نص الشبهة:
يرى الشيعة أنّ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) كان قد أمر بحجب خبر ابنه الإمام المنتظر إلاّ عن الثقات، ثمّ يقولون إنّ من لم يعرف الإمام فإنّما يعبد ويعرف غير الله، وأنّ من مات على هذا الحال مات ميتة كفر ونفاق؟
الجواب:
ما ذكره جامع الأسئلة في صدر كلامه صحيح، لأنّ الخلافة العبّاسيّة دأبت باستمرار على وضع الجواسيس لرصد مكان وزمان ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) حتّى يغتالوه كما أراد فرعون قتل نبي الله موسى (عليه السلام)، ولكنّ الله خيّب آمالهم وأمضى إرادته بحفظ الإمام (عجل الله فرجه)، ولم يكن يعرف مكان تواجده (عليه السلام) سوى ثلة من خيار الإمام العسكري كانوا قد تشرّفوا بلقائه.
وأمّا ما ذكره من أنّه مَن لم يعرف الإمام لم يعرف الله، فإنّ المقصود ليس هو رؤية الإمام والاطّلاع على مكان تواجده، وإنّما المقصود هو معرفة الإمام (عليه السلام) والاعتقاد بإمامته، فكلّنا الآن نعرف النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ونؤمن به برغم أنّنا لم نرَه.
فالشيعة تعتقد بإمامة المهدي المنتظر وأنّه حي يُرزق وأنّه سبحانه سيظهره في زمن خاص وينشر لواء العدل على العالم، وهذا المقدار كاف في معرفة الإمام.
وكم يؤسفني أن تكون هذه الإشكالات الواهية سبباً في إتلاف أوقات القراء الكرام؟! 1 .
- 1. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال (170) .