إيمان أبي طالب عليه السلام عند أهل البيت عليهم السلام
لا بد لنا هنا من الحديث بإيجاز عن موضوع ما زال بين أخذ ورد بين المسلمين ألا وهو إيمان أبي طالب «رحمه الله» ، فمن مؤيد ، ومن منكر .
فأما أهل البيت «عليهم السلام» وشيعتهم ، فإنهم مجمعون على إيمانه وإسلامه «عليه السلام» 1 ، بل في بعض الأحاديث عنهم «عليهم السلام» : أنه من الأوصياء 2 ، وأن نوره يطغى في يوم القيامة على كل نور ، ما عدا نور النبي محمد «صلى الله عليه وآله» ، والأئمة «عليهم السلام» ، والسيدة فاطمة الزهراء «عليها السلام» 3 .
أهل البيت عليهم السلام أدرى
والأحاديث الدالة على إيمانه ، والواردة عن أهل بيت العصمة «عليهم السلام» لا تنحصر بما ذكرناه في هذه الدراسة ، وقد جمعها العلماء في كتب مفردة 4 .
وقد ذكر العلامة المجلسي في كتابه العظيم «بحار الأنوار» والطبسي في كتاب «منية الراغب» وكذلك الخنيزي في كتاب «أبو طالب مؤمن قريش» وصاحب كتاب : «مواهب الواهب» وغيرهم الشيء الكثير جداً مما يدل على إيمانه صلوات الله وسلامه عليه . .
ونحن سوف نقتصر في هذا المعرض على أقل القليل من ذلك ونحيل من أراد التوسع إلى كتاب البحار الآنف الذكر ، وإلى غيره . .
غير أننا نقول هنا : إن هذه الأخبار هي من الكثرة والصراحة بحيث تعطي الانطباع الحاسم عما لأبي طالب من شأن عظيم ، ومقام كريم عند الله تعالى .
وواضح : أن أهل البيت أدرى بما فيه من كل أحد .
يقول ابن الأثير : «وما أسلم من أعمام النبي «صلى الله عليه وآله» غير حمزة والعباس ، وأبي طالب عند أهل البيت» 5 .
تآليف في إيمان أبي طالب عليه السلام
وعدا عن ذلك ، فما أكثر الأدلة الدالة على إيمانه ، وقد أُلف في إثبات إيمانه الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء .
وقد أنهاها بعضهم إلى ثلاثين كتاباً ، ومنها كتاب : «أبو طالب مؤمن قريش» للأستاذ عبد الله الخنيزي ، الذي كاد أن يدفع مؤلفه حياته ثمناً له ، حين حاول الوهابيون اتخاذ ذلك ذريعة للتخلص منه ، فتداركه الله برحمته ، وتخلص من شرهم .
هذا عدا عن البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموسوعات ، ونخص بالذكر هنا ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الأميني قدس سره . . 6 .
وقد نقل العلامة الأميني عن جماعة من أهل السنة : أنهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك ، كالبرزنجي في أسنى المطالب 7 والأجهوري ، والإسكافي ، وأبي القاسم البلخي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب : شهاب الأخبار ، والتلمساني في حاشية الشفاء ، والشعراني ، وسبـط ابن الجوزي ، والقرطبي ، والسبكي ، وأبي طاهر ، والسيوطي ، وغيرهم .
بل لقد حكم عدد منهم ـ كابن وحشي والأجهوري ، والتلمساني ـ بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو من يذكره بمكروه فهو كافر 8 .
من أدلة إيمان أبي طالب عليه السلام
ونحن نذكر فيما يلي طرفاً من الأدلة على إيمان أبي طالب ، فنقول :
أهل البيت عليهم السلام أعرف :
وقد تقدم بعض ما روي عن الأئمة «عليهم السلام» ، والنبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» مما يدل على إيمانه ، وقد قلنا :
إن أهل البيت أدرى بما فيه ، وأعرف بأمر كهذا من كل أحد .
التضحيات والمواقف :
ويدل على ذلك أيضاً : ما تقدم من مناصرته للنبي «صلى الله عليه وآله» ، وتحمله المشاق والصعاب العظيمة ، وتضحيته بمكانته في قومه ، وحتى بولده ، وتوطينه نفسه على خوض حرب طاحنة تأكل الأخضر واليابس في سبيل هذا الدين . .
ولو كان كافراً ؛ فلماذا يتحمل كل ذلك؟!
ولماذا لم نسمع عنه ولو كلمة عتاب أو تذمر مما جرَّه عليه النبي محمد «صلى الله عليه وآله»؟! .
واحتمال : أن يكون قد طمع بمقام دنيوي أعظم .
يرده : أن الطامع إنما يسعى للحفاظ على حياته لينال ما طمع به ، أما أبو طالب فكان على استعداد لأن يقتل هو وجميع أولاده ، وعشيرته في سبيل هذا الدين .
تشنيع الأعداء :
وقد استدل سبط ابن الجوزي على إيمانه بأنه لو كان أبو الإمام علي «عليه السلام» كافراً لكان شنع عليه معاوية وحزبه ، والزبيريون وأعوانهم ، وسائر أعدائه «عليه السلام» ، مع أنه «عليه السلام» كان يذمهم ، ويزري عليهم بكفر الآباء والأمهات ، ورذالة النسب 9 .
أشعاره الصريحة بالإيمان
أما تصريحاته وأقواله الكثيرة جداً؛ فإنها كلها ناطقة بإيمانه وإسلامه .
ويمكننا أن ندَّعي : أن هذه التصريحات قد جاءت بعد قضية إسلام حمزة ، أو بعد الهجرة إلى الحبشة .
أما قبل ذلك فكان «عليه السلام» يعمل بالتقية أمام قريش على الخصوص .
ويكفي أن نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : إن كل هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر ، من حيث مجموعها 10 .
فمن الشواهد على توحيده ، قوله :
مليك الناس ليس له شريك *** هو الوهاب ، والمبدي المعـيد
ومن تحت السـماء له بحق *** ومن فوق الـسماء لـه عبيد
ومن الشواهد على إيمانه بنبوة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، نذكر :
1ـ ألم تعلموا : أنا وجـدنا محمداً *** نبياً كمـوسى خط في أول الكتب
2 ـ نبي أتاه الوحي مـن عند ربه *** ومن قال : لا ، يقرع بها سن نادم
3 ـ يا شاهد الله عـلي فـاشهد *** إني عـلـى ديـن النـبي أحمـد
4 ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه *** علـيك نـزل من ذي العزة الكتب
5 ـ أنت الـنبي محمد *** قـرم أغـر مـسـوَّد
6 ـ أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب *** على نبي كمـوسى أو كـذي النون
7 ـ وظـلم نبي جاء يدعو إلى الهدى *** وأمر أتى من عند ذي الـعرش قيم
8 ـ لقد أكرم الله النـبـي محـمداً *** فـأكرم خلق الله في الناس أحمـد
9 ـ وخـيـر بنـي هاشـم أحمـد *** رسـول الإله عـلـى فـتـرة 11
10ـ والله لا أخـذل الـنــبي ولا *** يـخـذلـه من بني ذو حسـب
11 ـ وقال «رحمه الله» يخاطب ملك الحبشة ، ويدعوه إلى الإسلام :
أتعلـم ملك الحبش أن محمـداً نبياً *** كـمـوسى و المسيح ابن مـريـم
أتى بالهدى مثل الذي أتيـا بــه *** فكـل بأمـر الله يهــدي ويعصـم
وإنـكـم تتلـونـه في كتـابكم *** بصدق حـديث لا حـديث الترجـم
فــلا تجعلوا لله نـداً فـأسلموا *** فــإن طـريــق الحـق ليس بمظلم
12 ـ وقال مخاطباً أخاه حمزة «رحمه الله» :
فـصـبراً أبا يعلى على دين أحمد *** وكن مظهراً للـديـن وفـقت صابرا
وحط من أتى بالحق من عنـد ربه *** بصدق وعـزم لا تكن حمز كـافـرا
فقـد سرني أن قلت : إنـك مؤمن *** فكن لـرسول الله في الله نــاصرا
و باد قريشـاً في الذي قد أتـيـته *** جهـاراً ، وقل : ما كان أحمد ساحرا
13 ـ نصرت الرسول رسول المليك *** ببيض تـلالاً كـلـمع الـبـروق
أذب و أحمـى رسـول الإلـــه *** حمايــة حـام علـيـه شفـيق
14 ـ لقد علموا : أن ابننا لا مكذب *** لدينـا ولا نعبـأ بقـول الأباطـل
15 ـ أقـيم على نصـر النبي محمد *** أقاتـل عنه بـالقنـا والقـنـابـل
16 ـ أنت ابن آمنـة النبي محمـد *** عـندي بمـثـل مـنــازل الأولاد
17 ـ ألا إن أحمد قد جــاءهم *** بحق ولـم يـأتـهــم بـالـكـذب
18 ـ أوصي بنصر نبي الخير مشهده *** علياً ابني وشيخ القوم عبــاســـا
19ـ ودعوتني وعلمت أنك صادق *** ولـقــد صدقت وكنت ثـم أمينـا
ولـقـد عـلمت بأن دين محمد من *** خـيـر أديـان الـبريـة ديـنــا
وأشعار أبي طالب «عليه السلام» الناطقة بإيمانه كثيرة ، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر؛ لنفسح المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل ، ويقال في هذا الموضوع .
مدائح أبي طالب عليه السلام للنبي صلى الله عليه و آله
قال المعتزلي : «قلت : كان صديقنا علي بن يحيى البطريق «رحمه الله» يقول : لولا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب ، وهو شيخ قريش ، ورئيسها ، وذو شرفها ، يمدح ابن أخيه محمداً وهو شاب قد ربي في حجره ، وهو يتيمه ومكفوله ، وجارٍ مجرى أولاده بمثل قوله :
وتـلقوا ربيـع الأبطحين محمـداً *** على ربـوة في رأس عـنقـاء عيطل
وتـأوي إلـيه هـاشم إن هاشماً *** عرانين كـعـب آخـر بـعـد أول
ومثل قوله :
وأبـيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثـمال اليـتـامى عصمـة للأرامـل
يـطيف به الهلاك من آل هاشم *** فهم عـنـده في نـعمة وفـواضـل
فإن هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابى من الناس ، وإنما هو من مديح الملوك والعظماء .
فإذا تصورت : أنه شعر أبي طالب ، ذاك الشيخ المبجل العظيم في النبي محمد «صلى الله عليه وآله» ، وهو شاب مستجير به ، معتصم بظله من قريش ، قد رباه في حجره غلاماً ، وعلى عاتقه طفلاً ، وبين يديه شاباً ، يأكل من زاده ، ويأوي إلى داره ، علمت موضع خاصية النبوة وسرها ، وأن أمره كان عظيماً» 12 .
كما أن قصيدته اللامية تلك التي يقول فيها :
وأبـيـض يـسـتـسـقى . . الخ . . . . . . . .
وهي طويلة ، وكان بنو هاشم يعلمونها أطفالهم 13 ، فيها الكثير مما يدل على إيمانه العميق الصادق ، وقد ذكرها ابن هشام وابن كثير ، وغيرهما .
وهي ظاهرة الدلالة على عظمة الرسول «صلى الله عليه وآله» في نفس أبي طالب «عليه السلام» ، وهي عظمة أوجبت خضوع قلبه له «صلى الله عليه وآله» ، وتعامله معه تعامل التابع ، المؤمن المصدق ، والمسرور بهذا الإيمان ، والمبتهج بذلك التصديق ، والملتذ بذلك الانقياد .
النار محرمة على أبي طالب عليه السلام
ومما يدل على إيمانه ما روي عنه «صلى الله عليه وآله» : أن الله عز وجل قال له على لسان جبرائيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك .
أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمه ، يعني أبا طالب «عليه السلام» ، وفاطمة بنت أسد ، وبمعناه غيره مع اختلاف يسير 14 .
النبي صلى الله عليه و آله يحب عقيلاً حبين
ومما يدل دلالة واضحة على إيمانه : حب النبي «صلى الله عليه وآله» إياه ، حتى لقد روي عن ابن عباس؛ قال : قال علي «عليه السلام» للنبي «صلى الله عليه وآله» : إنك لتحب عقيلاً .
قال : إي والله إني لأحبه حبين ، حباً له ، وحباً لحب أبي طالب له ، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك . . الخ . . 15 .
ورسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يحب أعداء الله سبحانه ، ولا يحب إلا من يحبه الله .
كان على دين الله
وكان الإمام علي «عليه السلام» يعجبه أن يروى شعر أبي طالب «عليه السلام» ، وأن يدوَّن ، وقال : تعلموه ، وعلموه أولادكم ، فإنه كان على دين الله ، وفيه علم كثير 16 .
المسلم المؤمن
وعن أبي بصير عن الإمام الباقر «عليه السلام» ، قال : مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً 17 .
خلاصة جامعة
وبعد كل ما تقدم نقول : إن إسلام أي شخص أو عدمه ، إنما يستفاد من أمور أربعة :
1 ـ من مواقفه العملية ، ومعلوم أن مواقف أبي طالب «عليه السلام» ، قد بلغت الغاية التي ما بعدها غاية في الوضوح والدلالة على إخلاصه وتفانيه في الدفاع عن هذا الدين .
2 ـ من إقراراته اللسانية بالشهادتين ، وقد تقدم قدر كبير من ذلك في شعره وفي غيره في المناسبات المختلفة .
3 ـ من موقف نبي الإسلام ورائد الحق الذي لا ينطق عن الهوى ، والموقف الرضي هذا أيضاً ثابت منه «صلى الله عليه وآله» تجاه أبي طالب «عليه السلام» على أكمل وجه .
4 ـ من إخبار المطلعين على أحواله عن قرب ، وعن حس ، كأهل بيته ، ومن يعيشون معه .
وقد قلنا : إنهم مجمعون على ذلك .
بل إن نفس القائلين بكفره لما لم يستطيعوا إنكار مواقفه العملية ، ولا الطعن بتصريحاته اللسانية ، حاولوا : أن يخدعوا العامة بكلام مبهم ، لا معنى له؛ فقالوا : «إنه لم يكن منقاداً»!! 18 .
كل ذلك رجماً بالغيب ، وافتراء على الحق والحقيقة ، من أجل تصحيح ما رووه عن المغيرة بن شعبة وأمثاله من أعداء آل أبي طالب «عليه السلام» ، كما سنشير إليه حين ذكر أدلتهم الواهية إن شاء الله تعالى .
رواياتهم تدل أيضاً على إيمانه
ومن أجل أن نوفي أبا طالب «عليه السلام» بعض حقه ، نذكر بعض ما يدل على إيمانه من الروايات التي رويت في مصادر غير الشيعة عموماً ونترك سائره ، وهو يعد بالعشرات ، لأن المقام لا يتسع لأكثر من أمثلة قليلة معدودة ، نجملها في العناوين التالية :
النبي صلى الله عليه و آله يرجو الخير لأبي طالب عليه السلام :
قال العياض : يا رسول الله ، ما ترجو لأبي طالب؛ قال : كل الخير أرجوه من ربي 19 .
أبو بكر فرح بإسلام أبي طالب عليه السلام
جاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقوده ، وهو شيخ أعمى ، يوم فتح مكة .
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه؟!
قال : أردت أن يؤجره الله ، لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحاً مني بإسلام أبي ، ألتمس بذلك قرة عينك الخ 20 .
والعلامة الأميني في الغدير ، لا يوافق على أن يكون الرسول «صلى الله عليه وآله» قد قال لأبي بكر : ألا تركت الشيخ حتى نأتيه .
ونحن نوافقه على ذلك أيضاً ، فإن الشيوخ الذين أسلموا على يديه «صلى الله عليه وآله» كثيرون ، وكان إسلام كثير منهم أصح من إسلام أبي قحافة .
وربما تكون هذه العبارة زيادة من بعض المتزلفين ، كما عودونا في أمثال هذه المناسبات .
التشهد قبل الموت
قال المعتزلي : «روي بأسانيد كثيرة ، بعضها عن العباس بن عبد المطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : أن أبا طالب ما مات حتى قال : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله» 21 .
وتقدم في شعره تصريحات كثيرة بذلك أيضاً .
استغفار النبي صلى الله عليه و آله له
وفي المدينة حينما استسقى النبي «صلى الله عليه وآله» لأهلها ، فجاءهم الغيث ، ذكر «صلى الله عليه وآله» أبا طالب «عليه السلام» ، وقال «صلى الله عليه وآله» :
لله در أبي طالب ، لو كان حياً لقرت عينه ، من ينشدنا قوله . . فأنشده الإمام علي «عليه السلام» من قصيدته أبياتاً فيها قوله :
وأبيض يستسقى الغمـام بوجهـه *** ثمال اليتـامى عصمة لـلأرامـل
ورسول الله «صلى الله عليه وآله» يستغفر لأبي طالب «عليه السلام» على المنبر 22 .
تشييع جنازته ومراسم دفنه
ولما مات أبو طالب «عليه السلام» تبع رسول الله «صلى الله عليه وآله» جنازته ، مع أنهم يروون أن ثمة نهياً عن المشي في جنازة المشرك .
كما أنهم يروون أنه «صلى الله عليه وآله» أمر الإمام علياً «عليه السلام» بأن يغسله ويكفنه ويواريه 23 .
وحين التشييع اعترض النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» نعشه ، وقال برقة وحزن وكآبة : وصلت رحماً ، وجزيت خيراً يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيراً ، ونصرت وآزرت كبيراً 24 .
لماذا لم يأمر بالصلاة عليه؟
وإنما لم يأمر علياً «عليه السلام» بالصلاة عليه ، لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد .
ولأجل ذلك قالوا : إن خديجة لم يصل عليها النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» حينما توفيت ، مع أنها سيدة نساء العالمين .
وقد فصلت ذلك : الرواية التي رواها علي بن ميثم ، عن أبيه عن جده : أنه سمع علياً «عليه السلام» يقول : تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته ، وأوصاني أن أدفنه في قبره ، فأخبرت رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك ، فقال : اذهب فواره ، وانفذ لما أمرك به .
فغسلته ، وكفنته ، وحملته إلى الجحون ، ونبشت قبر عبد المطلب ، فرفعت الصفيح عن لحده ، فإذا هو موجه إلى القبلة ، فحمدت الله تعالى على ذلك ، ووجهت الشيخ ، وأطبقت الصفيح عليهما ، فأنا وصي الأوصياء وورثت خير الأنبياء .
قال ميثم : والله ما عَبَدَ علي ، ولا عَبَدَ أحد من آبائه غير الله تعالى ، إلى أن توفاهم الله تعالى 25 .
رثاء علي عليه السلام لأبيه
وقد رثاه ولده الإمام علي «عليه السلام» حينما توفي بقوله :
أبـا طالـب عصمة المستجـير *** وغـيث المحول و نور الظلــم
لقد هـدّ فقدك أهل الحـفـاظ *** فـصـلى عـليك ولي النـعم
و لـقـاك ربـك رضـوانـه *** فـقد كنت للطهر من خير عم 26
ولا أبو سفيان كأبي طالب عليه السلام
وكتب أمير المؤمنين «عليه السلام» رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها :
«ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق» 27 .
فإذا كان أبو طالب «عليه السلام» كافراً وأبو سفيان مسلماً ، فكيف يفضل الكافر على المسلم ، ثم لا يرد عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان؟ .
ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً؛ فإن أبا سفيان هو الذي قال : «إنه لا يدري ما جنة ولا نار» كما ذكرناه في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم في أواخر غزوة أحد 28 .
ويلاحظ هنا أيضاً : أن أمير المؤمنين «عليه السلام» يشير في كلامه الآنف الذكر إلى عدم صفاء نسب معاوية ، ولهذا البحث مجال آخر .
أبو طالب عليه السلام الداعية إلى الإسلام
كما أن أبا طالب «عليه السلام» الذي يدعو ملك الحبشة إلى الإسلام ، هو الذي دعا ولده جعفر إلى ذلك ، وأمره بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة 29 .
وهو أيضاً الذي دعا زوجته فاطمة بنت أسد إلى الإسلام 30 .
وأمر حمزة بالثبات على هذا الدين ، وأظهر سروره بإسلامه ومدحه على ذلك .
وكذلك الحال بالنسبة لولده أمير المؤمنين «عليه السلام» .
الاعتراف بممارسة التقية
وقد صرح أبو طالب «عليه السلام» في وصيته بأنه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» من قريش ، وأن ما جاء به الرسول «صلى الله عليه وآله» قد قبله الجنان وأنكره اللسان؛ مخافة الشنآن ، وأوصى قريشاً بقبول دعوة الرسول ، ومتابعته على أمره ، ففي ذلك الرشاد والسعادة 31 .
موقف النبي صلى الله عليه و آله من أبي طالب عليه السلام
ثم هناك ترحم النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» عليه ، واستغفاره له باستمرار ، وجزعه عليه عند موته 32 .
ولا يصح الترحم إلا على المسلم ، ولأجل ذلك قال «صلى الله عليه وآله» لسفانة بنت حاتم الطائي : لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه 33 .
أنا على دين أبي طالب عليه السلام
وحمل محمد بن الحنفية يوم الجمل على رجل من أهل البصرة ، قال : فلما غشيته قال : أنا على دين أبي طالب ، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه 34 .
شفاعة النبي صلى الله عليه و آله له
وورد عنه «صلى الله عليه وآله» أيضاً قوله : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ، وأمي ، وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية 35 .
فإن الشفاعة لا تحل لمشرك ، كما سيأتي .
إقراره على زواجه بمسلمة
وسئل الإمام السجاد «عليه السلام» عن إيمان أبي طالب «عليه السلام» ، فقال : واعجباً ، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات 36 .
ونزول آية النهي عن الإمساك بعصم الكوافر في المدينة لا يوجب بطلان هذه الرواية ، لإمكان أن يكون النهي عن ذلك نهياً قولياً على لسانه «صلى الله عليه وآله» ، قبل نزول القرآن .
وعدم خضوع بعض المسلمين لذلك حينئذ ربما كان لظروف معينة فرضت عليهم ذلك .
من لم يقر بإيمان أبي طالب عليه السلام
وأخيراً ، فقد كتب بعضهم يسأل الإمام علي بن موسى الرضا «عليه السلام» عن إسلام أبي طالب «عليه السلام» ، فإنه قد شك في ذلك ، فكتب «عليه السلام» إليه : ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ … ﴾ 37 .
وبعدها : إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار 38 .
دفاع النبي صلى الله عليه و آله عن أبي طالب عليه السلام
وسيأتي في غزوة بدر : أن الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» لم يقبل من شهيد بدر عبيدة بن الحارث أن يعرض بعمه أبي طالب «عليه السلام» ، ولو بمثل أن يقول : إني أولى بما قال منه .
بعد قتل الفرسان الثلاثة
وفي بدر العظمى ، وبعد قتل عتبة وشيبة والوليد ، وقطع رجل عبيدة بن الحارث ، حمل حمزة والإمام علي «عليهما السلام» عبيدة بن الحارث من المعركة ، وأتيا به إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وألقياه بين يديه ، وإن مخ ساقه ليسيل ، فاستعبر ، وقال : يا رسول الله ، ألست شهيداً؟!
قال : بلى ، أنت أول شهيد من أهل بيتي (مما يشير إلى أنه لسوف تأتي قافلة من الشهداء من أهل بيته «صلى الله عليه وآله» ، وهكذا كان) .
فقال عبيدة : أما لو كان عمك حياً لعلم أني أولى بما قال منه ، قال : وأي أعمامي تعني؟
قال : أبو طالب ، حيث يقول :
كـذبتم وبيت الله يُبْـزى محمد *** ولما نطاعـن دونه و ننـاضـل
ونسـلـمه حتى نصرع دونـه *** ونـذهـل عن أبنائنا والحـلائل
فقال «صلى الله عليه وآله» : أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله ، وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة؟! .
قال : يا رسول الله ، أسخطت علي في هذه الحالة؟
قال : ما سخطت عليك ، ولكن ذكرت عمي ، فانقبضت لذلك 39 .
وبلغ عبيدة مع النبي «صلى الله عليه وآله» الصفراء ، فمات ، فدفن بها . .
وقد روى كثير من المؤرخين هذه القضية من دون ذكر القسم الأخير منها .
قالوا : ونزل في هؤلاء الستة قوله تعالى : ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ … ﴾ 40 .
وفي البخاري : أن أبا ذر كان يقسم : أنها نزلت فيهم 41 .
ونزل في علي ، وحمزة ، وعبيدة أيضاً قوله تعالى : ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ … ﴾ 42 43 .
وقيل : نزلت في علي وحده 44 .
وثمة عدة آيات أخرى نزلت في بدر في الثناء على أمير المؤمنين «عليه السلام» 45 فراجع .
غضب النبي صلى الله عليه و آله لأبي طالب عليه السلام
ونقول :
إنه إذا كان الرسول «صلى الله عليه وآله» يغضب لذكر عمه ، ولو بهذا النحو من التعريض المهذب ، والمحدود ، فماذا سيكون موقفه ممن يرمي أبا طالب «عليه السلام» بالشرك والكفر ، ويعتبره مستحقاً للعذاب الأليم في نار الله المؤصدة؟! وفي ضحضاح من نار يغلي منه دماغه؟!
فهل تراه سوف يكون مسروراً ومرتاحاً لهذا الكلام ، الذي لا سبب له إلا السياسة ، وما أدراك ما السياسة؟!
وما لأحد عنده من نعمة تجزى
ثم إننا نجد النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه يقول : «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة» 46 .
كما أنه «صلى الله عليه وآله» قد رد هدية حكيم بن حزام؛ لأنه كان مشركاً ، قال عبيد الله :
حسبت أنه قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئاً ، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن 47 .
ورد أيضاً هدية عامر بن الطفيل ، لأنه لم يكن قد أسلم بعد .
ورد أيضاً هدية ملاعب الأسنة ، وقال : لا أقبل هدية مشرك 48 .
عن عياض المجاشعي : أنه أهدى إلى النبي هدية فأبى قبولها ، وقال : إني نهيت عن زبد المشركين 49 .
ولم يكن ذلك منه «صلى الله عليه وآله» إلا لأن قبولها يوجب احتراماً ومودة من المهدى إليه بالنسبة لمن أهدى .
ملاحظة : معالجة رواية الكشي
إلا أن الكشي ذكر رواية تقول : «إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني» 50 .
وهذا إن صح فهو يشير إلى الفرق بين هدية الكتابي وهدية المشرك ، فكان «صلى الله عليه وآله» يرد هدية الثاني ، دون الأول ، وذلك يدل على عدم صحة قوله لهم : إنه «صلى الله عليه وآله» في هدنة الحديبية قد استهدى أبا سفيان أدماً 51 52 .
- 1. روضة الواعظين ص138 ، وأوائل المقالات ص13 والطرائف لابن طاووس ص298 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص165 ، والبحار ج35 ص138 والغدير ج7 ص384 عنهم ، وعن : التبيان ج2 ص398 ، وكتاب الحجة لابن معد ص13 ، ومجمع البيان ج2 ص287 .
- 2. الغدير ج7 ص389 .
- 3. الغدير ج7 ص387 وكنز الفوائد للكراجكي ص80 وأمالي الطوسي ص305 و 702 ط مؤسسة البعثة والإحتجاج (ط مطبعة النعمان) ج1 ص341 والبحار ج35 ص69 و 110 وبشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص312 وكشف الغمة للإربلي (ط دار الأضواء) ج2 ص42 ومائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص174 .
- 4. ومن هذه الكتب كتاب : منية الراغب في إيمان أبي طالب للشيخ الطبسي ومواهب الراهب في إيمان أبي طالب ، وغير ذلك .
- 5. البحار ج35 ص139 والغدير ج7 ص369 .
- 6. الغدير ج7 وج8 .
- 7. الغدير ج7 ص6 و 10 .
- 8. راجع : الغدير ج7 ص382 و 383 وغير ذلك .
- 9. راجع : أبوطالب مؤمن قريش (ط سنة 1398 هـ .) ص272 و 273 عن تذكرة الخواص .
- 10. شرح النهج ج14 ص78 والبحار ج35 ص165 .
- 11. وقيل : إن قائل هذا البيت هو طـالب بن أبي طالب ، راجع : شرح النهج للمعتزلي ج14 ص78 ، إلا أن يقال : إنه قاله على سبيل التمثل بشعر أبيه (رحمه الله) .
- 12. شرح النهج للمعتزلي ج14 ص63 وماذا في التاريخ ج3 ص196و 197 عنه .
- 13. مقاتل الطالبيين ص396 .
- 14. أصول الكافي ج1 ص371 والبحار ج35 ص109 والتعظيم والمنة للسيوطي ص27 وراجع : روضة الواعظين ص139 وشرح النهج ج14 ص67 والغدير ج7 ص378 عنهم ، وعن : كتاب الحجة لابن معد ص8 ، وتفسير أبي الفتوح ج4 ص210 .
- 15. البحار ج22 ص288 وج44 ص288 والعوالم للبحراني ص349 ومعجم رجال الحديث للخوئي ج19 ص166 عن أمالي الصدوق وقاموس الرجال ج6 ص322 عن أمالي الصدوق أيضاً .
- 16. راجع : البحار ج35 ص115 والغدير ج7 ص394 والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج1 ص109 .
- 17. البحار ج35 ص116 وأبو طالب حامي الرسول «صلى الله عليه وآله» لنجم الدين العسكري ص191 والغدير ج7 ص390 .
- 18. راجع : السيرة النبوية لدحلان ج1 ص44 و 47 ، والإصابة ج4 ص116 و 119 .
- 19. الأذكياء ص128 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص68 ، وطبقات ابن سعد (ط ليدن) ج1 قسم1 ص79 ، والبحار ج35 ص151 و 109 .
- 20. مجمع الزوائد ج6 ص174 عن الطبراني والبزار ، وحياة الصحابة ج2 ص344 عن المجمع ، والإصابة ج4 ص116 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص69 .
- 21. شرح النهج للمعتزلي ج14 ص71 ، وراجع : الغدير ج7 ص369 عن البداية والنهاية ج3 ص123 ، والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص87 والإصابة ج4 ص116 ، وعيون الأثر ج1 ص131 ، والمواهب اللدنية ج10 ص71 والسيرة الحلبية ج1 ص372 والسيرة النبوية لدحلان بهامشها ج1 ص89 ، وأسنى المطالب ص20 ودلائل النبوة للبيهقي ، وتاريخ أبي الفداء ج1 ص120 وكشف الغمة للشعراني ج2 ص144 .
- 22. راجع : عيون الأنباء ص705 وشيخ الأبطح ص55 و 56 عن شرح النهج للمعتزلي ج3 ص316 .
- 23. راجع في كل ذلك : تذكرة الخواص ص8 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص81 ، والسيرة الحلبية ج1 ص147 والمصنف ج6 ص38 ، والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص87 ، وتاريخ اليعقوبي ج2 ص35 ، وطبقات ابن سعدج1 ص78 وتاريخ بغداد للخطيب ج3 ص126 ، وج13 ص196 والبداية والنهاية لابن كثير ج3 ص125 ، والطرائف لابن طاووس ص305 عن الحنبلي في نهاية الطلب والبحار ج35 ص151 والتعظيم المنة ص7 ولسان الميزان ج1 ص41 ، والإصابة ج4 ص116 ، والغدير ج7 ص372 و 374 و 375 عمن ذكر ، وعن شرح شواهد المغني للسيوطي ص136 ، وأعلام النبوة للماوردي ص77 ، وبدايع الصنايع ج1 ص283 ، وعمدة القاري ج3 ص435 ، وأسنى المطالب ص15 و 21 و 35 وطلبة الطالب ص43 ، ودلائل النبوة للبيهقي والبرزنجي ، وابن خزيمة ، وأبي داود ، وابن عساكر .
- 24. راجع : البحار ج35 ص125و163 ، وراجع شرح النهج للمعتزلي ج14 ص76 والإصابة (ط مصر سنة 1325 هـ) ج7 ص113 وشرح الأخبار للقاضي النعمان ج2 ص557 والغدير ج7 ص386 والدرجات الرفيعة لابن معصوم ص62 .
- 25. سفينة البحار ج5 ص321 .
- 26. تذكرة الخواص ص9 .
- 27. صفين لنصر بن مزاحم ص471 والفتوح لابن أعثم ج3 ص260 ، ونهج البلاغة الذي بهامشه شرح الشيخ محمد عبده ج3 ص18 الكتاب رقم 17 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص117 والإمامة والسياسة ج1 ص118 ، والغـدير ج3 ص254 عنهم ، وعن : ربيع الأبرار للزمخشري باب 66 ، وعن مروج الذهب ج2 ص62 . وراجع أيضاً : مناقب الخوارزمي الحنفي ص180 .
- 28. الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج7 ص284 .
- 29. راجع : الأوائل لأبي هلال العسكري ج1 ص154 ، وروضة الواعظين ص140 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص269 والسيرة الحلبية ج1 ص269 وأسنى المطالب ص17 والإصابة ج4 ص116 وأسد الغابة ج1 ص287 والغدير ج7 ص357 .
- 30. شرح النهج للمعتزلي ج13 ص272 .
- 31. الروض الأنف ج2 ص171 وثمرات الأوراق ص94 وتاريخ الخميس ج1 ص301 و 302 والسيرة الحلبية ج1 ص352 والبحار ج35 ص107 والغدير ج7 ص366 عن مصادر أخرى .
- 32. تذكرة الخواص ص8 .
- 33. السيرة الحلبية ج3 ص205 وكنز العمال ج3 ص664 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج11 ص359 وج69 ص203 والبداية والنهاية ج5 ص80 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص132 وسبل الهدى والرشاد للشامي ج6 ص377 وشجرة طوبى ج2 ص400 .
- 34. طبقات ابن سعد (ط ليدن) ج5 ص67 .
- 35. ذخائر العقبى ص7 عن تمام الرازي في فوائده ، والدرج المنيفة للسيوطي ص8 ومسالك الحنفا ص14 عن أبي نعيم وغيره وذكر أن الحاكم صححه ، وتفسير القمي ج1 ص380 وتفسير البرهان ج2 ص358 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص35 وتاريخ الخميس ج1 ص232 .
- 36. شرح النهج للمعتزلي ج14 ص68 ، والغدير ج7 ص381 و 389 عنه وعن : كتاب الحجة ص24 ، والدرجات الرفيعة ، وضياء العالمين ، وادَّعي تواتر هذا الحديث عندنا .
- 37. القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 115 ، الصفحة : 97 .
- 38. شرح النهج للمعتزلي ج14 ص68 والغدير ج7 ص381 و 394 عن الكراجكي ص80 ، وكتاب الحجة لابن معد ص16 ، والدرجات الرفيعة والبحار وضياء العالمين .
- 39. راجع : تفسير القمي ج1 ص265 ، والبحار ج19 ص255 ، وفي شرح النهج للمعتزلي ج14 ص80 : أن رسول الله استغفر له ولأبي طالب يومئذ . والغدير ج7 ص316 .
وفي نسب قريش لمصعب ص94 : أن عبيدة قال : «يا رسول الله ليت أبا طالب حياً حتى يرى مصداق قوله إلخ» .
وربما يقال : إن هذا هوالأنسب بأدب عبيدة وإخلاصه ، ولكن لا ، فإن قوله الآنف لا يضر في أدبه ولا في إخلاصه ، حيث يرى نفسه قد ضحى بنفسه في سبيل الدين ، فلا مانع من أن يقول ذلك . - 40. القران الكريم : سورة الحج ( 22 ) ، الآية : 19 ، الصفحة : 334 .
- 41. البخاري (ط الميمنية) ج3 ص4 ، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج3 ص118 عن مسلم ، من دون قسم أبي ذر ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج2 ص386 ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه ، والغدير ج7 ص202 عن : تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص212 ، وتفسير ابن جزي ج3 ص38 ، وتفسير الخازن ج3 ص698 ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج2 ص25 و 26 ، وصحيح مسلم ج2 ص550 ، وبهذا قال ابن عباس ، وابن خثيم ، وقيس بن عباد ، والثوري ، والأعمش ، وسعيد بن جبير ، وعطاء .
- 42. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 421 .
- 43. الصواعق المحرقة ص80 .
- 44. مناقب الخوارزمي ص188 ، والكفاية للخطيب ص122 .
- 45. المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص118 وغيره .
- 46. راجع أبوطالب مؤمن قريش للخنيزي .
- 47. مستدرك الحاكم ج3 ص484 وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وصححاه . وحياة الصحابة ج2 ص258 و 259 و 260 عن كنز العمال وعن مجمع الزوائد ج8 ص278 وكنز العمال ج6 ص57 و 59 عن أحمد والطبراني ، والحاكم وسعيد بن منصور ، والتراتيب الإدارية ج2 ص86 ويلاحظ هنا : أنه (صلى الله عليه وآله) حين الهجرة لا يقبل ناقة أبي بكر إلا بالثمن .
- 48. كنز العمال (طبعة أولى) ج3 ص177 عن ابن عساكر و (ط ثانية) ج6 ص57 عن الطبراني والمصنف لعبد الرزاق ج1 ص446 و 447 وفي الهامش عن مغازي ابن عقمة ومجمع البيان المجلد الأول ص535 .
- 49. كنز العمال ج6 ص57 و 59 عن أبي داود والترمذي وصححه وأحمد والطيالسي والبيهقي ، وراجع ما عن عمران بن حصين في الكنز نفس المجلد والصفحة والمصنف لعبد الرزاق ج10 ص447 وفي الهامش عن أبي داود وأحمد وعن الترمذي ج2 ص389 ، وراجع الوسائل ج12 ص216 عن الكافي والمعجم الصغير ج1 ص9 .
- 50. اختيار معرفة الرجال للكشي (ط جامعة طهران) ص610 والبحار ج50 ص107 والوسائل ج12 ص217 .
- 51. راجع التراتيب الإدارية ج1 ص198 عن الإستيعاب .
- 52. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله) ، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الخامسة ، سنة 2005 م . ـ 1426 هـ . ق ، الجزء الرابع ، الفصل السابع .