الفرق بين زواج المتعة و الزنا كالفرق بين الزواج و الزنا أو بين البيع و الربا، حيث أن زواج المتعة زواج شرعي نزل به القرآن الكريم و جرت به السنة النبوية الشريفة و عمل بها الاصحاب، و أما الزنا فهو فاحشة و خروج عن دائرة الشرع و تمرد على الشريعة الإسلامية الغراء فأين وجه الشبه فيهما.
قال الله عَزَّ و جَلَّ في زواج المتعة: ﴿ … فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ … ﴾ 1.
و قال عَزَّ مِنْ قائل في الزنا: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ 2.
فالفرق بينهما إنما هو بسبب التشريع الالهي الذي يجب علينا الالتزام به و العمل وفقاً له، و ليس لأحد أن يقيس بينهما حسب رغبته و هواه.
قال الراغب 3: قال يحيى بن أكثم 4 لشيخ بالبصرة: بمن اقتديت في جواز المتعة؟
قال: بعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال: كيف و عمر كان أشدّ الناس فيها؟!
قال: لان الخبر الصحيح أنه صعد المنبر فقال: ان الله و رسوله قد أحلا لكم متعتين و اني محرمهما عليكم و اعاقب عليهما، فقبلنا شهادته و لم نقبل تحريمه 5.
- 1. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 24، الصفحة: 82.
- 2. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 32، الصفحة: 285.
- 3. الراغب الاصفهاني: هو الشيخ أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الراغب، المتوفى في حدود عام: 425 الهجري، صاحب المصنفات، و من أشهر مصنفاته كتاب “مفردات ألفاظ القرآن”.
ذكر الفخر الرازي أنه من أئمة السنة وقرنه بالغزالي، وكان في أوائل المائة الخامسة. - 4. هو يحيى بن أكثم بن مُحمّد التميمي، توفي 22 ذو الحجة 242 هـجرية، كان قاضي قضاة أهل البصرة.
- 5. محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء: 2 / 94،