الدكتورة نهله الغروي النائيني
والسيدة رضية رجب (جامعة تربية المدرس)
٦ – علم الإمام علي عليه السلام وتنبّؤه
حدثني عبد اللّه حدثني عبيد اللّه بن عمر القواريري ثنى حماد بن زيد أنبأنا أيوب عن محمد بن عبيده قال: «ذكر عليّ أهل النهروان فقال: فيهم رجل مودون اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، لولا أن تبطروا [١] لنبأتكم بما وعد اللّه عزوجل الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: قلت: أأنت سمعت منه؟ قال: اي ورب الكعبة». [٢]
حدثني عبداللّه حدثني محمد بن ابي بكر المقدمي ثنى حماد بن يحيى ألابح ثنى ابن عون عن محمد بن عبيدة قال: «لمّا قتل علي أهل النهروان قال: إلتمسوه، فوجدوه في حفرة تحت القتلى فاستخرجوه وأقبل علي (رض) على أصحابه فقال: لولا أن تبطروا لأخبرتكم ما وعد اللّه من يقتل هؤلاء على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قلت: أنت سمعته من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال: إي وربّ الكعبة». [٣]
حدثني عبداللّه ثنى محمد بن ابي بكر بن علي المقدمي ثنى حماد يعني ابن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن عبيدة: أن عليا (رض) ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، أن تبطروا لنبأتكم ما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فقلت لعلي: أأنت سمعته؟ قال: اي وربّ الكعبة». [٤]
حدثني عبيد اللّه ثنى محمد بن أبي بكر المقدمي ثنى حماد بن زيد ثنى جميل بن مرة عن ابي الوضيء قال: «شهدت عليا (رض) حين قتل أهل النهروان قال: إلتمسوا في القتلى، قالوا، لم نجده، قال: اطلبوه (ابحثوا عنه جيدا)، فواللّه ما كذبتُ ولا كُذبت، حتى استخرجوه من تحت القتلى» قال أبوالوضيء: فكأني أنظر إليه حبشي إحدى يديه مثل ثدي المرأة، عليها شعرات مثل ذنب اليربوع». [٥]
حدثني عبداللّه حدثني حجاج بن يوسف الشاعر حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث ثنى يزيد بن أبي صالح أن أبا الوضيء عبادا حدّثه أنه قال: «كنّا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب (رض)، فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء شذّ منا (خرج وانفصل عنّا) ناس كثير، فذكرنا ذلك لعلي (رض) فقال: لا يهولنكم أمرهم، فإنهم سيرجعون، فذكر الحديث بطوله قال: فحمد اللّه علي بن ابي طالب (رض) وقال: إن خليلى أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد، على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع، فالتمسوه فلم يجدوه، فأتيناه فقلنا: إنا لم نجده، فقال: فالتمسوه فواللّه ما كذبت ولاكَذبت ثلاثا، فقلنا: لم نجده، فجاء علي بنفسه فجعل يقول: اقلبوا ذا، اقلبوا ذا، اقلبوا ذا، حتى جاء رجل من الكوفة، فقال: هو ذا، قال علي (رض): اللّه أكبر، لايأتيكم أحد يخبركم من أبوه (اي: انه ابن أبيه) فجعل الناس يقولون، هذا ملك، هذا ملك، يقول علي (رض): ابن من هو؟». [٦]
٧ – إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعطي الامام علي عليه السلام من علومه ويطلعه على أسراره، وكان يوصيه بتدوين تلك العلوم، وما كتبه الإمام عليه السلام كان قبسا مما أخذه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
حدثني عبداللّه ثنى أُبي ثنى سفيان بن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: «سألت عليا (رض): هل عندكم من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم شيء بعد القرآن؟ قال: لا، والذي خلق الحبّة وبرأ النسمة إلاّ فهم (علم) يؤتيه اللّه عزّوجل رجلاً في القرآن أو ما في الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل (الدية)، وفكاك الأسير (تحريره وإطلاقه)، ولا يُقتل مسلم بكافر (تفضيل المسلم على الكافر)». [٧]
حدثني عبداللّه حدثني اُبي ثنى يحيى ثنى سعيد بن أبي عروبه عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: «انطلقت أنا والاشتر إلى علي (رض) فقلنا: هل عهد إليك نبي اللّه صلى الله عليه وآله وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال: لا، إلاّ ما في كتابي هذا؟ قال: وكتاب في قراب سيفه، فإذا فيه: المؤمنون تكافأ دماؤهم (سواسي)، وهم على يد من سواهم (أمة واحدة)، ويسعى بذمتهم أدناهم، القوي يأوى الضعيف، ألاّ يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذوعهد في عهده، ومن أحدث حدثا (أتى ببدعة) أو آوى محدثا (مبدعا للقتال) فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين». [٨]
حدثني عبد اللّه ثنى محمد بن آبان بن عمران الواسطي ثنى شريك عن مخارق عن طارق يعني ابن شهاب، قال: سمعت عليا (رض) يقول: «ماعندنا كتاب نقرؤه عليكم إلاّ ما في القران وما في هذه الصحيفة، صحيفة كانت في قراب السيف (غلافه)، كان عليه حليته حديد أخذتها من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فيها فرائض الصدقة (!)» [٩] .
حدثني عبد اللّه حدثني اُبي ثنى محمد بن جعفر الوركاني ثنى شريك عن مخارق عن طارق قال: «خطبنا علي (رض) فقال: ما عندنا شيء من الوحي أوقال: كتاب من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ ما في كتاب اللّه وهذه الصحيفة المعروفة بسيفي وعليه حليته حديد، وفيها فرائض الصدقات (!)». [١٠]
٨ – الإمام علي عليه السلام يلوذ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليحميه ويدافع عنه
من كان، ياترى، المحامي والمدافع الأقرب لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في حروبه ومغازيه؟ لنقرأ الحديث التالي ونرى:
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى وكيع ثنى اسرائيل عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي (رض) قال: «لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا» [١١].
٩ – رضاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعافي الامام عليه السلام ليكون ملازما له وعضيده وحامل لوائه:
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى معتمر بن سليمان عن أبيه عن مغيرة عن أم موسي عن علي (رض) قال: «ما رمدتّ منذ تفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عيني». [١٢]
حدثني عبداللّه ثنى أُبي ثنى وكيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمر وعن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: «وكان أبي يسمر مع علي، فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لوسألته، فسأله، فقال عليه السلام أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى وأنا أرمد (عيني مصابه) يوم خيبر، فقلت: يا رسول اللّه ، إني أرمد العين، قال: فتفل في عيني (ألقى برضابه ماء فيه في عيني)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم أذهب عنه الحرّ والبرد، فما وجدت حرّاً ولابردا منذ يومئذ، وقال: لأُعطينّ الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، وليس بفرّار، فتشرّف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كل قد حسب نفسه انه سيتشرّف بها)، فأعطانيها». [١٣]
* تحليل واستنتاج
الف) قوله: «كان يسمر مع أبي»، والسمر: السهرات الليلىة، يُستبعد من الإمام عليه السلام ذلك، واللّه من وراء القصد،..
ب) إن سلامة الإمام علي عليه السلام وعافيته ووجوده مهمّ جدا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه عليه السلام عضده وحامل لوائه، وعليه تتوقف المهمات الصعبة، كفتح خيبر، إذ لم يكن لها إلاّ هوعليه السلام ،..
ج) قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ليس بفرّار تبيّن :
١ – يبدو أن قبله قد فرّوا في هذه المهمة الخطيرة وأمثالها.
٢ – إنه عليه السلام ثابت القدم، قويّ الشكيمة، مؤيّد ومسدّد من اللّه تعالى، ولا تأخذه في اللّه لومة لائم.
د) أما لبسه في غير موسمه، ليس إلاّ أنه عليه السلام مستغرق في اللّه لاتهمّه نعومة أو خشونة الملبس.
وأما دعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم إليه عليه السلام ، يعني: اللهم أذهب عنه ضرر الحرّ والبرد، لذلك يقول عليه السلام ما مرضت بعد ذلك.
١٠ – النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعوله عليه السلام بالعافية لحاجة الإسلام إليه.
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى يحيى عن شعبه ثنى عمروبن مرة عن عبداللّه بن سلمة عن علي (رض) قال: «مرّ بي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وأنا وَجِعٌ (مريض) وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي حضر (قَرُب موتي) فأرحني (بقبض روحي) وإن كان آجلاً فارفعني (أقوم بأداء أعمإلى)، وإن كان بلاءً (اختبارا) فصبّرني (ألهمني الصبر للخروج بما يُرضيك). قال صلى الله عليه وآله وسلم : ماقلت؟ فأعدتُّ عليه (كررت كلامي)، فضربني برجله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ماقلت؟ قال عليه السلام فأعدت عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم عافه أو اشفه. قال عليه السلام : فما أشتكيتُ ذلك الوجع بعد» [١٤] .
حدثني عبداللّه حدثني أبي ثنى نهان ثنى شعبة عن عمروبن مرة قال: سمعت عبداللّه بن سلمة عن علي (رض) قال: «كنت شاكيا (ألما) فمرّ بي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكر معناه (الحديث) إلاّ إنه قال: اللهم عافه، اللهم آشفه، فما اشتكيت ذلك الوجع بعد» [١٥].
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبداللّه بن سلمه عن علي (رض) عنه قال: «اشتكيت، فأتاني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فاشفني أو عافني وإن كان بلاءً فصبّرني. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كيف قلت؟ قال: فأعدتُ عليه، قال: فمسح بيده ثم قال: اللهم اشفه أوعافه، قال: فما اشتكيت وجعي ذاك بعد». [١٦]
* نقد، تحليل، واستنتاج
مهما كانت الغاية من نقل الحديث، ومهما حمل من ألفاظ غير أدبية فضربني برجله ، إلاّ أن النتيجة، بل الغرض الواضح منه الحديث هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعزّ عليه مرض الإمام عليه السلام ومفارقته إيّاه، لأنه عليه السلام عضده صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه وخليفته وحامل لوائه،..و..، وهو من دعائم الدين .
١١ – النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوليّه مسألة الخمس بطلب منه كما طلب يوسف عليه السلام ليكون أميناًعلى الخزائن
حدثني عبداللّه حدثني أبي ثنى محمد بن عبيد ثنى هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبداللّه بن عبداللّه قاضي الري عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليا (رض) يقول: «اجتمعتُ أنا وفاطمة (رضي اللّه عنهما) والعباس وزيد بن حارثة عند رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال العباس… ثم قال زيد بن حارثة…
قال عليه السلام : فقلت أنا يا رسول اللّه إن رأيت (اذا وافقت) أن توليني هذا الحق الذي جعله اللّه لنا في كتابه من هذا الخمس فأقسمه في حياتك كي لا ينازعنيه أحد بعدك، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : نفعل ذلك، فولاّنيه رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ثم ولاّنيه أبوبكر (رض) فقسّمته في حياته ثم ولاّنيه عمر (رض) فقسمت في حياته حتى كانت آخر سنة من سني عمر (رض) فإنه أتاه مال كثير». [١٧]
* نقد، تحليل، واستنتاج
بدءً، يتبادر إلى الذهن هذا السؤال: لماذا بادر الإمام عليه السلام بهذا الطلب من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ؟
الجواب على ذلك:
١- علمه عليه السلام بالآخرين من خلال استقرائه لتصرفاتهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاخرين، بأنهم سينازعونه ويمنعون أهل البيت حقّهم.
٢ – إثباته عليه السلام أن الخمُس للّه وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم «وَاعْلَمُوا أنَّما غَنِمْتُم مِن شَيءٍ فَأنَّ للّه خُمُسَه وَلِلرَّسولِ وَلِذِي الْقُربى و…» الانفال/٤١، وأنه عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو صلى الله عليه وآله وسلم منه عليه السلام : «أنا منك وأنت منّي».
٣ – علمه عليه السلام أن غيره لا يلتزم بهذا الحق ويُجحف فيه ويمنع أهل البيت عليه السلام حقّهم الشرعي الإلهي، ليشتروا به ذمم الناس.
٤- طلبه هذا (تولّني هذا الحق) هو من نفس نوع الطلب الذي طلبه النبي يوسف عليه السلام حينما قال لعزيز مصر بلا تشبيه : «قَالَ اجْعَلْني عَلى خَزآئن الأرْضِ إنّي حَفيظٌ عَليمٌ». (٥٥ يوسف ).
١٢ – النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأتمنه عليه السلام لعدالته، ويوكله ويولّيه القيام بأعماله
حدثني عبداللّه حدثني اُبي ثنى وكيع ثنى سيف بن سليمان المكي عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي: «إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا نحر البُدن أمرني أن أتصدق بلحومها وجلودها وجلالها». [١٨]
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى يعقوب ثنى ابي عن ابن اسحاق قال: حدثني رجل عن عبداللّه بن ابي نجيح عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس قال: «أهدي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع مئة بُدنة، نحر منها ثلاثين بدنة بيده، ثم أمر عليا فنحر ما بقي منها، وقال: إقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس». [١٩]
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى معاذ أنبأنا زهير بن معاوية أبوخيثمة عن عبدالكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي (رض) قال: أمرني رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم أن أقوم على بُدنة، وأن أتصدّق بلحومها وجلودها وأجلّتها». [٢٠]
١٣ – علي يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه وحفظ حياة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
انه عليه السلام هو الوحيد الذي وصل إلى المقام الذي يشري فيه نفسه ابتغاء مرضاة اللّه للحفاظ على حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك ما جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعتمد عليه ويعوّل عليه في الامور المهمة والصعبة والخطيرة، ولنقرأ معا ماجاء في ذلك بين طيّات مسند الامام أحمد بن حنبل:
حدثني عبد اللّه حدثني أُبي ثنى عبد الرزاق ثنى معمر قال: وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله تعالى : «وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ..» (٣٠ الانفال) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع اللّه عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك فبات عليٌ على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا ردّ اللّه مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري،… [٢١].
١٤ – النبي صلى الله عليه وآله وسلم والامام علي عليه السلام روح واحدة، بعضهم من بعض
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى يحيى بن آدم ثنى اسرائيل عن أبي اسحاق عن هانئ بن هانئ وهبيرة ابن مريم عن علي (رض): «…فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : وأما أنت يا علي فمنّي وأنا منك». [٢٢]
حدثني عبداللّه ثنى أبي ثنى حجاج ثنى اسرائيل عن ابي اسحاق عن هاني وهبيرة بن مريم عن علي… فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: أنت مني وأنا منك». [٢٣]
حدثني عبداللّه ثنى أُبي ثنى اسود يعني ابن عامر أنبأنا اسرائيل عن اُبي اسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي (رض) قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعفر وزيد، قال: فقال لزيد… وقال لجعفر…، قال: قال لي صلى الله عليه وآله وسلم : أنت مني وأنا منك، قال فحَجِلت [٢٤] وراء جعفر». [٢٥]
حدثني عبداللّه ثنى أُبي ثنى يزيد أنبأنا اسرائيل بن يونس ثنى ابواسحاق عن الحارث عن علي (رض) قال: قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : «ياعلي إنّي أحب لك ما أحبّ لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي». [٢٦]
١٥ – علي عليه السلام حامل الرسالة الإلهية والمبلّغ عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم
حدثني عبداللّه حدثني أبوبكر ثنى عمروبن حماد عن أسباط بن نصر عن سماك عن حنش عن علي (رض): «إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين بعثه ببراءة (سورة البراءة) فقال: يانبيّ اللّه إني لست باللّسن (المتحدّث!) ولا بالخطب (خطيب!) قال صلى الله عليه وآله وسلم : مابدّ أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت؟ قال: فإن كان ولابد فسأذهب أنا، قال صلى الله عليه وآله وسلم : فانطلق، فإنّ اللّه يثبّت لسانك ويهدي قلبك، قال: ثم وضع يده صلى الله عليه وآله وسلم على فمه عليه السلام » [٢٧] (للثبات والسداد).
حدثني عبداللّه ثنى محمد بن سليمان لوين ثنى محمد بن جابر عن سماك عن حنش عن علي (رض) قال: «لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابابكرٍ (رض) فبعثه بها(ابابكرٍ بالآيات) ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي: أدرك أبابكر (رض) (إلحق به) فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه (الايات) فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبوبكر (رض) إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال (أبوبكر): يا رسول اللّه : نزل فيّ شيء؟ (هل أخبرك اللّه شيئا عنّي)، قال صلى الله عليه وآله وسلم : لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي (يبلغ الرسالة) عنك إلاّ أنت أو رجل منك». [٢٨]
* نقد، تحليل، واستنتاج
في الحديث: إن صحّ، فهذا تواضع منه عليه السلام قِبال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أما: فهل شهِدَ العالم خطيبا ومتكلما أجدر وأبلغ من علي عليه السلام ؟!!
١٦ – علي عليه السلام خليفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
حدثني عبداللّه ثنى اُبي ثنى أسود بن عامر ثنى شريك عن الاعمش عن المنهال عن عباد بن عبداللّه الأسدي عن علي (رض) قال: «لما نزلت هذه الآية: «وأنْذِرْ عَشيرَتَكَ اْلاقْرَبِينَ»(٢١٤ الشعراء) قال: جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته (!!)، فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، قال عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم لهم: من يضمن عنّي دَيْني ومواعيدي ويكون في الجنة ويكون خليفتي في أهلي،؟ (!) فقال رجل: لم يسمّه شريك (لم يذكر اسمه) يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال الآخر: قال: فعَرَض ذلك في أهل بيته فقال علي (رض): أنا». [٢٩]
* نقد وتحليل
١ – من جملة (جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته) يُراد منها التشويه على معنى أهل البيت، وهل كان أبو لهب وأبو جهل و..و.. من أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ؟ أم: أهله أوعشيرته وأقربائه؟!! .
٢ – في الجملة “..ويكون خليفتي في أهلي” أيضا يُراد منه الحصر وتضييق خلافته عليه السلام ،..
٣ – الفقرة: “من يضمن عني ديني اي: يؤدّي بعدي، ومواعيدي، اي: الوعود والمواثيق، ويكون في الجنة، وربما حذفت أو سقطت (معي)، فهذه تضمر وتكمن فيها العصمة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ينطق عن الهوى، ولا يؤدي عنه إلاّ من كان منه، ولم يرتكب صغيرة ولا كبيرة، من خلال عبارته (في الجنة) وكلمة (خليفتي) لا تصحّ إلاّ لمن يمثّله صلى الله عليه وآله وسلم ويكون مثله وعاملاً عمله، وإن اللّه سبحانه وتعالى عندما يقول في محكم كتابه العزيز: «..إنّي جَاعِلٌ فِي اْلأرْضِ خَلِيفَةً..» (٣٠ البقرة)، المقصود النبي آدم عليه السلام والانبياء ومن يحذو حذوهم، فهل الكفار هم خلفاء اللّه في الأرض؟!! وما الخليفة إلاّ من يمثّل المخلّف، والخلافة التي عرضها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبلها الإمام علي عليه السلام ما هي إلاّ الولاية،..
من هم أهل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ومن هو حامل رايته ؟
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى قتيبة بن سعد ثنى حاتم بن اسماعيل عن بكير بن سمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال: «سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول له وخلّفه في بعض مغازيه فقال علي (رض): «أتخلّفني مع النساء والصبيان؟ قال: ياعلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبوّة بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله، فتطاولنا لها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ادعوا لي عليا (رض) فأتي به أرمد، فبصق في عينه، ودفع الراية إليه ففتح اللّه عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: «..نَدْعُ أبْنآءنا وَأبْنَآءكم..» (٦١ آل عمران) دعا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضوان اللّه عليهم أجمعين، فقال: اللهم هؤلاء أهلي». [٣٠]
حدثني عبداللّه حدثني أُبي ثنى عبد الرزاق ثنى معمر عن عثمان الجزري عن مقسم قال: لا أعلمه إلاّ عن ابن عباس: «أن راية النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عباده، وكان اذا استحرّ القتل كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم مما يكون تحت راية الأنصار». [٣١]
(أقول: لأنه صلى الله عليه وآله وسلم أمِنَ جانب الامام علي عليه السلام ، وأطمأن له، فذهب تحت راية الأنصار عندما استحرّ واشتدّ القتال).
١٧ – النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بولاية الامام علي عليه السلام في غدير خم
حدثني عبداللّه حدثني اُبي ثنى ابن نمير ثنى عبد الملك عن ابي عبدالرحيم الكندي عن زاذان بن عمر قال: «سمعت عليا في الرحبة وهو يُنشد الناس [٣٢] من شهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال: فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: من كنت مولاه (فهذا) فعلي مولاه» [٣٣].
حدثني عبداللّه حدثني اُبي ثنى محمد بن عبداللّه ثنى الربيع يعني ابن أبي صالح الأسلمي حدثني زياد بن أبي زياد سمعت علي بن أبي طالب (رض) ينشد الناس، فقال: «أنشد اللّه رجلاً مسلما سمع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال، فقام اثنى عشر بدريا فشهدوا» [٣٤].
حدثني عبداللّه ثنى علي بن حكيم الأودي انبأنا شريك عن ابي اسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيغ قالا: «نشد عليٌّ الناس في الرحبة: من سمع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم إلاّ قام؟ فقام من قِبَل سعيد ستة، ومن قِبَل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي (رض) يوم غدير خم: اليس اللّه أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه». [٣٥]
حدثني عبداللّه ثنى علي بن حكيم أنبأنا شريك عن ابي اسحاق عن عمرو ذي مر بمثل حديث ابي اسحاق يعني عن سعيد وزيد، وزاد فيه: «وانصر من نصره واخذل من خذله». [٣٦]
حدثني عبداللّه ثنى عبيداللّه بن عمر القواريري ثنى يونس بن أرقم ثنى يزيد بن ابي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: «شهدت عليا (رض) في الرحبة يُنشد الناس: أُنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، كما قام (كم عدد من قام): فشهد قال عبدالرحمن: فقام اثنى عشر بدرياً (شهدوا معركة بدر)، كأني أنظر إلى أحدهم، فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمّهاتهم؟ فقلنا: بلى يارسول اللّه ، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه». [٣٧]
حدثني عبداللّه ثنى أحمد بن عمر الركيعي ثنى زيد بن الحباب ثنى الوليد بن عقبة بن نزار العنسي حدثني سمان بن عبيد بن الوليد العبسي، قال: دخلت على عبدالرحمن بن ابي ليلى فحدثني: «إنه شهد عليا (رض) في الرحبة، قال: أنشد اللّه رجلاً سمع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وشهده يوم غدير خم إلاّ قام ولا يقوم إلاّ من قد رآه، فقام اثنى عشر رجلاً فقالوا: قد رأينا وسمعناه حيث أخذ بيده عليه السلام يقول صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته». [٣٨]
———————————————————————————–
[١] . بطر: تكبّر عنه ولم يقبله . المنجد/٤١ .
[٢] . نفس المصدر، ج١، ص١٩٥، ح٩٨٥ .
[٣] . نفس المصدر، ج١، ص٩٨٦، ح٩٨٦ .
[٤] . نفس المصدر، ج١، ص١٩٦، ح٩٩١ .
[٥] . نفس المصدر، ج١، ص٢٢٧، ح١١٩٢ .
[٦] . نفس المصدر، ج١، ص٢٢٧، ح١١٩٣ .
[٧] . نفس المصدر، ج١، ص١٢٨، ح٦٠٠.
[٨] . نفس المصدر، ج١، ص١٩٧، ح ٩٩٦.
[٩] . نفس المصدر، ج١، ص١٧٧، ح٨٧٦.
[١٠] . نفس المصدر، ج١، ص١٦٤، ح٨٠٠.
[١١] . نفس المصدر، ج١، ص١٣٨، ح٦٥٦.
[١٢] . نفس المصدر، ج١، ص١٢٥، ح ٥٨٠.
[١٣] . نفس المصدر، ج١، ص١٦٠، ح١١١٢٠.
[١٤] . نفس المصدر ج١، ص١٣٥، ح ٦٣٨ .
[١٥] . نفس المصدر، ج١، ص١٣٥، ح ٦٣٩.
[١٦] . نفس المصدر، ج١، ص٢٠٦، ح ١٠٦٠.
[١٧] . نفس المصدر، ج١، ص١٣٦، ح٦٤٧.
[١٨] . نفس المصدر، ج١، ص٢١٤، ح١١٠٣ .
[١٩] . نفس المصدر، ج١، ص٢١٤، ح ٢٣٥٥ .
[٢٠] . نفس المصدر، ج١،ص ٢٤٩، ح١٣٢٧ .
[٢١] . نفس المصدر ، ج١، ح ٣٢٤١ .
[٢٢] . نفس المصدر ، ج١، صص١٥٨١٥٩، ح ٧٧٢.
[٢٣] . المصدر السابق، ح ٩٣٣ .
[٢٤] . حجلت: حَجَلَ: مشى متريّثا.
[٢٥] . نفس المصدر ، ج١، ص١٧٤، ح٨٥٩.
[٢٦] . نفس المصدر ، ج١،ص ٢٣٥، ح ١٢٤٨ .
[٢٧] . نفس المصدر ج١، ص٢٤٢، ح١٢٨٩ .
[٢٨] . نفس المصدر ج١، ص٢٤٣، ح١٢٩٩.
[٢٩] . نفس المصدر ج١، ص١٧٨، ح٨٨٥.
[٣٠] . نفس المصدر ، ج١، ص٣٠١، ح١٦١١.
[٣١] . نفس المصدر ، ج١، ص٦٠٨، ح ٣٤٧٦.
[٣٢] . نشد: طلب وسأل. أنشده اللّه أو باللّه : استحلفه، سأله وأقسم عليه باللّه . معجم لغة الفقهاء. وضع: د.محمد رواس قلعة چي ود. حامد صادق قنيبي ص ٤٧٩.
[٣٣] . نفس المصدر ، ج١، ص١٣٥، ح٦٤٢.
[٣٤] . نفس المصدر ، ج١، ص١٤٢، ح٦٧٢ .
[٣٥] . نفس المصدر ، ج١، ص١٨٩، ح٩٥٣.
[٣٦] . نفس المصدر ، ج١، ص١٨٩، ح٩٥٤ .
[٣٧] . نفس المصدر ، ج١، ص١٩١، ح٩٦٤.
[٣٨] . نفس المصدر ، ج١، ص١٩٢، ح٩٦٧ .
يتبع …..
المصدر: http://arabic.balaghah.net