لمحةٌ عن حديث الثقلين

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: زكريَّا بركات

أوَّلاً/ الحديث المرويُّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة عن رسول الله (ص) ، أجمعت الطوائف الثلاث على روايته، أعني أهل السنَّة والزيديَّة والإماميَّة، وله ألفاظ متعدِّدة منها:

1 ـ “يا أيها النَّاس! إنِّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا: كتابَ الله، وعترتي أهلَ بيتي” . المصدر: سنن الترمذي 5 : 327 .

2 ـ “قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا : كتابَ الله ، سَبَبُهُ بيده ، وسَبَبُهُ بأيديكم ، وأهل بيتي”. المصدر: المطالب العالية لابن حجر 4 : 252 برقم (3943) عن مسند ابن راهويه.

3 ـ “إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلُّوا بعدي؛ أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتَّى يردا علَيَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما”. المصدر: سنن الترمذي 5 : 329 .

4 ـ “إنِّي تارك فيكم خليفتين: كتابَ الله عزَّ وجلَّ، حبلٌ ممدود ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهلَ بيتي، وإنَّهما لَن يتفَرَّقا حتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوض”. المصدر: مسند أحمد بن حنبل 5 : 181 ـ 182 ، 189 .

5 ـ “إنِّي قد تركت فيكم الثَّقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا علي الحوض…”. المصدر: المستدرك للحاكم 3 : 118 .

6 ـ “أمّا بعد: ألا أيُّها الناس! فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربِّي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أوّلُهما: كتاب الله فيه الهدى والنُّور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغَّبَ فيه، ثمَّ قال: وأهلَ بيتي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهل بيتي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهل بيتي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهل بيتي”. المصدر: صحيح مسلم 4 : 1873 ، 1874 .

ثانياً/ توضيح معنى العترة عن الإمام علي عليه السلام:

روى الشيخُ الصدوق (رض) في كتاب “عيون أخبار الرضا عليه السلام” 1 : 57 برقم 25 ، قال:

حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدَّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمَّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمَّد بن علي، عن أبيه عليِّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام، قال:

سُئل أميرُ المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنِّي مُخلِّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي؛ من العترة؟ فقال عليه السلام: أنا والحسن والحسين والأئمَّةُ التِّسعة من وُلد الحسين، تاسعهم مهديُّهم وقائمهم، لا يُفارقون كتابَ الله ولا يُفارقهم، حتَّى يردوا على رسول الله (ص) حوضَهُ. انتهى.

أقول: سندُه معتبرٌ بإجماع أهل العلم. وحديث الأئمَّة الاثنا عشر متواتر أيضاً، أجمعت الطوائف الثلاث على روايته، أعني أهل السنَّة والزيديَّة والإماميَّة، عن 36 صحابيًّا، رواه عنهم قرابة ستُّون تابعيًّا، وقد وفَّق الله تعالى إلى بيان ذلك مع المصادر في مقالاتٍ أُخرى.

والحمدُ لله ربِّ العالمين.