هي الاعتقاد بأن معاصي العباد وطاعاتهم من الله سبحانه، وأما الإنسان فلا خيار له، ولا يملك من الأمر شيئاً، وإنما له الكسب كما ذهب إليه بعضهم. وهؤلاء تمسَّكوا بظواهر بعض النصوص القرآنية وغيرها مما دل على أن الهداية والضلال من الله سبحانه، مثل قوله سبحانه ﴿ … قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾ 1. كما تمسكوا بما دل على أن الحسنة والسيئة من عند الله، كقوله ﴿ … وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ 2. واستدلوا على أن الله سبحانه وتعالى هو خالق أفعال العباد بقوله تعالى ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ 3، وغيرها مما حمل على الجبر، مع أن لهذه الظواهر معاني صحيحة لا تدل على الجبر4.
- 1. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 27، الصفحة: 252.
- 2. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 78، الصفحة: 90.
- 3. القران الكريم: سورة الصافات (37)، الآية: 96، الصفحة: 449.
- 4. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ علي ال محسن حفظه الله.