قال الله تعالى في سورة البقرة :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )
روى محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي ، وحجج الله على أمتي بعدي ، المقر بهم مؤمن ، والمنكر لهم كافر .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مثل أهل بيتي كمثل النجوم ، فإنها أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا خلت السماء
من النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون ، وإذا خلت الأرض من أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يوعدون .
روي بإسناد صحيح ، عن نافع ، عن ابن عمه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أراد التوكل على الله فليحب أهل بيتي ، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحب أهل بيتي ، ومن أراد الحكمة فليحب أهل بيتي ، فوالله ما أحبهم أحد إلا ربح في الدنيا والآخرة .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة من بعدي اثنا عشر ، أولهم علي ورابعهم علي وثامنهم علي وعاشرهم علي وآخرهم مهدي .
وروى الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة ( عليها السلام ) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر ، أحدهم القائم وثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، كلهم أمناء أتقياء معصومون .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) للحسين بن علي ( عليهما السلام ) :
أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم .
وقال : حدثني أبو محمد بن خالد قال : حدثني جدي أبو الفضل العباس بن محمد قال : حدثني أبو الحسين ظاهر بن إسماعيل الخثعمي قال :
حدثني محمد بن كرامة البغدادي قال : حدثني عبيد بن موسى بن سفيان العيثمي قال : حدثني فطر بن خليفة الكناني قال : حدثني أبو خالد بن عبد الله الوالبي قال : حدثني جابر بن سمرة العامري قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يمضي اثنا عشر إماما كلهم من قريش .
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي وأشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ومذل الظالمين وديان الدين ، إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل .
إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك الحسن والحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة ، وجعلت كلمتي التامة معه والحجة البالغة عنده بعترته أثيب وأعاقب .
أولهم سيد العابدين وزين أوليائي الماضين .
وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي .
سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه .
وانتخبت بعده موسى ، وأتيحت بعده فتنة عمياء حندس ، إلا إن خيط فرضي لا ينقطع ، وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون ، إلا من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين والجاحدين عند انقضاء مدة عمر عبدي موسى حبيبي وخيرتي .
إن المكذب بالثامن يكذب بكل أوليائي ، وهو علي ، ولي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمنحه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب أشر خلقي .
حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حلمي وموضع سري وحجتي على خلقي ، لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار .
وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحي .
أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن .
ثم أكمل ذلك بابنه محمد رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، فسيذل أوليائي في زمانه ويتهادون رؤوسهم كما يتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الأرض بدمائهم ويفشوا الويل والأنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأرفع الآصار والأغلال ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ).
وبهذا الإسناد ، عن أبي خالد ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : كان عبد الله بن مسعود بالكوفة ، فاجتمع إليه الناس وسمعوا منه الأحاديث ، فقام إليه رجل فقال له : يا عبد الله هل عهد إليكم نبيكم كم يكون بعده من خليفة ؟ فرفع رأسه إليه وقال له : هذه مسألة ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق ، بلى سألناه عن عدد الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله ) فقال :
اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل .
حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، عن سعد بن عبد الله ، عن أبي الخير صالح بن أبي حماد ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟
قال له جابر : في أي الأوقات أحببت ، فخلا به أبي في بعض الأوقات فقال له :
يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وما أخبرتك به أن في ذلك اللوح مكتوبا .
قال جابر : أشهد بالله إني دخلت على أمك فاطمة ( عليها السلام ) في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أهنئها بولادة الحسين ( عليه السلام ) ورأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه مكتوبا أبيض شبيه نور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت :
هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك .
قال : جابر فأعطتنيه أمك ( عليها السلام ) فقرأته وانتسخته ، فقال له أبي :
هل لك يا جابر أن تعرضه علي ؟ قال نعم .
فمضى معه أبي حتى انتهى إلى منزل جابر وأخرج إلى أبي صحيفة من رق وقال : يا جابر انظر إلى كتابك لأقرأ عليك ، فنظر جابر فقرأه أبي ، فما خالف حرف حرفا ، قال جابر : فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا .