معنى الحسد هو تمني زوال النعمة عن شخص ما مع تمني تحولها اليه أو مجرد سلبها منه ، أو تمني أن تكون النعمة له دون غيره.
و الحسد حالة نفسية و صفة سيئة و رذيلة خطيرة جداً و داء دوي ، و صفة من صفات المنافقين ، و ليست من صفات المؤمنين ، و لا بُدَّ لمن ابتلي بهذا المرض الهدام أن يعالج نفسه سريعاً قبل أن يخسر دنياه و آخرته.
و في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه و آله قال: ” … وَ لَا تَتَحَاسَدُوا، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ الْيَابِسَ” 1.
ثم إن الحسد لا يتوقف في الغالب عند حد معين بل يتنامى فيكون سبب لكثير من الرذائل و المعاصي كالحقد و الكذب و الغيبة و المكر و غيرها و قد يوصل الحاسد إلى ارتكاب القتل كما حصل لقابيل نتيجة لحسده أخيه هابيل.
رُوِيَ عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام أنهُ قَالَ: “هَلَاكُ النَّاسِ فِي ثَلَاثٍ: الْكِبْرِ وَ الْحِرْصِ وَ الْحَسَدِ، فَالْكِبْرُ هَلَاكُ الدِّينِ وَ بِهِ لُعِنَ إِبْلِيسُ، وَ الْحِرْصُ عَدُوُّ النَّفْسِ وَ بِهِ أُخْرِجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَ الْحَسَدُ رَائِدُ السُّوءِ وَ مِنْهُ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ” 2.
و لخطورة الحسد و أثاره السيئة أمر الله عَزَّ و جَلَّ رسوله المصطفى صلى الله عليه و آله أن يتعوذ من شر الحاسد لأن مقاصد الحاسد خطيرة حيث قال في سورة الفلق: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ 3 .
أما الحسد بمعنى اصابة العين و نظرات الحاسد و تأثيراتها على المحسود فهي من الآثار السيئة لحسد الحاسد على المحسود ، أعاذنا الله جميعاً منها .
- 1. قرب الإسناد: 29، لأبي عباس عبدالله بن جعفر الحميري القمي، من أصحاب الإمام حسن العسكري (عليه السلام) و فقهاء القرن الثالث، طبعة مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، الطبعة الأولى، سنة 1413 هجرية، قم / ايران.
- 2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 75 / 111 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
- 3. القران الكريم: سورة الفلق (113)، من بداية السورة إلى الآية 5، الصفحة: 604.