ذكرت في آيتين مباركتين عناوين ثلاثة، قال تعالى ﴿ … هَٰذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ 1، وقال سبحانه ﴿ هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ 2.
وقد رأى بعض المفسرين أن بينها طولية وترتباً في المستوى، فالبصائر تختص بالمتعمقين إيمانياً، والهدى بمن هم دون هذا المستوى، وأما الرحمة فتتعلق بالمبتدئين، في حين نفى ذلك بعض آخر واعتبرها في عرض واحد.
والظاهر أن الثلاثة من ناحية المستوى في عرض واحد، وبالتالي فالآيات القرآنية للمؤمن الموقن بصائر وهدى ورحمة في آن، نعم بينها طولية من ناحية التأثير، ففي المرتبة الأولى تأتي البصائر، ثم الهدى وهو الأثر الطبيعي لاتباع البصائر، وأخيراً الرحمة التي تكون أثراً للهداية، فهي آثار ثلاثة يتحصل عليها كل مؤمن موقن على نحو الترتب.
وإنما قيّدنا المؤمن بالموقن لتقيّده في الآية الثانية، فالمؤمن المتيقن في إيمانه هو الذي يستفيد من القرآن بصائر وهدى ورحمة، أما من ينفتح على النص القرآني وهو محمّل بالشكوك والأوهام فلا يمكن أن يحرز شيئاً من ذلك3.
- 1. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 203، الصفحة: 176.
- 2. القران الكريم: سورة الجاثية (45)، الآية: 20، الصفحة: 500.
- 3. منشور في صحيفة الدار الكويتية – الشيخ فيصل العوامي.