ورد التأكيد على تجنُّب الاسراف في استهلاك الماء في الوضوء و الغسل في الاحاديث الشريفة، و لقد بيَّنت الاحاديث التقدير الشرعي لإستهلاك ماء الوضوء و الغسل حتى يتم العمل وفق هذا التقدير.
فقد رُوِيَ عَنْ الامام علي عليه السلام أنهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: “الْوُضُوءُ بِمُدٍّ وَ الْغُسْلُ بِصَاعٍ، وَ سَيَأْتِي أَقْوَامٌ بَعْدِي يَسْتَقِلُّونَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ عَلَى خِلَافِ سُنَّتِي، وَ الْآخِذُ بِسُنَّتِي مَعِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ 1 ” 2.
و معنى الحديث أنه لا بُدَّ من الالتزام بإستهلاك كمية من الماء لا تتجاوز المُد في الوضوء، و الصاع في الغُسل.
ما هو المد ؟
المُدُّ و جمعه أَمْدَادٌ، مِدَادٌ، مِدَدَةٌ، مكيالٌ قديم يساوي من حيث الوزن ثلاثة أرباع الكيلو تقريباً، أي ما يعادل 750 غراماً.
ما هو الصاع ؟
الصَّاعُ و جمعه أَصْوُعٌ، و صُوعانٌ، و صِيعانٌ، مِكْيالٌ قديم تُكالُ به الحبوبٌ و يساوي من حيث الوزن ثلاثة كيلو غرامات تقريباً.
- 1. حظيرةُ القُدْس تعبيرٌ كِنائي عن الجنة، و الحَظِيرة في اللغة هي ما يُحاط بالشيء لحفظه و إيوائه و وقايته مما يضُرُّ به، فهي مكان آمن و مأوىً مطمئن.
- 2. الجعفريات (الأشعثيات): 16، لإبن الأشعث محمد بن محمد، المتوفى في القرن الرابع الهجري، طبعة مكتبة النينوى الحديثة، طهران/ايران.