني بم تخلفوني فيهما، الذي رواه أحمد في مسنده: 3 / 17 وغيره، وغيره.. بأسانيد صحيحة عند إخواننا،
فإنه لا معنى لإخبار الله تعالى لرسوله أنهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، إلا أنه سيكون منهم إمام في كل عصر، وأن علم الكتاب عنده، فيكون أفضل من وزير سليمان ووصيه آصف بن برخيا الذي عنده علم من الكتاب.
ونص الآية الموجود في القرآن (ومن عنده علم الكتاب) فتكون من موصولة بمعنى الذي.. لكن يطالعك في مصادر السنيين أن الخليفة عمر حاول إبعاد الآية عن علي عليه السلام فقرأها (ومن عنده) فكسر من وكسر عنده!
وأراد بهاتين الكسرتين أن يغير معنى الآية من أساسه ليصير: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم، ومن عند الله علم الكتاب. وقراءة عمر هذه لا معنى لها لأنها تقطع الربط بين الفقرتين، وتجعل من عنده ابتداء بجملة جديدة بعيدة عن الموضوع، مع أن الآية هي آخر آية في سورة الرعد!
والعجيب أن عمر نسب ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله!!
قال السيوطي في الدر المنثور: 4 / 69 (وأخرج تمام في فوائده، وابن مردويه عن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: ومن عنده علم الكتاب، قال: من عند الله علم الكتاب)!
وفي كنز العمال: 2 / 593 (عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:
ومن عنده علم الكتاب – قط في الافراد، وتمام، وابن مردويه).
وفي المجلد 12 / 589 (عن ابن عمر قال: قال عمر وذكر إسلامه فذكر أنه حيث أتى الدار ليسلم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: ومن عنده علم الكتاب. ابن مردويه).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 7 / 155 (وعن ابن عمر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن عنده علم الكتاب.
رواه أبو يعلى، وفيه سليمان بن أرقم. وهو متروك). انتهى.
والحمد لله أن إخواننا السنة لم يطيعوا هذه الروايات، فالموجود في مصحف الجميع (ومن عنده علم الكتاب)!
وبعد فشل محاولة قراءة (ومن عنده) بكسر (من)، يبقى السؤال عن هذا الذي جعله الله شاهدا في الأمة على نبوة النبي صلى الله عليه وآله؟
أما أهل البيت وشيعتهم فقد رووا أن هذا الشاهد علي عليه السلام..
قال الحويزي في تفسير نور الثقلين: 2 / 523 (في أمالي الصدوق رحمه الله بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله جل ثناؤه: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟
قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب.
وقال العياشي في تفسيره: 2 / 220 (عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ومن عنده علم الكتاب، قال: نزلت في علي عليه السلام، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله عليه وآله.
عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟ قال: إيانا عني، وعلي أفضلنا، وأولنا، وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب! قال: كذب.. هو علي بن أبي طالب!
عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله:
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب، فقال: نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الأئمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب) انتهى.
وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: 1 / 367 (فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام.
وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب؟
فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب، عند الذي عنده علم الكتاب، إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله).
انتهى.
ولا نطيل في إيراد الروايات الدالة على ذلك من مصادرنا.
أما مفسروا إخواننا السنة فمنهم من تحير في تفسيرها، ومنهم من فسرها برجل يهودي أسلم! وكأن المهم عندهم إبعاد الآية عن علي ولو بتلبيسها ليهودي، ولو لزم منها أن لا يكون في الأمة الإسلامية شخص عنده علم القرآن!!
قال السيوطي في الدر المنثور: 4 / 69 (قوله تعالى ويقول الذين كفروا…
الآية. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف من اليمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجدني في الإنجيل رسولا؟ قال: لا، فأنزل الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. يقول: عبد الله بن سلام!).
انتهى.
والمتفق عليه بين المحدثين والمؤرخين أن حادثة أسقف اليمن كانت في المدينة، لكن واضع الحديث لم يلتفت إلى أن الآية نزلت في مكة قبل الهجرة!!
ثم قال السيوطي (وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام: قد أنزل الله في القرآن: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب!
وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير، عن جندب رضي الله عنه قال: جاء عبد الله بن سلام رضي الله عنه حتى أخذ بعضادتي باب المسجد، ثم قال: أنشدكم بالله أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب؟ قالوا: اللهم نعم!
وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان رضي الله عنه فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عند علم الكتاب؟ قالوا: فيك.
وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ: ومن عنده علم الكتاب، قال هو عبد الله بن سلام). انتهى.
ثم روى السيوطي روايتين تكذبان أن يكون المقصود بالآية ابن سلام، قال: وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس في ناسخه، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه سئل عن قوله:
ومن عنده علم الكتاب، أهو عبد الله بن سلام رضي الله عنه؟ قال: وكيف وهذه السورة مكية؟! وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال: ما نزل في عبد الله ابن سلام رضي الله عنه شئ من القرآن). انتهى.
ثم روى تفسيرا آخر وسع فيه من عنده علم الكتاب ليشمل عدة أشخاص مع ابن سلام، قال: وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر ن وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في الآية، قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي.
ثم روى تفسيرا آخر جعل الشهداء على الأمة الإسلامية كل أهل الكتاب!
الذين يشهدون ضدها!! قال: وأخرج ابن جرير من طريق العوفي، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ومن عنده علم الكتاب، قال: هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى!
وتفسيرا آخر جعله جبرئيل، قال: وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: ومن عنده علم الكتاب قال: جبريل.
وتفسيرا آخر جعله الله عز وجل، قال: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه: ومن عنده علم الكتاب قال: هو الله عز وجل.
أما الطبري فخلاصة ما قاله في تفسيره ج 7 ص 118، أن في الآية قراءتين، قراءة بالفتح فتكون من اسما موصولا، وعليه فسروها بابن سلام واليهود والنصارى، وروى في ذلك روايات، ومن طريف ما رواه فيما بينها (عن أبي صالح في قوله: ومن عنده علم الكتاب، قال: رجل من الإنس ولم يسمه) وكأن أبا صالح خاف أن يقول إنه علي عليه السلام!
ثم ذكر الطبري أن في الآية قراءة بالكسر (من) وأنه كان يقرؤها المتقدمون، وكأنها عاشت مدة بعد عمر ثم تلاشت!
ثم روى روايات هذه القراءة عن مجاهد والحسن البصري وشعبة وقتادة وهارون والضحاك بن مزاحم.. وكلهم يبغضون عليا..! ثم قال (وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر بتصحيح هذه القراءة وهذا التأويل، غير أن في إسناده نظرا، وذلك ما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني عباد بن العوام، عن هارون الأعور، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: ومن عنده علم الكتاب، عند الله علم الكتاب، وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري. فإذا كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشام والعراق على القراءة الأخرى وهي: ومن عنده علم الكتاب، كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قراء الأمصار أولى بالصواب ممن خالفه، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصواب).
يقصد الطبري أن قراءة الفتح على الموصولية أصح من قراءة الجر. وقراءة قراء الأمصار أصح من قراءة الخليفة عمر ومن تبعه، حتى لو كانوا من كبار القراء والمفسرين القدماء.. والخبر الذي نفاه الطبري وقال لا أصل له عند الثقات من أصحاب الزهري هو الخبر المروي عن الخليفة عمر، ولكن رواية القراءة بالكسر عن عمر ليست محصورة بطريق الزهري، مع أنه يكفي أن أول من اخترع الكسر في الآية هو الخليفة عمر!
أما الفخر الرازي فقد عجز عن تفسير الآية أو هرب من معركتها!
فاكتفى في تفسيره: 19 / 69، بذكر الأقوال فيها بناء على قراءة الفتح وعلى قراءة الكسر، ولم يستطع ترجيح أي قول منها، فقال (والله تعالى أعلم بالصواب).
وهكذا فرض المفسرون السنيون أن المقصود بالكتاب في الآية التوراة والإنجيل، ودارت أقوالهم بين أن يكون الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام أو غيره من أمثاله! وتركز جهدهم على إبعاد (الكتاب) عن القرآن!
وإن قلت لهم: حسنا، كلامكم هذا عن علم التوراة والإنجيل، فأين الذي عنده علم القرآن؟!
لقالوا: لا يوجد بعد النبي عند أحد! أو يوجد عند الأمة كلها!
أو يوجد عند فلان وفلان الصحابي الذي يتحير في قراءة آية، وفي معنى مفرداتها!
وهكذا استطاعت السياسة المعادية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله أن تشوش معنى الآية في مصادر التفسير، وتحول البحث فيها من معرفة المقصود بقوله تعالى ومن عنده علم الكتاب إلى البحث في (من) وهل هي موصولة أو جارة، فإن كانت جارة كما يرى الخليفة عمر، فالمقصود الله تعالى!
ويكون معنى الآية: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم، وبالله!!
وإن كانت موصولة كما اختاره الطبري، فالمقصود بها عبد الله بن سلام، فهو العيلم الشاهد الذي ارتضاه الله تعالى شاهدا على الأمة الإسلامية والعالم!!
ولك الله يا علي بن أبي طالب!
وعندما نرجع إلى حياة عبد الله بن سلام الذي ادعوا أنه الشاهد الرباني على الأمة، نجد أن تعصبه اليهودي لا يجعله أهلا لهذه المسؤولية الضخمة، فقد روى الذهبي عنه أنه استجاز النبي صلى الله عليه وآله في أن يقرأ القرآن ليلة والتوراة ليلة.. فأجازه النبي صلى الله عليه وآله!! قال في تذكرة الحفاظ ج 1
ص 27 (عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه ن أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: إني قرأت القرآن والتوراة، فقال: إقرأ هذا ليلة وهذا ليلة! فهذا إن صح ففيه الرخصة في تكرير التوراة وتدبرها!! اتفقوا على موت ابن سلام في سنة ثلاث وأربعين بالمدينة رضي الله عنه). انتهى.
وإذا جاز ذلك عند الذهبي فينبغي حسب فتواه أن توزع نسخ التوراة على المسلمين، أو يطبعوها مع القرآن!!
ومنها ما رواه الهيثمي في حديث موثق من أن عبد الله بن سلام وأولاده كانوا من مرتزقة بني أمية، قال في مجمع الزوائد: 9 / 92:
(وعن عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام استأذن على الحجاج بن يوسف فأذن له، فدخل وسلم، وأمر رجلين مما يلي السرير أن يوسعا له، فأوسعا له فجلس، فقال له الحجاج: لله أبوك أتعلم حديثا حدثه أبوك عبد الملك بن مروان عن جدك عبد الله بن سلام؟ قال: فأي حديث رحمك الله؟ قال: حديث المصريين حين حصروا عثمان. قال: قد علمت ذلك الحديث، أقبل عبد الله بن سلام وعثمان محصور فانطلق فدخل عليه فوسعوا له حتى دخل، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال:
وعليك السلام ما جاء بك يا عبد الله بن سلام؟ قال: جئت لأثبت حتى استشهد، أو يفتح الله لك…
في حديث طويل قال في آخره: رواه الطبراني ورجاله ثقات). انتهى.
ونعرف من النص التالي أنه كان يوجد اتجاه لتكبير ابن سلام حتى جعلوه بدريا!
قال في هامش تهذيب الكمال: 15 / 75 (وقال ابن حجر: ذكره أبو عروبة في البدريين وانفرد بذلك، وأما ابن سعد فذكره في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وما بعدها، والله أعلم. تهذيب التهذيب: 5 / 249)!!!
• فكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 9 – 1 – 1999، الحادية عشرة صباحا:
إلى العاملي، أنت أثرت موضوعا للمناقشة أم للقراءة فقط؟؟
فأنت تأتي بمسائل وردود علماء السنة عليها حسب ما ذكرت بالبداية، اتهمت عمر بالتحريف وأنت تعلم كذب ذلك، ثم فسرت معنى الكتاب حسب هواك، ثم طعنت بصحابي! بالله عليك قلي هل تريد أن يجيبك أهل السنة وأنت تتشعب بالموضوع الواحد وتجعله مواضيع؟! فرفقا بحالك يا عاملي، وحدد ما تريد مناقشته موضوعا تلو الآخر. وأما إن كان قصدك أن الموضوع للقراءة، فأرجو أن تنشره في مكان آخر لأننا في ساحة نقاش.
• فأجابه (العاملي) بتاريخ 9 – 10 – 1999، الرابعة عصرا:
هل تقرأ أنت الآية (ومن عنده علم الكتاب) بفتح (من) أو بكسرها؟
ومن هو هذا الشاهد على الرسالة الذي عنده علم الكتاب، برأيك؟
• وكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 9 – 10 – 1999، الثامنة مساء:
عند الله سبحانه ومن يخصه من عباده. ثم لماذا أقحمت عمر بهذا كله؟؟
ثم بينت إن السنة لم تأخذ بكلام عمر وكأننا لا نتولى عمر ونحبه؟؟ أرجو أن تنقل ما هو صحيح، حتى يكون النقاش واضحا جليا. أليس كذلك يا عاملي؟؟
• فأجاب (العاملي) بتاريخ 9 – 10 – 1999، التاسعة مساء:
إنما نقلت قراءة الخليفة عمر من مصادركم.. فإن كنت ترى خللا في نقلي، أو ترى أن قراءة عمر غير ذلك.. فصصح لي وشكرا.
• وكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 9 – 10 – 1999، الحادية عشرة ليلا:
سوف آتيك بالرد إن أسعفني الوقت، ولك مني شكري وتقديري. انتهى.
وانغمد الصارم، ولم يسعفه الوقت ولا الحجة، لكي يرد!!