بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريا بركات
كان أبو بكر الحضرمي ـ واسمه عبد الله بن محمد ـ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وممَّن روى الكثير من الأحاديث الشريفة عن أئمَّة الهدى من أهل البيت عليهم السلام.
ورُوي أنه كان لأبي بكر الحضرمي قريبٌ قد ابتُلي بمرض، فزاره أبو بكر الحضرمي، فوجده طريح الفراش، فقال أبو بكر الحضرمي لقريبه المريض: يا ابن أخي؛ إنَّ لك عندي نصيحةً، أتقبلُها؟ فقال قريبُه: نعم.
فقال له: قُلْ أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له. فشهد قريبه بذلك.
فقال له: وقُلْ أشهد أنَّ محمَّداً رسولُ الله، فشهد بذلك.
فقال له: إنَّ الشهادتين لا تنفعانه إلاّ إذا كانتا عن اعتقاد جازم ويقين في القلب، فأخبره قريبُه أنَّه على يقين واعتقاد جازم بالشهادتين.
فقال أبو بكر الحضرمي: قُلْ أشهد أنَّ عليًّا وصيُّه وهو الخليفة من بعده والإمام المفترض الطاعة من بعده. فشهد المريض بذلك.
فقال له: إنَّ الشهادة بإمامة عليٍّ (ع) لا تنفعه إلاّ إذا كانت عن اعتقاد جازم ويقين في القلب، فأخبره قريبه أنَّه على يقين واعتقاد جازم بذلك.
ثمَّ أخذ أبو بكر الحضرمي يذكر لقريبه المريض أسماء الأئمَّة من أهل البيت من ذرية عليٍّ (عليهم السلام) واحداً بعدَ واحدٍ.. فكان قريبه يردِّد بعده أسماء الأئمَّة مُقرًّا مُتقبِّلاً، وذكر لأبي بكر أنه على يقين.
وسرعان ما توفِّي المريض، ورحل عن هذه الدنيا، فأصيبت زوجته بصدمة شديدة، وحزنت عليه حزناً عظيماً، فغادر أبو بكر الحضرمي المنزل.. فلمَّا عاد لاحقاً وجد المرأة وقد تمالكت نفسها وسكنت وهدأ حُزنها عمَّا كان عليه.. فأخذ يسألها عن حزنها وصبرها قائلاً لها: “كيف تجدونكم؟ كيف عزاؤُكِ أيَّتُها المرأةُ؟”، فقالت في جوابها: والله لقد أُصبنا بمصيبة عظيمة بوفاة زوجي رحمه الله، ولكنَّ الذي صبَّرني على المصيبة أنني رأيته الليلة في رؤيا..
فتساءل أبو بكر الحضرمي: وما الرؤيا التي رأيتها؟
فأجابت المرأة: لقد رأيت زوجي في المنام حيًّا سليماً مُعافًى، فقلت له: ألست قد متَّ؟ فقال لي: بلى، ولكنَّني نجوت بكلمات لقَّنينهنَّ أبو بكر الحضرمي، ولولا ذلك لكنتُ من الهالكين.
نسأل الله (تعالى) حُسن العاقبة وأن يجعلنا من الناجين بحقِّ محمَّدٍ وآله الطيِّبين الطاهرين.
والحمدُ لله ربِّ العالمين.
مصادر القصَّة (بتصرُّف) :
الكافي 3 : 122 ـ 123 برقم 4 ، تهذيب الأحكام 1 : 287 برقم 5 .