ثمّة أمثلة كثيرة في التاريخ، من أبرزها معركةُ صِفّين، حيث بدأ جيش الأمير بالقتال، وكان متفوّقاً من الناحية العسكريّة، ولكنّ الكثير من المقاتلين سقطوا في امتحان المصاحف وفتنته، وهي مؤامَرة إعلاميّة، حيث رفع جيشُ معاوية المصاحفَ على رؤوسهم بعد أن شعروا بالهزيمة، وقالوا: “دُعينا إلى كتاب الله، ونحن أحقّ بالإجابة إليه”، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: “وهي كلمة حقّ يُراد بها باطل” 1.
في هذا المنعطَف الفكريّ، كان جيشُ عليٍّ بحاجة إلى البصيرة، وعندما فُقدت البصيرة، فُقدت القدرة على تمييز الحقّ من الباطل، فانتصر جيش معاوية.
إنّ من أهمّ العوامل التي يمتلكها محور المقاومة اليومَ، استفادتُه من الإمام السيّد القائد الخامنئيّ دام ظله، فهو إمام البصيرة وسيّدها في زماننا. عندما اندلعت المعارك في سوريا، كان بعض المتديّنين يقول: ما لي ولسوريا! أنا عراقيّ، أو أنا لبنانيّ، أو أنا إيرانيّ مثلاً. هنا نحتاج إلى البصيرة والتي تمثّلت بسماحته، حيث بيّن أنّ القتال في سوريا ليس قتالاً عن بلد، بل عن جبهة المقاومة، وعن عمود من أعمدتها 2.
- 1. نهج البلاغة، شرح محمّد عبده، ص85.
- 2. مقتبس من مقابلة أجرتها مجلة (بقية الله) مع سماحة السيد هاشم الحيدري حفظه الله.