وقد رواها أصحابنا رضوان الله عليهم بأسانيدهم المتصلة كالنعماني والشيخ الطوسي في كتابي الغيبة، والمفيد في الإرشاد وغيرهم، ونحن نوردها بحذف الأسانيد قصدا للإختصار، أو نذكر حاصل الرواية ونسردها مفصلة مرتبة بحسب الإمكان تسهيلاً لتناولها ومعرفتها، ثم أن هذه العلامات منها بعيد مثل اختلاف بني العباس وزوال ملكهم وغير ذلك، ومنها قريب كخروج السفياني وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك، ومنها محتوم كما نص عليه في الروايات كالسفياني واليماني والصيحة من السماء وغير ذلك، ومنها غير محتوم.
قال المفيد بعد سرده لعلامات الظهور: ومن جملة هذه الأحداث محتومة، ومنها مشترطة.
أقول: ولعل المراد بالمحتوم ما لابد من وقوعه ولا يمكن أن يلحقه البداء الذي هو إظهار بعد إخفاء لا ظهور بعد خفاء، والذي هو نسخ في التكوين كما أن النسخ المعروف نسخ في التشريع، وبغير المحتوم أو المشترط ما يمكن أن يلحقه البداء والمحو والنسخ في التكوين ﴿يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاء﴾ فهو مشترط بعدم لحوق ذلك، فأما المحتوم فقد اختلفت الروايات في تعداده زيادة ونقيصة، ففي بعضها خمس علامات محتومات قبل قيام القائم عليه السلام: السفياني واليماني والمنادي من السماء باسم المهدي وخسف في البيداء وقتل النفس الزكية، وفي بعضها قال: من المحتوم وعدّ المذكورات، إلا أنه قال بدل اليماني وكف تطلع من السماء وعد معها القائم، وفي بعضها قال: من المحتوم وعدّ المذكورات أيضا، إلا أنه ذكر طلوع الشمس من مغربها واختلاف بني العباس في الدولة بدل اليماني والخسف، وعدّ معها قيام القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قال النعماني في غيبته: هذه العلامات التي ذكرها الأئمة عليهم السلام مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة أن لا يظهر القائم عليه السلام إلا بعد مجيئها وكونها، إذ كانوا قد أخبروا أنه لابد منها وهم الصادقون، حتى أنه قيل لهم: (نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم ولا يكون قبله السفياني، فقالوا: بلى والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه). ثم حققوا كون العلامات الخمس ـ أي اليماني والسفياني والنداء من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية ـ التي هم أعظم الدلائل على ظهور الحق بعدها، كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا: (من روى لكم عنا توقيتاً فلا تهابوا أن تكذبوه كائناً ما كان، فإنا لا نوقت)، وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى ذلك قبل مجيء هذه العلامات، إنتهى.
وقال المفيد في الارشاد: قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات، فمنها خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة، وخسف بالبيداء، وخسف بالمشرق،وخسف بالمغرب،وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم حائط مسجد الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه، ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان، وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها، وبشقٍ في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة، وخروج ستين كذاباً كلهم يدعي النبوة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولا وخانقين، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد، وموت ذريع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلاّت، وقلة ريع لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخ القوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد على بلاد السادات، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم، ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس، وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون، ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الاخبار.
قال: ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنتها الآثار المنقولة وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق.
ثم أورد المفيد (رحمه الله) عدة أحاديث مسندة في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما يأتي إن شاء الله.
وعن كتاب (العدد القوية): قد ظهر من العلامات عدة كثيرة، مثل خراب حائط مسجد الكوفة، وقتل أهل مصر أميرهم، وزوال ملك بني العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدأ ملكهم، وموت عبد الله آخر ملوك بني العباس، وخراب الشامات، ومد جسر مما يلي الكرخ ببغداد كل ذلك في مدة يسيرة، وانشقاق الفرات، وسيصل الماء إن شاء الله إلى أزقة الكوفة.
أقول: يمكن أن تكون هذه علامات بعيدة، ويمكن كون العلامة غير ما حصل، بل شيء يحصل فيما بعد، ولنشرع في تفصيل تلك العلامات المستفادة من الروايات فنقول:
الأول: اختلاف بني العباس وذهاب ملكهم واختلاف بني أمية وذهاب ملكهم.
أما الأول: فقد جاء في كثير من الروايات جعله من علامات الظهور، بل في بعضها أن اختلافهم من المحتوم، وفي جملة منها التعبير ببني فلان تقية.
قال الباقر عليه السلام: لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا. ويأتي في بعض الروايات فعند ذلك زال ملك القوم، وعند زواله خروج القائم، وأن آخر ملك بني فلان قتل النفس الزكية، وأنه ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة، وأن قدّام القائم بلوى من الله، فقيل ما هي؟ فقرأ: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ…﴾الآية، ثم قال: الخوف من ملوك بني فلان.
وقال الباقر عليه السلام: إذا اختلف بنو العباس فيما بينهم فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم، ولن يخرج، ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم.
وقال عليه السلام: إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار وكرجل كانت بيده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه فانكسرت فقال حين سقطت: هاه شبه الفزع، فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.
(غيبة الشيخ) بسنده عن عمار بن ياسر: إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ولها أمارات، فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيء أماراتها، فإذا استأثرت عليكم الروم والترك، وجهزت الجيوش، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال واستخلف بعده رجل شحيح فيخلع بعد سنين من بيعته، ويأتي مالك ملكهم من حيث بد.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: ملك بني العباس عسر لا يسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر لم يزيلوه حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب ألويتهم، ويسلط الله لهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا هدها، ولا نعمة إلا أزالها، الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به.
وقيل للصادق عليه السلام: متى فرج شيعتكم؟ فقال: إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر السفياني، وأقبل اليماني، وتحرك الحسني، خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة… الحديث.
وقيل للصادق عليه السلام: ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟ فقال: بلى هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء، فقال: جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الأمر، فقال: لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بَعضه بعضا.
وقال الكاظم عليه السلام: لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني، وقال: ملك بني العباس يذهب حتى لم يبق منه شيء، ويتجدد حتى يقال ما مر به شيء.
وقيل للرضا عليه السلام: إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس، فقال: كذبوا، إنه ليقوم وأن سلطانهم لقائم.
(غيبة الطوسي) بسنده عن الصادق عليه السلام: من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم، ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على واحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، الحديث.
والظاهر أن المراد بعبد الله هو المستعصم آخر ملوك بني العباس، وأكثر هذه الروايات دال صريحاً أو ظاهراً على أن ذهاب ملك بني العباس من العلامات القريبة، بل بعضها صريح بوجود ملكهم عند ظهور السفياني مع أنه من العلامات البعيدة بعداً كثيراً، فقد مضى على انقراض دولتهم ما ينوف عن سبعمائة سنة، وكذلك اختلاف بني أمية وذهاب ملكهم كان قبل حدوث دولة بني العباس، ويمكن أن يكون للعباسيين في علم الله دولة في آخر الزمان، أو أن ذلك من غير المحتوم، ويحمل ما دل على أنه من المحتوم إن صح على أن كونه من العلامات محتوم، وكونه من العلامات القريبة غير محتوم، والله أعلم.
وأما اختلاف بني أمية وذهاب ملكهم، فقد جاء في بعض الروايات عن الباقر عليه السلام قال في علامات الظهور: فإذا اختلف بنو أمية وذهب ملكهم، ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك حتى يختلفوا، فإذا اختلفوا ذهب ملكهم، واختلف أهل المشرق وأهل المغرب نعم وأهل القبلة، ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف حتى ينادي مناد من السماء.. الحديث.
الثاني: خروج ستين كذابا كلهم يقول أنا نبي.
المفيد بسنده عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي، ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذاباً كلهم يقول أنا نبي).
الثالث: خروج إثني عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه.
المفيد بسنده عن الصادق عليه السلام: لا يخرج القائم حتى يخرج قبله إثنا عشر من بني هاشم، كلهم يدعو إلى نفسه.
الرابع: قول إثني عشر رجلا أنهم رأوه.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: لا يقوم القائم حتى يقوم إثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه، فيكذبونهم.
الخامس: خروج كاسر عينه بصنعاء.
النعماني بسنده عن عبيد بن زرارة، ذكر عند الصادق عليه السلام السفياني، فقال: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء. ويحتمل أن يكون هو اليماني، والله أعلم.
السادس: خروج السفياني والخراساني واليماني وخسف بالبيداء.
وقد استفاضت الروايات في أن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه، وأنه لا يكون قائم إلا بسفياني ونحو ذلك، وقال عبد الملك بن أعين: كنت عند أبي جعفر عليه السلام، فجرى ذكر القائم، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه.
ومرّ في بعض الروايات أن اليماني أيضاً من المحتوم، وعن الباقر عليه السلام: السفياني والقائم في سنة واحدة. وفي عدة روايات أن خروج السفياني واليماني والخراساني يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد. وفي رواية: ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم.
وتدل بعض الروايات على أن خروج اليماني قبل خروج السفياني، أما اليماني فيكون خروجه من اليمن، والمروي أنه ليس في الرايات الثلاث راية أهدى من راية اليماني، لأنه يدعو إلى الحق، أو لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج حرم بيع السلاح، وإذا خرج فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه.
ولما خرج طالب الحق باليمن ـ وهو من رؤساء الخوارج ـ قيل للصادق عليه السلام: نرجو أن يكون هذا اليماني؟ فقال: لا. اليماني يتوالى علياً وهذا يبرأ منه.
وأما الخراساني فيخرج من خراسان، وفي بعض الروايات من المشرق وعن أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر العلامات: إذا قام القائم بخراسان، وغلب على أرض كرمان والملتان وحاز جزيرة بني كاوان.
وأما السفياني فيخرج من وادي اليابس مكان بفلسطين وعن الصادق عليه السلام: أن خروجه في رجب. وعن أمير المؤمنين عليه السلام: يخرج ابن آكلة الأكباد من وادي اليابس، وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري، إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان، حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها.
والظاهر انها دمشق كما تدل عليه رواية أخرى أنه يخرج من وادي اليابس حتى يأتي دمشق فيستوي على منبرها.
وعن الصادق عليه السلام: انك لو رأيته رأيت أخبث الناس، أشقر أحمر أزرق، يقول يا رب يا رب يا رب، أو يا رب ثاري ثاري ثم للنار، أو يا رب ثاري والنار، ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه.
وعن الباقر عليه السلام: السفياني أحمر أصفر أزرق، لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط.
وعن زين العابدين عليه السلام: أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان، وأنه إذا ظهر اختفى المهدي، ثم يظهر ويخرج بعد ذلك.
وعن عمار بن ياسر: إذا رأيتم أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة، أي أن المهدي قد ظهر بها.
ويجتمع في الشام ثلاث رايات كلهم يطلب الملك، راية السفياني، وراية الأصهب وراية الأبقع، ثم أن السفياني يقتل الأصهب والابقع.
وقال الصادق عليه السلام: السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة، ثم قال: أستغفر الله حمل جمل. وفي رواية عن الصادق عليه السلام: يملك تسعة أشهر كحمل المرأة. وفي رواية عنه عليه السلام: إذا ملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما.
وعن الصادق عليه السلام: أنه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما.
وبهذا يجمع بين الخمسة عشر شهراً والتسعة أشهر.
واحتمل المجلسي حمل بعض أخبار مدته على التقية لذكره في رواياتهم.
وروى هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام: إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر. وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والاردن وحمص وحلب.
ثم أن السفياني بعدما يقتل الأصهب والأبقع لا يكون له همّة الا العراق. وفي رواية: إلا آل محمد وشيعتهم. فيبعث جيشين جيشاً إلى العراق وآخر إلى المدينة، فأما جيش العراق فروي أن عدتهم سبعون ألفا.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ـ يعني بغداد ـ فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويفضحون أكثر من ثلثمائة إمرأة، ويقتلون ثلثمائة كبش من بني العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها…) الحديث. ويصيبون من أهل الكوفة ـ وفي رواية ـ من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ويمر جيشه بقرقيسا ـ بلد على الفرات ـ فيقتتلون بها، فيقتل بها من الجبارين مائة ألف.
وعن الصادق عليه السلام: إن لله مائدة أو مأدبة بقرقيسا، يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين. فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً حتى تنزل ساحل الدجلة ومعهم نفر من أصحاب القائم، ويخرج رجل من موالي أهل الكوفة ضعيف في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بظهر الكوفة ـ وفي رواية ـ بين الحيرة والكوفة.
وقال الصادق عليه السلام: كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم، أما أن أمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا. وكأني أنظر إلى صاحب البرقع، قيل: ومن صاحب البرقع؟ قال: رجل منكم، يقول بقولكم، يلبس البرقع، فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلا رجلا، أما إنه لا يكون إلا ابن بغي.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ثم يخرجون ـ أي جيش السفياني ـ متوجهين إلى الشام فتخرج، راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم.
وأما الجيش الذي يبعثه السفياني إلى المدينة فيقتل بها رجلا، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم (فيحسبون) وينهبون المدينة ثلاثة أيام بلياليها، ويكون المهدي عليه السلام بالمدينة، فيخرج منها إلى مكة على سنة موسى بن عمران عليه السلام خائفاً يترقب. وفي رواية أنه يهرب من بالمدينة من أولاد علي عليه السلام، إلى مكة فيلحقون بصاحب الأمر عليه السلام فيبلغ ذلك أمير جيش السفياني فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه، وينزل الجيش البيداء ـ وهي أرض بين مكة والمدينة لها ذكر كثير في الأخبار ـ فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم، فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر، (وفي رواية): إلا ثلاثة نفر، حتى إذا كانوا بالبيداء يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم، وهم من كلب.
وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يبعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل إذهب فأبدهم، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها، ولا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة، فلذلك جاء القول: عند جهينة الخبر اليقين، فذلك قوله تعالى ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا﴾ الآية، أورده الثعلبي في تفسيره.
وروى صاحب الكشاف أيضا أنها نزلت في خسف البيداء.
وروى الطبرسي عن زين العابدين عليه السلام قال: هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم.
وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى﴿وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ قال: من تحت أقدامهم خسف بهم، وفي قوله تعالى ﴿قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ قال: هو الدجال والصيحة، أو من تحت أرجلكم وهو الخسف. والقائم عليه السلام يؤمئذ بمكة، فيجمع الله عليه أصحابه وهم ثلثمائة وبضعة عشر رجلا.
وفي رواية: وثلاثة عشر رجلاً عدد أهل بدر، فيبايعونه بين الركن والمقام، ثم يخرج بهم من مكة، فينادي المنادي باسمه وأمره من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلهم، ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث حتى يظهر عليها، ثم يسير إلى الشام،وفي رواية: ثم يسير حتى يأتي العذراء والسفياني يومئذ بوادي الرملة، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السفياني، ويقتل يومئذ السفياني ومن معه، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها.
السابع: خسف الجابية، وكثرة الإختلاف والحروب، وخروج الأصهب والأبقع، وخراب الشام.
المفيد بسنده عن الباقر عليه السلام قال: الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك ذلك: إختلاف بني العباس، ومناد ينادي من السماء، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها، راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني.
وفي رواية الشيخ في غيبته: فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، أو في كل أرض من أرض العرب، فأول أرض تخرب الشام، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات.. الخ. وفي رواية: راية حسنية وراية أموية وراية قيسية.
(غيبة الشيخ) بسنده عن عمار بن ياسر وذكر جملة من العلامات، إلى أن قال: وتكثر الحروب في الأرض.. إلى أن قال: ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك، رجل أبقع، ورجل أصهب، ورجل من أهل بيت أبي سفيان يخرج في كلب.. الحديث. وفي رواية العياشي: مع بني ذنب الحمار مضر، ومع السفياني أخواله من كلب، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلاً لم يقتله شيء قط، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن ومعه قتلاً لم يقتله شيء قط، وهو من بني ذنب الحمار.
وفي رواية النعماني: فيلتقي السفياني بالأبقع، فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه، ثم يقتل الأصهب.
الثامن: إختلاف رمحين بالشام ورجفة بها، وخسف بحرستا وإقبال قوم من المغرب إليها.
(غيبة الشيخ) بالإسناد عن أمير المؤمنين عليه السلام: إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى، قيل: ثم مه؟ قال: ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، فإذا كان ذلك فانتظروا خسفاً بقرية من قرى الشام يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس.
(غيبة النعماني) مثله، إلا أنه قال: لم تنجل إلا عن آية من آيات الله قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يقتل فيها أكثر من مائة ألف، وقال: البراذين الشهب المحذوقة. وزاد بعد قوله: تحل بالشام وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر. وبعد قوله: حرستا (فاذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق، فاذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي).
النعماني بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام: إنتظروا الفرج من ثلاث: إختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.. الحديث.
وبسنده عن الباقر عليه السلام: لا يظهر القائم حتى يشمل الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه.. الحديث.
التاسع: سقوط طائفة من مسجد دمشق الايمن.
رواه جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام في جملة العلامات قال: وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن. هكذا وجدناه، ولعل الصواب من الجانب الأيمن أو من جانب مسجد دمشق الأيمن.
(غيبة الشيخ) بسنده عن عمار بن ياسر قال في حديث: ويخسف بغربي مسجد دمشق حتى يخد حائطه، وفي رواية: ويخرب حائط مسجد دمشق.
العاشر: النداء عن سور دمشق.
(غيبة الشيخ) بسنده عن عمار بن ياسر في حديث: وينادي مناد على سور دمشق ويل (لأهل الأرض) من شر قد اقترب. وفي رواية: ويل لازم. وفي رواية أخرى عن الباقر عليه السلام: ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح. وفي رواية العياشي: وترى منادياً ينادي بدمشق.
النعماني بسنده عن الباقر عليه السلام: توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق، فيه لكم فرج عظيم.
الحادي عشر: خروج المرواني وعوف السلمي وشعيب بن صالح.
(غيبة النعماني) بسنده عن الرضا عليه السلام قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح وكيف يقول هذا وهذا.
وبسنده عن الباقر عليه السلام: إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسا يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض إشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني.
أقول: ظاهر بعض الأخبار الواردة في السفياني أن وقعة قرقيسا مع جيشه، والتعدد جائز، والله أعلم.
(غيبة الشيخ) بسنده عن علي بن الحسين عليه السلام: يكون قبل خروج المهدي خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس. الحديث.
وبسنده عن عمار بن ياسر في حديث: ثم يخرج المهدي، على لوائه شعيب بن صالح.
الثاني عشر: خروج الحسني وقتله.
وقد مر في الأمر الأول عن الصادق عليه السلام: إذا اختلف ولد العباس، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية، صيصيته وظهر السفياني، وأقبل اليماني، وتحرك الحسني، خرج صاحب هذا الأمر.. الحديث.
وفي رواية: أن المهدي عليه السلام حينما يريد الخروج يطلع على ذلك بعض مواليه، فيأتي الحسني فيخبره الخبر، فيبتدره الحسني إلى الخروج، فيثبت عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشامي ـ أي السفياني ـ فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر الحديث.
الثالث عشر: خروج رايات من مصر إلى الشام، وخروج المصري.
المفيد بسنده عن الرضا عليه السلام: كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات، فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات.
وفي رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في جملة العلامات: وقام أمير الأمراء بمصر.
(غيبة الشيخ) بسنده عن محمد بن مسلم: يخرج قبل السفياني مصري ويماني.
الرابع عشر: ركز رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان.
المفيد بسنده: سأل رجل الحسن عليه السلام عن الفرج، فقال عليه السلام: تريد الإكثار أم أجمل لك؟ فقال: بل تجمل لي، قال: إذا ركزت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: قبل قيام القائم تحرك حرب قيس.
الخامس عشر: نزول الترك الجزيرة، والروم الرملة.
وجاء ذلك في عدة روايات مسندة عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال: إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها وما أراك تدرك ذلك ولكن حدّث به من بعدي عني ـ وذكر جملة منها إلى أن قال: ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة. وفي رواية: وتنزل الروم فلسطين. وفي رواية: وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وستقبل إخوان مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة. وفي رواية: ومارقة تمرق من ناحية الترك حتى تنزل الجزيرة، وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة.
والظاهر أن المراد بالجزيرة جزيرة العرب، والرملة بلد بفلسطين.
وفي رواية: إذا خالف الترك الروم، أو ويتخالف الترك والروم، والظاهر أنه بمعنى نزول الترك الجزيرة والروم الرملة. وفي رواية: فإذا استثارت عليكم الروم والترك، وجهزت الجيوش.. الحديث.
وفي رواية: عن أمير المؤمنين عليه السلام: وظهرت رايات الترك متفرقات في الأقطار والجنبات، وكانوا بين هن وهنات.
السادس عشر: حصار الكوفة ـ ولعله من جهة السفياني.
السابع عشر: تخريق الروايا في سكك الكوفة.
أي روايا الماء، والظاهر أنه بغلبة أحد الفريقين المتحاربين على الآخر.
الثامن عشر: تعطيل المساجد أربعين ليلة، والظاهر أنه بالكوفة.
التاسع عشر: كشف الهيكل، والمراد منه غير واضح.
العشرون: خفوق رايات حول المسجد الاكبر بالكوفة.
الحادي والعشرون: قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين.
والذي ذكره المفيد كما مر قتل نفس زكية في سبعين من الصالحين.
الثاني والعشرون: قتل الأشفع صبرا في بيعة الأصنام.
والمراد بالأشفع غير ظاهر ولعله مصحف، وبيعة الأصنام أي الكنيسة أو نحوها ذات الاصنام.
الثالث والعشرون: سبي سبعين ألف بكر من الكوفة.
ويروى أن الكوفة تعظم كثيراً وتتصل بكربلاء فلا يستبعد ذلك.
الرابع والعشرون: خروج مائة ألف من الكوفة إلى السفياني.
الخامس والعشرون: خروج رايات من شرقي الأرض مع رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
السادس والعشرون: خروج رجل من نجران يستجيب للإمام عليه السلام.
السابع والعشرون: نداء من جهة المشرق: يا أهل الهدى اجتمعوا، ومن جهة المغرب: يا أهل الباطل اجتمعوا.
الثامن والعشرون: تلون الشمس.
التاسع والعشرون: بعث أهل الكهف وخروجهم مع القائم عليه السلام.
وهذه العلامات من السادس عشر إلى التاسع والعشرين مع غيرها منقولة عن كتاب (سرور أهل الإيمان) في جملة رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ولذلك آيات وعلامات: أولهنّ: حصار الكوفة بالرصد والخندق، وتخريق الروايا في سكك الكوفة، وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وكشف الهيكل، وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز. القاتل والمقتول في النار، وقتل سريع، وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والمقام ـ إشارة إلى النفس الزكية أو إلى الحسني، ـ وقتل الأشفع صبرا في بيعة الأصنام، وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب، وإثنا عشر ألف عنان من خيل السفياني تتوجه إلى مكة والمدينة أميرها رجل من بني أمية يقال له خزيمة، أطمس العين الشمال على عينه ظفرة غليظة، يمثل بالرجال لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها دار أبي الحسن الأموي، ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد إلى مكة أميرها رجل من غطفان ـ إلى أن قال: ويبعث مائة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة، وينزلون الروحاء والفاروق، فيسير منها ستون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة، فيهجمون عليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر، فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة، ويقتل على جسرها ـ أي الكوفة ـ سبعين ألفا حتى تحتمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد، ويسبى من الكوفة سبعون ألف بكر لا يكف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل ويذهب بهنّ إلى الثوية وهي الغري، ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق حتى يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد، تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها شهراً حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم، فبينا هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث غبر جرد، ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام فيكون أول النصارى إجابة، فيهدم بيعته ويدق صليبه، فيخرج بالموالي وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى، فيكون مجمع الناس جميعاً في الأرض كلها بالفاروق فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف، وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر يا أهل الهدى اجتمعوا وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق يا أهل الباطل اجتمعوا، ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس تصفر فتصير سوداء مظلمة، ويوم الثالث يفرق الله بين الحق والباطل، وتخرج دابة الأرض، وتقبل الروم عند ساحل البحر عند كهف الفتية، فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم معهم، رجل يقال له مليخا وآخر خملاها، وهما الشاهدان المسلمان للقائم عليه السلام.
الثلاثون: ظهور نار بالكوفة.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى ﴿سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ﴾ قال: تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية ـ يعني ناراً ـ حتى ينتهي إلى كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف، لا تدع وتراً لآل محمد إلا أحرقته وذلك قبل خروج القائم عليه السلام.
الحادي والثلاثون: ظهور نار من المشرق.
النعماني بسنده عن الباقر عليه السلام: إذا رأيتم ناراً من المشرق شبه الهردي أل العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وبسنده عنه عليه السلام: إذا رأيتم علامة في السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس، وهي قدام القائم بقليل.
الثاني والثلاثون: النار والحمرة في السماء.
المفيد بسنده عن الصادق عليه السلام: يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلل السماء. الحديث.
الثالث والثلاثون: إنبثاق الفرات.
المفيد بسنده عن الصادق عليه السلام: سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقه الكوفة.
الرابع والثلاثون: كثرة القتل بين الحيرة والكوفة.
المفيد بسنده عن جابر: قلت لأبي جعفر عليه السلام: متى يكون هذا الأمر؟ فقال: أنى يكون ذلك يا جابر ولما يكثر القتل بين الحيرة والكوفة.
النعماني بسنده عن الباقر عليه السلام: لا يظهر القائم عليه السلام.. إلى أن قال: ويكون قتل بين الكوفة والحيرة قتلاهم على سواء. الحديث. وفي البحار: على سواء: أي في وسط الطريق.
أقول: الظاهر أن المراد تساوي قتلاهم في العدد.
الخامس والثلاثون: قتل رجل من الموالي بين الحيرة والكوفة.
النعماني بأسانيده عن الباقر عليه السلام في حديث: ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء، فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة.
السادس والثلاثون: هدم حائط مسجد الكوفة.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار ابن مسعود، فعند ذلك زال ملك بني فلان، أما أن هادمه لا يبنيه.
المفيد بسنده عن الصادق عليه السلام: إذا هدم حائط مسجد الكوفة مما يلي القائم عليه السلام فعند ذلك زوال ملك القوم. والقوم وبنو فلان عبارة عن بني العباس، وقد مرّ في الأمر الأول أن زوال ملكهم من العلامات، ومر الجواب عن قوله: وعند زواله خروج القائم عليه السلام.
السابع والثلاثون: خسف ببغداد والبصرة، وقتل بالبصرة، وخراب وفناء وخوف بالعراق.
المفيد بسنده عن الصادق عليه السلام: وذكر بعض علامات المهدي ـ إلى أن قال: وخسف ببغداد، وخسف ببلد البصرة، ودماء تسفك بها، وخراب دورها، وفناء يقع في أهلها، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.
الثامن والثلاثون: خراب البصرة.
وهو مروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، وقد مر في الأمر السابق أن من العلامات خراب دورها.
التاسع والثلاثون: خراب الري.
النعماني بسنده عن كعب الأحبار قال: وخراب الزوراء وهي الري، وخسف المزورة وهي بغداد الحديث.
الأربعون: خروج الرايات السود من خراسان.
(غيبة الشيخ) بسنده عن الباقر عليه السلام: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي عليه السلام بعث إليه بالبيعة.
النعماني بسنده عن أبي جعفر عليه السلام: عن أمير المؤمنين عليه السلام انتظروا الفرج من ثلاث.. ـ وعدّ منها الرايات السود من خراسان. وبسنده عن معروف بن خربوذ: ما دخلنا على أبي جعفر الباقر عليه السلام قط إلا قال: خراسان خراسان، سجستان سجستان، كأنه يبشرنا بذلك.
الحادي والأربعون: خروج قوم بالمشرق.
النعماني بسنده عن الباقر عليه السلام: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء، أما إني لو أدركت ذلك.
لا ستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.
الثاني والأربعون: رفع اثنتي عشرة راية مشتبهة.
عن الصادق عليه السلام: لترفعنّ ـ يعني عند خروج المهدي عليه السلام ـ إثنتا عشرة راية مشتبهة ولا يدري أي من أي، فبكى الراوي وقال: فكيف نصنع؟ فنظر عليه السلام إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
الثالث والأربعون: قيام قائم من أهل البيت بجيلان.
النعماني بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث: وقام قائم منا بجيلان، وأجابته الآبر والديلم.
الرابع والأربعون: حدث بين المسجدين وقتل خمسة عشر كبشاً من العرب.
المفيد بسنده عن الرضا عليه السلام: إن من علامات الفرج حدثاً يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب.
والمراد بالمسجدين مسجدا مكة والمدينة بدليل قول الصادق عليه السلام: إن قدّام هذا الأمر علامات، حدث يكون بين الحرمين، قيل: ما الحدث؟ قال: عصبة تكون، ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا.
والمراد بفلان وفلان رجل من ولد العباس، لأن المتعارف في ذلك الوقت التعبير عن بني العباس ببني فلان كما في كثير من الروايات تقية.
الخامس والأربعون: الإختلاف الشديد في الدين.
(غيبة الشيخ) بسنده عن الحسن بن علي عليه السلام: لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكم بعضاً، ويتفل بعضكم في وجه بعض، وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض. قلت: ما في ذلك خير؟ قال: الخير كله في ذلك، عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله.
علي بن إبراهيم في تفسيره عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً﴾ قال: هو الإختلاف في الدين، وطعن بعضكم على بعض ـ بعدما ذكر الدجال والصيحة والخسف.
السادس والأربعون: ظهور الفساد والمنكرات.
(إكمال الدين) بسنده عن محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلام في حديث: قلت له: يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟ قال: إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور وردت شهادات العدل، واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزنا، وأكل الربا، واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم.. إلى أن قال: وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا. الحديث.
وبسنده أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البنيان، وباعوا الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الأهواء، واستخفوا بالدماء، وكان الحلم ضعفاً والظلم فخراً، وكان الأمراء فجرة، والوزراء ظلمة، والعرفاء خونة، والقرّاء فسقة، وظهرت شهادات الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان والاثم والطغيان، وخليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنار، وأُكرم الأشرار، وازدحمت الصفوف، واختلفت الأهواء، ونقضت العقود، واقترب الموعود، وشارك النساء أزواجهنّ في التجارة حرصاً على الدنيا، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شرّه، وصدق الكاذب، واؤتمن الخائن، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وركب ذوات الفروج السروج، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء، وشهد الشاهد من غير أن يستشهد، وشهد الآخر قضاء الذمام بغير حق، وتفقه لغير الدين، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمرّ من الصبر، فعند ذلك الوحا، الوحا، العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس، ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه. الحديث.
الكليني في (روضة الكافي) بسنده عن الصادق عليه السلام في حديث قال: ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غداً في زمرتنا، فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، والجور قد شمل البلاد، والقرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء، والدين قد انكفأ كما ينكفئ الإناء، وأهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، والشر ظاهراً لا ينهى عنه ويعذر أصحابه، والفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، والمؤمن صامتا لا يقبل قوله، والفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته، والصغير يستحقر الكبير، والأرحام قد تقطعت، ومن يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله، والغلام يعطي ما تعطي المرأة، والنساء يتزوجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر، والرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، والناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الإجتهاد، والجار يؤذي جاره وليس له مانع، والكافر فرحاً لما يرى في المؤمن، مرحاً لما يرى في الأرض من الفساد، والخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل، والآمر بالمعروف ذليلاً، والفاسق فيما لا يحب الله قوياً محموداً، وأصحاب الآيات يحقرون ويحتقر من يحبهم، وسبيل الخير منقطعاً، وسبيل الشر مسلوكا، وبيت الله قد عطل ويؤمر بتركه، والرجل يقول ما لا يفعله، والنساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، والتأنيث في ولد العباس قد ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها، وكان صاحب المال أعز من المؤمن، والربا ظاهراً لا يعيّر به، والزنا يمتدح به النساء، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهنّ، والمؤمن محزونا محتقراً ذليلاً، والبدع والزنا قد ظهر، والناس يعتدّون بشاهد الزور، والحرام يحلل والحلال يحرم، والدين بالرأي، وعطل الكتاب وأحكامه، والليل لا يستخفى به من الجرأة على الله، والمؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، والعظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل، والولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير، ويرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، والمرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي، وتنفق على زوجها، والقمار قد ظهر، والشراب يباع ظاهراً ليس عليه مانع، والملاهي قد ظهرت يمرّ بها لا يمنعها أحد أحداً ولا يجترئ أحد على منعها، والشريف يستذله الذي يخاف سلطانه، والزور من القول يتنافس فيه، والقرآن قد ثقل على الناس استماعه، وخف على الناس استماع الباطل، والجار يكرم الجار خوفا من لسانه، والحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء، والمساجد قد زخرفت، وأصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، والشر قد ظهر، والسعي بالنميمة والبغي قد فشا، والغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضاً، وطلب الحج والجهاد لغير الله، والسلطان يذل للكافر المؤمن، والخراب قد أديل من العمران، والرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، وسفك الدماء يستخف بها، والرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقي وتسند إليه الأمور، والصلاة قد استخف بها، والرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه، والهرج قد كثر، والرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه، والبهائم يفرس بعضها بعضا، والرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه، وقلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم، وثقل الذكر عليهم، والسحت قد ظهر يتنافس فيه، والمصلي إنما يصلي ليراه الناس، والفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة، والناس مع من غلب، وطالب الحلال يذم ويعير، وطالب الحرام يمدح ويعظم، والحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله لا يمنعهم مانع، ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد، والمعازف ظاهرة في الحرمين، والرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول هذا عنك موضوع والناس ينظر بعضهم إلى بعض، ويقتدون بأهل الشر، ومسلك الخير وطريقه خالياً لا يسلكه أحد، والميت يمر به فلا يفزع له أحد، وكل عام يحدث فيه من البدعة والشر أكثر مما كان، والخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء، والمحتاج يعطى على الضحك به، ويرحم لغير وجه الله، والآيات في السماء لا يفزع لها أحد، والناس يتسافدون كما تتسافد البهائم، لا ينكر أحد منكراً تخوفاً من الناس، والرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله، ويمنع اليسير في طاعة الله، والعقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوأ الناس حالاً عند الولد، ويفرح بأن يفتري عليهما، والنساء قد غلبن على الملك وغلبن على كل أمر لا يؤتي إلا ما لهنّ فيه هوى، وابن الرجل يفتري على أبيه ويعلو على والديه ويفرح بموتهما، والرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر يرى كئيباً حزيناً يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيّعه من عمره، والسلطان يحتكر الطعام، وأموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها ويشرب بها الخمور، والخمر يتداوى بها، وتوصف للمريض ويستشفى بها، والناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به، ورياح المنافقين وأهل النفاق دائمة، ورياح أهل الحق لا تحرك، والأذان بالأجر، والصلاة بالأجر، والمساجد محتشية ممن لا يخاف الله، مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر، والسكران يصلي بالناس فهو لا يعقل ولا يشان بالسكر، وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره، ومن أكل أموال اليتامى يحدّث بصلاحه، والقضاة يقضون بخلاف ما أمر الله، والولاة يأتمنون الخونة للطمع، والميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون، والمنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، والصلاة قد استخف بأوقاتها، والصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله، وتعطي لطلب الناس، والناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وبما نكحوا والدنيا مقبلة عليهم، وأعلام الحق قد درست، فكن على حذر واطلب من الله عز وجل النجاة. الحديث.
السابع والأربعون: عض الزمان، وجفاء الإخوان، وظلم السلطان، وخروج زنديق من قزوين.
غيبة الشيخ بسنده عن محمد بن الحنفية، قيل له: قد طال هذا الأمر حتى متى؟ فحرك رأسه ثم قال: أنى يكون ذلك ولم يعض الزمان ولم يجف الإخوان ولم يظلم السلطان، ولم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها ويكفر صدورها ويغير سورها ويذهب بهجتها، من فرّ منه أدركه، ومن حاربه قتله، ومن اعتزله افتقر، ومن تابعه كفر، حتى يقوم باكيان، باك يبكي على دينه، وباك يبكي على دنياه.
وقال: روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي،
يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن، يملأ الجبال خوفا).
الثامن والأربعون: السنون الخداعة.
النعماني بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام: إن بين يدي القائم سنين خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويقرب فيها الماحل. وفي حديث: وينطق فيها الرويبضة. وعن النهاية في حديث أشراط الساعة: وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ فقال: الرجل التافه، وهو تصغير الرابضة، أي العاجز الرابض عن معالي الأمور القاعد عن طلبها، والتاء للمبالغة، والتافه الخسيس الحقير. وفسر الصادق عليه السلام الماحل بالمكار من قوله تعالى﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ﴾ يريد المكر.
التاسع والأربعون: الجوع والخوف والقحط والقتل والطاعون والجراد والزلازل والفتن ونقص الأموال والأنفس والثمرات.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: لابد أن يكون قدّام القائم سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
وبسنده أن جابر الجعفي سأل الباقر عليه السلام عن هذه الآية، فقال: ذلك خاص وعام، فأما الخاص من الجوع بالكوفة يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم، وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط، وأما الجوع فقبل قيام القائم، وأما الخوف فبعد قيامه.(7)
قال المفيد: وفي حديث محمد بن مسلم: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قدّام القائم بلوى من الله، قلت: وما هي جعلت فداك؟ فقرأ: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ)… الآية، ثم قال: الخوف من ملوك بني فلان، والجوع من غلاء الأسعار، ونقص الأموال من كساد التجارات وقلة الفضل فيها، ونقص الأنفس بالموت الذريع، ونقص الثمرات بقلة ريع الزرع وقلة بركة الثمار، ثم قال: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام.
المفيد بسنده عن الصادق عليه السلام: أن قدّام القائم لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل فلا تشكوا في ذلك.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي القائم عليه السلام موت أحمر وموت أبيض، وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون. وروي: حتى يذهب من كل سبعة خمسة. وروي: حتى يذهب ثلثا الناس. ويمكن الجمع بوقوع ذلك كله على التدريج.
وعن الصادق عليه السلام: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس.
وقال الباقر عليه السلام: لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وفتنة وبلاء وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس وتشتت في دينهم، وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساء من عظم ما يرى من كَلَب الناس، وأكل بعضهم بعضا، فخروجه إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا.
الخمسون: إشتداد الحاجة والفاقة وإنكار الناس بعضهم بعضاً.
(تفسير علي بن إبراهيم) عن أبي جعفر عليه السلام: إذا اشتدت الحاجة والفاقة، وأنكر الناس بعضهم بعضاً، فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحا ومساء، فقيل: الحاجة والفاقة قد عرفناها، فما إنكار الناس بعضهم بعضاً؟ قال: يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه به ويكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه به.
الحادي والخمسون: تمييز أهل الحق وتمحيصهم.
المفيد بسنده عن الرضا عليه السلام قال: لا يكون ما تمدّنّ إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا، فلا يبقى منكم إلا القليل، ثم قرأ (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ). والظاهر أن المراد بذلك ارتداد الكثير عن الدين حتى لا يبقى إلا القليل وهم الخالصو الإيمان.
الثاني والخمسون: تمييز أولياء الله وتطهير الأرض من المنافقين.
(مجالس المفيد) بسنده عن حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يميز الله أولياءه وأصفياءه حتى يطهر الأرض من المنافقين والضالين وأبناء الضالين، وحتى تلتقي بالرجل يومئذ خمسون امرأة هذه تقول يا عبد الله اشترني، وهذه تقول يا عبد الله آوني.
الثالث والخمسون: الفتن والمسخ.
المفيد بسنده عن الكاظم عليه السلام في قوله عز وجل (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآْفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) قال: الفتن في الآفاق والمسخ في أعداء الحق.
النعماني بسنده سئل الصادق عليه السلام عن قوله تعالى (عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فقال: أي خزي أخزى من أن يكون الرجل في بيته وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول الناس: ما هذا؟ فيقال: مسخ فلان الساعة، قيل: قبل قيام القائم أو بعده؟ قال: بل قبله.
الرابع والخمسون: خلع العرب أعنتها.
وهو كناية عن خروجها عن طاعة ملوكها وفعلها ما تشاء، ومر في الأمر الأول أنه قيل للصادق عليه السلام: متى فرج شيعتكم؟ فعدَّ أشياء، ثم قال: وخلعت العرب أعنتها.
الخامس والخمسون: بيعة الصبي ورفع كل ذي صيصية صيصيته.
الصيصية ما يمتنع به من قرن ونحوه، وهو كناية عن أن كل من له أدنى قوة يطلب الملك والأمارة، ويحتمل أن يراد به رفع البناء وتعليته، ومرّ في الأمر الأول أنه قيل للصادق عليه السلام: متى فرج شيعتكم؟ فعدّ أشياء… إلى أن قال: ورفع كل ذي صيصية صيصيته. وروي: إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل ذي صيصية بصيصيته.
السادس والخمسون: كثرة التولية والعزل.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس حتى لا يقول قائل إنّا لو وليّنا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل.
السابع والخمسون: النداء من السماء باسم القائم.
وقد جاءت به روايات كثيرة، وعبر عنه بالنداء وبالصيحة وبالفزعة، ورواه المنصور الدوانيقي عن الباقر عليه السلام وقال: لابد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب من ولد فاطمة عليه السلام، فإذا كان فنحن أول من يجيبه لأنه إلى رجل من بني عمنا، ولولا أني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي وحدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته منهم، لكنه محمد بن علي.
والمستفاد من الأخبار أن هذا النداء يكون أربع مرات:
المرة الأولى: في رجب. روى النعماني والطوسي في غيبتهما بأسانيدهما عن الحميري وغيره عن الرضا عليه السلام في حديث: لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض، كأني بهم أسرّ ما يكونون، وقد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين، ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء، صوتاً منها: ألا لعنة الله على الظالمين، والصوت الثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والصوت الثالث يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس: هذا أمير المؤمنين قد ذكر في هلاك الظالمين.
وفي رواية الحميري: والصوت بدن يرى في قرن الشمس يقول: إن الله بعث فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا، فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتود الناس لو كانوا أحياء، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين.
المرة الثانية: النداء بعد مبايعته بين الركن والمقام كما مرّ في الأمر السادس، وهذا يكون في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين في ليلة جمعة، ينادي جبرئيل من السماء باسم القائم واسم أبيه أن فلان بن فلان هو الإمام. وفي رواية: أيها الناس إن أميركم فلان، وذلك هو المهدي. وروي: باسمه واسم أبيه وأمه بصوت يسمعه من بالمشرق والمغرب وأهل الأرض كلهم كل قوم بلسانهم، اسمه اسم نبي حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج، ولا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعاً من ذلك.
وروي: الفزعة في شهر رمضان آية، تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم وتفزع اليقظان.
وفي رواية: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها.
وقال الباقر عليه السلام: الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان وهي صيحة جبرئيل. وروي: ينادي أن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال، أو فيم القتال، أو فيم القتل والقتال، صاحبكم فلان. ولا يبعد أن يكون هذا نداء آخر كالذي يأتي بعده.
تفسير علي بن إبراهيم بسنده عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا) قال: من الصوت، وذلك الصوت من السماء. الحديث.
المرة الثالثة: النداء باسم القائم يا فلان بن فلان قم. رواه النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام. والظاهر أنه غير الندائين السابقين.
المرة الرابعة: نداء جبرئيل ونداء إبليس. روي: أنه ينادي جبرئيل من السماء أول النهار ألا إن الحق مع علي وشيعته، ثم ينادي إبليس من الأرض في آخر النهار ألا إن الحق مع فلان ـ رجل من بني أمية ـ وشيعته. وروي: ألا أن الحق في السفياني وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون كما نادى إبليس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة. وروي: هما صيحتان صيحة في أول الليل ونداء في النهار.
وقال الباقر عليه السلام: لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم، صوت جبرئيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتبعوا الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به. وفي رواية: بعد ذكر العلامات فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره.
وعن الصادق عليه السلام: أشهد أني قد سمعت أبي عليه السلام يقول: والله إن ذلك ـ يعني النداء باسم القائم ـ في كتاب الله عز وجل لبين، حيث يقول (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) فلا يبقى يومئذ في الأرض أحد إلا خضع وذلّت رقبته لها.. إلى أن قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء ثم ينادي… الحديث.
وفي رواية: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير.
وسأل زرارة الصادق عليه السلام فقال: النداء خاص أو عام؟ قال: عام يسمعه كل قوم بلسانهم. فقال: فمن يخالف القائم وقد نودي باسمه؟ فقال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي فيشكك الناس. وسأله أيضاً فقال: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ فقال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون أنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون. وسأله هشام بن سالم فقال: وكيف تعرف هذه من هذه أي الصيحتان؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.
الثامن والخمسون: قتل النفس الزكية.
عن الباقر عليه السلام: أن المهدي حينما يخرج يبعث رجلاً من أصحابه إلى أهل مكة يدعوهم إلى نصرته، فيذبحونه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية.
(إكمال الدين) بسنده عن محمد بن مسلم أنه قال للباقر عليه السلام: متى يظهر قائمكم؟ فذكر علامات إلى أن قال: وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية.
وبسنده عن إبراهيم الحريري: النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم ولا ذنب، فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر، فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل، فإذا خرجوا بكى الناس لهم لا يرون إلا أنهم يختطفون، يفتح الله لهم مشارق الأرض ومغاربها، ألا وهم المؤمنون حقاً، ألا أن خير الجهاد في آخر الزمان.
(غيبة الشيخ) بسنده عن عمار بن ياسر وذكر علامات خروج المهدي عليه السلام إلى أن قال: فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة.. الحديث.
المفيد بسنده عن الباقر عله السلام: ليس بين قيام القائم عليه السلام وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة.
(غيبة النعماني) بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث: ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة، قلنا: هل قبل هذا من شيء أو بعده من شيء؟ فقال: صيحة في شهر رمضان. الحديث.
التاسع والخمسون: كسوف الشمس والقمر في غير وقته.
المفيد بسنده عن الباقر عليه السلام قال: آيتان تكونان قبل القائم عليه السلام: كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره. فقيل له: تكسف الشمس في نصف الشهر والقمر في آخره؟ فقال: أنا أعلم بما قلت، إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه السلام.
وفي رواية: خسوف القمر لخمس. وفي اخرى: إنكساف القمر لخمس تبقى، والشمس لخمس عشرة، وذلك في شهر رمضان. وفي رواية: كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة وأربع عشرة منه. وفي رواية: تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم.
الستون: ركود الشمس وخروج صدر ووجه في عين الشمس.
المفيد بسنده عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال: سيفعل الله ذلك بهم، قلت: ومن هم؟ قال: بنو أمية وشيعتهم، قلت: وما الآية؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه.
(غيبة الطوسي) بسنده عن علي بن عبد الله بن عباس: لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية.
ومر في الأمر السابع والخمسين: يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس، أو يرى بدن في قرن الشمس.
الحادي والستون: وجه يطلع في القمر وكف من السماء.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر ويد بارزة.
وبسنده عن الصادق عليه السلام: أنه عدّ من المحتوم النداء والسفياني وقتل النفس الزكية وكف يطلع من السماء وفزعة في شهر رمضان.
ومر في الأمر الحادي عشر: وكف يقول: هذا وهذا.
الثاني والستون: طلوع كوكب مذنب.
رواه صاحب (كفاية النصوص) بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام. ومر في العلامات التي ذكرها المفيد: وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه. لكن الظاهر أنه غيره.
الثالث والستون: اشتداد الحر.
النعماني بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قبل هذا الأمر يبوح فلم أدر ما اليبوح حتى حججت فسمعت أعرابياً يقول: هذا يوم يبوح، فقلت له: ما اليبوح فقال: الشديد الحر.
الرابع والستون: عدم بقاء صنف من الناس إلا قد ولوا.
النعماني بسنده عن الصادق عليه السلام: ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا قد ولوا حتى لا يقول قائل إنّا لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل. وعنه عليه السلام: إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
الخامس والستون: موت خليفة.
عن الصادق عليه السلام: بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة، يكون عند موته فرج آل محمد وفرج الناس جميعاً.
السادس والستون: قتل خليفة وخلع خليفة واستخلاف إبن السبية.
النعماني بسنده عن حذيفة بن اليمان: يقتل خليفة ماله في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر، ويخلع خليفة حتى يمشي على وجه الأرض ليس له من الأمر شيء، ويستخلف ابن السبية. الحديث.
السابع والستون: أربع وعشرون مطرة.
المفيد بسنده عن سعيد بن جبير قال: إن السنة التي يقوم فيها المهدي عليه السلام تمطر الأرض أربعاً وعشرين مطرة، ترى آثارها وبركاتها.
الثامن والستون: المطر في جمادى الآخرة ورجب.
المفيد بسنده عن الصادق عليه السلام: إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادي الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم عند قيامه ليكونوا من أنصاره.
التاسع والستون: خروج دابة الأرض والدجال والدخان ونزول عيسى عليه السلام وطلوع الشمس من مغربها.
(تفسير علي بن إبراهيم) عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً) وسيريك في آخر الزمان آيات، منها دابة الأرض والدجال ونزول عيسى بن مريم وطلوع الشمس من مغربها.
وفي قوله تعالى (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) قال: هو الدجال والصيحة (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) وهو الخسف (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) وهو اختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) وهو أن يقتل بعضكم بعضاً، وكل هذا في أهل القبلة.
(غيبة الشيخ) بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: عشر قبل الساعة لابد منها: السفياني، والدجال، والدخان، والدابة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
(إكمال الدين) بسنده عن الباقر عليه السلام في حديث: وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه أي خلف القائم. الحديث.
وبسنده أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس الصلاة. وذكر عدة أمور منكرة، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال: صائد بن الصيد، يخرج من بلدة باصفهان من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمنى ممسوحة والأخرى في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب كافر يقرأه كل كاتب وأمي، يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام، يخرج في قحط شديد، تحته حمار أقمر أوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سير بخطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلاً منهلاً، لا يمر بماء إلاّ غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والأنس والشياطين يقول: إليّ أوليائي، أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى، أنا ربكم الأعلى، وكذب عدو الله إنه لأعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول، ألا وأن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه يعني المهدي عليه السلام ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا أن بعد ذلك الطامة الكبرى. قيل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصى موسى، تطبع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقاً، وتضع على وجه كل كافر فتكتب فيه هذا كافر حقاً، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر، وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن، وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزاً، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين باذن الله عز وجل بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً. الحديث1.
1- أنظر أعيان الشيعة – ترجمة الإمام المهدي عليه السلام . عرض المؤلف روايات علامات الظهور وأشاى مصادرها وناقش بعضها خير نقاش .