مقالات

كيف يمكن للإسلام ان يكون حاضنا لجميع المذاهب على اختلاف الرؤى؟

الإسلام بنصوصه التي أكدت ضرورة الفقه والاجتهاد والاستنباط أفسح المجال لتعدد الآراء واختلاف وجهات النظر والاجتهادات، وهو بدعوته إلى الوحدة ونبذ التفرق دعا الأمة إلى البناء على المشتركات وتحويل المختلفات إلى عامل غنى وسعة في الأمة، وهذا ما أكده الأثر القائل: «اختلاف أمتي رحمة».

والخطاب القرآني تجاوز الوحدة الإسلامية إلى التشوف إلى وحدة عالمية، كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ 1 هذا مع أهل الكتاب، ولكن الخطاب القرآني تطلع إلى وحدة عالمية من خلال نصوص عديدة كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ 2 أو قوله تعالى: ﴿ … يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً … ﴾ 3 وفي هذا السياق أيضاً يؤكد القرآن أن البعثة النبوية جاءت لتقدم الرحمة للبشرية جمعاء ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ 4.

  • 1. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 64، الصفحة: 58.
  • 2. القران الكريم: سورة الحجرات (49)، الآية: 13، الصفحة: 517.
  • 3. القران الكريم: سورة النساء (4)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 77.
  • 4. القران الكريم: سورة الأنبياء (21)، الآية: 107، الصفحة: 331.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى