مقالات

لمن ينتقد العمليات الاستشهادية …

ملخص: حول العمليات الاستشهادية .. ألا تكفي شهادة وزير حربهم؟! يميل البعض إلى أن يكون صدى للأجواء الإعلامية والمصطلحات المستحدثة والنظريات المتطايرة التي تظهر لتوِّها في الساحة السياسية العالمية.‏

ومن جملة هذه الحالة، ما شاع مؤخراً من “موضة” انتقاد العمليات الاستشهادية، والبعض يسميها “انتحارية” للأمانة العلمية!‏

كذلك ما يصرح به وما ينشر حول العمليات ضد المدنيين، ويقصدون المستوطنين الإسرائيليين بالطبع، الذين جاؤوا طوعاً وعلى أقدامهم، من أطراف المعمورة ليستعمروا فلسطين ويطردوا أهلها.‏

وإن كان الكثيرون قد ناقشوا شرعية العمليات الاستشهادية، من وجهات نظر مختلفة، واستهداف “المدنيين” فيها، إلا أن طرح مستجدات جديدة، لم تتناول تمحيصاً ودقة، وآثار ذلك في معركتنا المفتوحة والاستنزافية مع العدو الإسرائيلي، والذي بقي عدواً على الرغم من التصريحات المشرعة لوجوده، والمدعمة لكيانه، والمهولة لإمكانياته، والمرعوبة من تحركاته.‏

مما لا شك فيه أن أفعل سلاح ثبت فتكه حتى الآن في جسم المجتمع الإسرائيلي هو العمليات الاستشهادية، وحتى لا نسترسل في الأخذ والرد، والاستماع الصد، وتحمل الاستماع إلى الآراء المختلفة، خاصة التي تهوى إعادة تصنيع وصياغة أفكار الآخرين إلى درجة الملل، نتحول مباشرة إلى لغة “وشهد شاهد من أهله”، وهي خير دليل وأقوى حَّة مما هو شائع ومتداول:‏

1 ـ نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر، بعد مقابلته الشخصية لشخصين كانا ينويان القيام بعمليات استشهادية، قوله:‏

“ما من شك أنهم السلاح الأكثر فتكاً والمستعمل ضدنا، سلاح رخيص، سلاح لا يمكن الانتصار عليه” 1.‏

وهذا الكلام الصريح من العسكري الأول في جيش العدو، لا شك أنه “سيبكم” الكثيرين مما نظروا وحللوا جدوى القيام بمثل هذه العمليات.‏

2 ـ في مقالة للكاتب “توماس فريدمان” اليهودي الأميركي المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي كتب يقول:‏

“أدت الانفجارات الانتحارية خلال شهرين متواصلين إلى قلب البلد رأساً على عقب، وأفقدت إسرائيل الشعوب بالأمن، أكثر من عمل أي جيش عربي خلال الخمسين سنة الماضية، في الوقت نفسه، جعلت الإسرائيليين أكثر استعداداً من أي وقت مضى للتخلي عن الأراضي الفلسطينية” 2.‏

3 ـ أظهرت جملة من التقارير والدراسات أن الهجرة المعاكسة نشطت في الأشهر الأخيرة، حتى أن البعض توقع أن تكون هذه السنة، هي المرة الأولى التي ربما يزيد فيها عدد المغادرين عن “الوافدين”، ولأول مرة منذ إنشاء هذا الكيان.‏

4 ـ خسر الشيكل الإسرائيلي عشرين بالمائة من قيمته الفعلية أمام الدولار في الأشهر الثمانية الأخيرة، وهو هبوط قياسي في تاريخ هذه العملة، على الرغم من المساعدات الأميركية المستمرة.‏

5 ـ تحدث أكثر من خبير اجتماعي ونفسي عن امتناع عدد لا يستهان به من الإسرائيليين عن التردد إلى الأماكن العامة، والأسواق المكتظة والمقاهي، و”السوبرماركت”، وعن تجنب سلوك الطرقات الرئيسية، وركوب الباصات العامة… بل أن بعضهم يتجنب مجرد الخروج من المنزل، ويستبدل شراء حاجياته عن طريق الخدمة المنزلية، كل ذلك خوفاً من العمليات “الانتحارية”.‏

وأدخلت هذه الظاهرة حالة “فوبيا” جديدة، لم تكن مدرجة من قبل في سلسلة “الفوبيا” المعروفة لتكون Sqicida- Phobia.‏

بعد كل هذه الاعترافات والحقائق، لمصلحة من الإطناب في توهين وتعطيل أفعل سلاح عندنا، وفي الدفاع عن أعداء يلبسون لباساً مدنياً خارج الدوام الرسمي، أو بعدما يتعبون من قتل أهلنا، فيرتاحون تمهيداً لجولة قتل جديدة؟!‏3

  • 1. السفير 8/6/2002.
  • 2. الشرق الأوسط 29/4/2002.
  • 3. الموقع الرسمي لسماحة السيد سامي خضرا(حفظه الله).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى