بسم الله الرحمن الرحيم
قامت بريطانيا باحتلال فلسطين في 1917م ، وكان اليهود يمثلون أقلية في فلسطين (قرابة 3% من إجمالي السكان) تقريباً خمسة وعشرون ألف نسمة فقط، فعملت بريطانيا على استقدام اليهود إلى فلسطين وتغيير التركيبية السكَّانية في الأراضي المحتلة بمختلف الطرق..
وكان “وعد بلفور” مظلة كل المساعي البريطانية لتوطين اليهود ومساعدتهم في احتلال فلسطين، وإعلاناً رسميًّا لوقاحة بريطانيا في منح وطن شاسع واسع ـ بغير أدنى حق ـ لجماعات إرهابية مسلَّحة ذات انتماء قومي ديني.. وجاء في وعد بلفور ما يلي بالنص: “تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية…”.
وحين غادرت بريطانيا فلسطين كان عدد اليهود قد تضاعف كثيراً، وأصبحوا نصف مليون نسمة، يمتلكون السلاح والأموال والأراضي والغطاء السياسي والدعم العسكري من قبل قوى الاستكبار العالمي.
أحد الطرق القذرة للاحتلال البريطاني أنه ساعد اليهود لإنشاء مليشيات مسلحة إرهابية تحت عنوان الهاجانا أو الهاغانا (بالعبرية הגנה أي الدّفاع) في العام 1921 في مدينة القدس، وهي منظمة عسكرية إرهابية لحماية عملية التوطين الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وكانت هذه المنظمة الإرهابية هي اللبنة الأولى لجيش الاحتلال الصهيوني الإرهابي فيما بعد.
هذه نبذة يسيرة تبيِّن أنَّ احتلال فلسطين من قبل اليهود هو الوليد غير الشرعي لاحتلال بريطانيا لفلسطين..
نسأل الله تعالى أن يمن على الشعب الفلسطيني بالنصر والغلبة، وأن يوفق الشعوب العربية والإسلامية للنضال من أجل قضيتهم وطرد المحتلين الإرهابيين من أراضيهم.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7] .
(…وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [آل عمران: 126] .