#سؤال: هل يمكن لإنسان في زماننا الحاضر أن تتهيأ له الظروف المناسبة فيشتغل بعبادة الله في جميع ساعات أيامه ولياليه دون انقطاع؟
الجواب: في الإسلام نوعان من العمل، نوع يقولون له اصطلاحاً «عبادة محضة» يعني ليس فيها أي مصلحة غير العبادة كالصلاة. ونوع آخر من العمل فيه مصلحة الحياة ومنافعها، بحيث يمكننا أن نجعل هذا النوع من العمل عبادة، ويجب أن نفعل.
يقول الفقهاء أن أي عمل إذا قام به الإنسان بداعي رضا الله سبحانه، أي الدافع والهدف منه هو رضا الله تعالى، يصبح عبادة، فأي عمل فيه صلاح، وهو جيد بحد ذاته، وفيه منفعة ومصلحة، إذا قام به الإنسان يدفعه إلى ذلك رضا الخالق تعالى فهو عبادة، لذلك يمكن أن يكون نوم الإنسان عبادة.
يقولون أن الإنسان إذا نظّم حياته وأدارها بشكل صحيح، ووضع كل عمل في مكانه ووقته المناسب، وربّى نفسه على ذلك، بحيث تكون جميع أعماله حقا في سبيل رضا الله جل جلاله، فإنه يكون في حال عبادة (ليله ونهاره)، فمنامه عبادة، ويقظته عبادة، طعامه عبادة، لباسه عبادة، وجميع حركاته وسكناته عبادة، لأن القاعدة هي وجه الله تعالى ورضاه.
إذن معنى أن يكون الإنسان دائما في حالة عبادة هو هذا المعنى، لكن بشرط أن لا يجعلنا هذا الأمر نغفل عن حاجتنا للعبادة -التي أصلها التوجه إلى الله والاستغفار- أو الاستغناء عنها. فالعبادة بهذا المعنى الحقيقي لا تجعل الإنسان مستغنياً عن التوجه والاستغفار، وحتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعد نفسه يوما مستغنيا..