كَتَبَ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ يُعَزِّيهِ : ” أَمَّا بَعْدُ ، فَعَظَّمَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ لَكَ الْأَجْرَ ، وَ أَلْهَمَكَ الصَّبْرَ ، وَ رَزَقَنَا وَ إِيَّاكَ الشُّكْرَ ، إِنَّ أَنْفُسَنَا وَ أَمْوَالَنَا وَ أَهَالِيَنَا مَوَاهِبُ اللَّهِ الْهَنِيئَةُ ، وَ عَوَارِيهِ الْمُسْتَرِدَّةُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ ، وَ يَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ ، وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى ، وَ الصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى ، وَ قَدْ كَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ تَعَالَى فِي غِبْطَةٍ وَ سُرُورٍ ، وَ قَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ مَذْخُورٍ إِنْ صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ ، فَلَا تَجْزَعَنَّ أَنْ تُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ ، وَ أَنْ تَنْدَمَ غَداً عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ ، فَإِنَّكَ لَوْ قَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِهَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَدْ قَصُرَتْ عَنْهَا ، وَ اعْلَمْ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ فَائِتاً ، وَ لَا يَدْفَعُ حُسْنَ قَضَاءٍ ، فَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ مَا هُوَ نَازِلٌ بِكَ مَكَانَ ابْنِكَ ، وَ السَّلَامُ ” 1 .
- 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 74 / 175 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .