بسم الله الرحمن الرحيم
✍🏻 زكريا بركات
عدم الاطِّلاع على أعمار الأوَّلين القدماء من البشر، جعل أبناء آخر الزمان يستنكرون طول عمر الإمام المهدي المنتظر (ع) ، فاعتبروا أنَّ طول عمره علامة على بطلان أصل الإيمان به..! فلذلك نستعرض فيما يلي أعمار بعض الأعلام من قدماء البشر.. والله الموفِّق.
أوّلاً ـ آدم (عليه السلام) وطول العمر:
رُوي عن ابن عباس عن النبيِّ (ص) أنَّ عُمر آدم (ع) بلغ (1000) سنةٍ، ورُوي مثلُ ذلك عن جماعةٍ منهم سعيد بن جبير. المصدر: كتاب الكامل في التأريخ لابن الأثير ج1 ، ص44 ـ 45 ، ط. دار الكتب العلمية ـ بيروت.
ثانياً ـ شيث بن آدم وطول العمر:
ذكر أهل العلم بالتأريخ أنَّ مبلغ عُمر “شيث بن آدم” (ع) بلغ (912) سنةٍ. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص110 ، والكامل في التأريخ لابن الأثير ج1 ، ص47.
ثالثاً ـ أنوش بن شيث وطول العمر:
ذُكرَ لعُمر “أنوش” تقديران: الأوّل (905) سنةٍ، والثاني (965) سنةٍ، وقد ذَكَرَ الأوّل “الطبريُّ” في تأريخه، وذكر الثاني “اليعقوبي” في تأريخه. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص111 ، وتأريخ اليعقوبي ج1 ، ص9 .
رابعاً ـ قينان بن أنوش وطول العمر:
ذُكر لعُمر “قينان” تقديران أيضاً، الأوّل هو (910) سنةٍ، والثاني هو (920) سنةٍ، ذكر الأوّل “الطبري” في تأريخه، وذكر الثاني “اليعقوبي” في تأريخه أيضاً. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص111 ، وتأريخ اليعقوبي ج1 ، ص9 .
خامساً ـ مهلائيل بن قينان وطول العمر:
اتَّفقت مصادرُ التأريخ على تحديد عُمُر “مهلائيل” بـ (895) سنةٍ. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص111 ، و تأريخ اليعقوبي ج1 ، ص10 .
سادساً ـ يرد بن مهلائيل وطول العمر:
ذَكَرَ “الطَّبريُّ” في تأريخه أنَّ عُمُر “يرد” بلغ (960) سنة، بينما حدَّدَهُ “اليعقوبي” في تأريخه بـ (962) سنة. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص115 ، و تأريخ اليعقوبي ج1 ، ص11 .
سابعاً ـ أخنوخ بن يرد وطول العمر:
و”أخنوخ” هو نبيُّ الله إدريس (ع) ، وقد ذَكَرَ “الطَّبريُّ” أنَّ عُمُره بلغ (365) سنة، بينما حدَّده “اليعقوبي” بـ (300) سنة. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص117 ، و تأريخ اليعقوبي ج1 ، ص11 .
ثامناً ـ متوشلح بن أخنوخ وطول العمر:
ذَكَرَ “الطَّبريُّ” في تأريخه أنَّ عُمُر “متوشلح بن أخنوخ” بلغ (919) سنة، بينما حدَّده “اليعقوبي” في تأريخه بـ (960) سنة. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص118 ، و تأريخ اليعقوبي ج1 ، ص12 .
تاسعاً ـ لمك بن متوشلح وطول العمر:
ذَكَرَ “الطبريُّ” في تأريخه أنَّ عُمُر “لمك” بلغ (780) سنة، وقال “اليعقوبي” في تأريخه: (777) سنةٍ. المصدر: تأريخ الطبري ج1 ، ص118 ، و تأريخ اليعقوبي ج1 ، ص13 .
عاشراً ـ نبي الله نوح (عليه السلام) بن لمك وطول العمر:
لقد اتَّفقت كلمة المُسلمين أنَّ عُمُرَ نوح (ع) كان على أقلِّ تقدير (950) سنة ؛ لقوله تعالى: (وَلَقَدْ أرْسَلْنَا نُوْحاً إلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيْهِمْ ألْفَ سَنَةٍ إلاّ خَمْسِيْنَ عَامًا فَأخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) [العنكبوت: 14] .
إلاّ أنَّ كثيرًا من أهل العلم ذهبوا إلى أنَّ هذه الفترة كانت فترة التبليغ الَّتي قضاها نوحٌ (ع) بين قومه، فأمَّا تمام عُمره الَّذي عاشه حتَّى ما بعد الطوفان فقد كان أكثر من ذلك بكثير. وقد اختلفوا في تحديد ذلك حتَّى أوصله بعضُهم إلى (1780) سنة، وإليك بعض التفصيل:
1 ـ ذَكَرَ “القُرطبيُّ” في تفسيره أنَّ ممَّا رُوي عن ابن عباس أنَّ عمر نُوح (ع) بلغ (1400) سنة. المصدر: تفسير “الجامع لأحكام القُرآن” للقُرطبي ج13 ، ص332 ، مؤسسة التأريخ العربي ـ بيروت.
2 ـ ذَكَرَ “القُرطبيُّ” أيضاً في المصدر نفسه عن “عون بن أبي شدَّاد” أنَّه حدَّد عُمُرَ نُوح (ع) بـ (1650) سنة.
3 ـ أورَد “السيوطي” في تفسيره “الدُّرّ المنثور” ما رُوي عن عكرمة من أنَّه حدَّد عُمُر نوح (ع) بـ (1700) سنة. المصدر: تفسير الدُّرّ المنثور للسيوطي ج5 ، ص143 ، دار المعرفة ـ بيروت.
4 ـ احتمل الحافظ “ابنُ كثير” استناداً إلى بعض المروايات أنْ يكون عُمُرُ نوح (ع) (1780) سنة. المصدر: “البداية والنهاية” لابن كثير ج1 ، ص137 ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
حادي عشر ـ عيسى (عليه السلام) وطول العمر:
من الضروريَّات التي يُسلِّمُ بها المُسلمون جميعاً أنَّ نبيَّ الله تعالى عيسى (ع) لا يزال حيًّا مُنذُ أن رفعه الله تبارك وتعالى، وحسب بعض المرويَّات فإنَّه (ع) يعيش في السماء الثانية وينزلُ في آخر الزَّمان ويُصلِّي وراء مهديِّ آل محمَّد (ص) ، وعلى ما جاء في بعض المرويَّات الإسلاميَّة فإنَّ عُمر عيسى (ع) يكون قد تجاوز (2036) سنةً.
ثاني عشر ـ الخضر (عليه السلام) وطول العمر:
قال النووي في “تهذيب الأسماء” : “واختلفوا في حياة الخضر ونُبوَّته، فقال الأكثرون من العلماء: هو حيٌّ موجود بين أظهُرنا، وذلك مُتَّفَقٌ عليه عند الصوفيَّة وأهل الصَّلاح والمعرفة، وحكاياتهم في رُؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسُؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشَّريفة ومواطن الخير أكثر من يُحصر وأشهر من أن يُذكر”. المصدر: أورده عنه العظيم آبادي في “عون المعبود” ج11 ، ص338 ، دار الكتب العلميَّة ـ بيروت.
وقال الشيخ عمرو بنُ الصلاح في فتاويه: “هو حيٌّ عند جماهير العلماء والصالحين والعامَّة معهم في ذلك، قال: وإنَّما شَذَّ بإنكاره بعضُ المُحدِّثين”. المصدر: ذكره النووي في سياق كلامه الذي أوردناه آنفاً والَّذي أورده صاحب “عون المعبود”.
وقال المنَّاوي في “فيض القدير” : “والأصحُّ عند الجمهور أنَّه نبيٌّ مُعمِّر محجوب عن الأبصار، وهو حيٌّ عند عامَّة العلماء وعامَّة الصُّلَحاء، وقيل لا يموت إلاّ في آخر الزمان حتَّى يرتفع القُرآن”. المصدر: فيض القدير للمناوي ج2 ، ص729 ، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
نكتفي بهذا القدر، وفيه كفاية لأولي الألباب.. والحمد لله أوّلاً وآخراً.