بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (اهدنا الصِّراط المستقيم) سورة الفاتحة: 6 .
إنها آية نقرؤها في كل صلاة.. وفي كثير من المناسبات ومختلف الأسباب.. كلنا نتمنَّى أن نكون مهتدين إلى الصراط المستقيم.. فكيف يمكننا أن نتحقَّق من أنَّنا وُفِّقنا إلى هذه الاستقامة؟
قال الله تعالى ـ بعد ذلك ـ : (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) سورة الفاتحة: 7 .
فالصراط المسقيم له ثلاث سمات يعرف بها:
1 ـ السمة الأولى أنه (صراط الذين أنعمت عليهم) .
ونحن نعلم أنَّ النعمة تمت على المسلمين بولاية الإمام علي (عليه السلام) في يوم الغدير حيث قال الله تعالى: (… اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي…) المائدة: 3 .
فنفهم من ذلك أن الصراط المستقيم هو الصراط الذي يعرف بولاية علي عليه السلام.
2 ـ والسمة الثانية للصراط المستقيم أنه صراط (غير المغضوب عليهم) .
وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لابنته فاطمة (عليها السلام) : “إنَّ الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك”. رواه الطبراني في «المعجم الكبير» 1 : 108 ، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9 : 203 : «إسناده حسن».
فنفهم من ذلك أن الصراط المستقيم هو الصراط الذي لا يسلكه أناس أغضبوا سيدة نساء العالمين عليها السلام.
3 ـ والسمة الثالثة للصراط المستقيم أنه ليس صراط (الضالين) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : “قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا كتابَ الله، سَبَبُهُ بيده، وسَبَبُهُ بأيديكم، وأهل بيتي”. أورده الحافظ ابن حجر في “المطالب العالية” 4 : 252 برقم (3943) ، وصححه الحافظ ابن حجر.
فنفهم من ذلك أن الصراط المستقيم هو الصراط الذي لا يسلكه المفارقون لأهل البيت عليهم السلام.
فتلخَّص من ذلك أن الصراط المستقيم الذي يطلب المؤمن من ربه أن يهديه إليه هو صراط ولاية الإمام علي (عليه السلام) ، وهو ليس صراط الذين أغضبوا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وهو ليس صراط الذين فارقوا أهل البيت عليهم السلام..
والحمد لله رب العالمين.