عذاب القبر إنما هو نتيجة عمل الانسان في حياته الدنيا، فالمؤمن الصالح العامل بما أمره الله و المنتهي عما منعه عنه لا يعذبه الله في قبره.
لكن هناك جماعة من الناس يعذبون في قبورهم نتيجة لبعض المخالفات الخاصة و بعض المعاصي التي صدرت عنهم فترة حياتهم، و لقد أشارت الأحاديث الشريفة الى هؤلاء و بيَّنت أسباب إبتلائهم بعذاب القبر، و فيما يلي نذكر أهمها:
- رُوِيَ: أَنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ يَكُونُ مِنَ الصَّلَاةِ بِغَيْرِ وُضُوءٍ 1.
- وَ رُوِيَ: أَنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ يَكُونُ لمِنْ تَرْكِ نُصْرَةِ الضَّعِيفِ2.
- عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام، قَالَ: “عَذَابُ الْقَبْرِ يَكُونُ مِنَ النَّمِيمَةِ وَ الْبَوْلِ وَ عَزَبِ الرَّجُلِ عَنْ أَهْلِهِ 3” 4 .
- قال الشيخ الصدوق رحمه الله: و أكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة، و سوء الخلق، و الاستخفاف بالبول 5.
- وَ رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ: عَذَابُ الْقَبْرِ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ: ثُلُثٌ لِلْغِيبَةِ، وَ ثُلُثٌ لِلنَّمِيمَةِ، وَ ثُلُثٌ لِلْبَوْلِ 6.
- و من الذين يعذبون في قبورهم الذين يؤذون الناس بقولهم و فعلهم.
- رُوِيَ عَنْ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ سَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَ عَلَى أَبِيهَا، وَ عَلَى بَعْلِهَا، وَ عَلَى أَبْنَائِهَا الْأَوْصِيَاءِ، أَنَّهَا سَأَلَتْ أَبَاهَا مُحَمَّداً (صلى الله عليه و آله).
فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ، مَا لِمَنْ تَهَاوَنَ بِصَلَاتِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ؟
قَالَ: “يَا فَاطِمَةُ، مَنْ تَهَاوَنَ بِصَلَاتِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ، ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، سِتٌّ مِنْهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَ ثَلَاثٌ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَ ثَلَاثٌ فِي قَبْرِهِ، وَ ثَلَاثٌ فِي الْقِيَامَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ . ــ إلى أن قال ــ
وَ أَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ فِي قَبْرِهِ:
فَأُولَاهُنَّ: يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يُزْعِجُهُ فِي قَبْرِهِ.
وَ الثَّانِيَةُ: يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ.
وَ الثَّالِثَةُ: تَكُونُ الظُّلْمَةُ فِي قَبْرِهِ” 7 .
- 1. هداية الأمة إلى أحكام الأئمة عليهم السلام: 1 / 100 ،للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة العتبة الرضوية، سنة 1414 هجرية، مشهد / ايران.
- 2. هداية الأمة إلى أحكام الأئمة عليهم السلام: 1 / 100 .
- 3. عَزَبِ الرَّجُلِ عَنْ أَهْلِهِ: ترك الرجل زوجته من غير مبرر شرعي و عدم معاشرتها بالمعروف، و عدم تطليقها.
- 4. علل الشرايع: 1 / 309، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة مكتبة الداوري، الطعبة الاولى.
- 5. إعتقادات الإمامية : 58، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية .
- 6. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 6 / 245 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت / لبنان ، سنة : 1403 هجرية .
- 7. بحار الأنوار : 80 / 21 .