السوال:
بعض الأحيان و للأسف الشديد لم أصل صلاة الفجر مع العلم بأنني وضعت منبهاً لصلاة الفجر .
و إن لم أصل صلاة الفجر هل علي وزر كبير ؟ أفيدوني أفادكم الله .
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الصلاة أساس الدين و عمود خيمته و لا تُقبل أعمال الانسان إلا إذا قُبلت الصلاة ، و على المسلم أن يهتم بصلاته و يحافظ عليها و لا يتهاون في أدائها في وقتها حيث أن التهاون بالصلاة ذنب عظيم و له عواقب سيئة جداً .
فقد رُوِيَ أن رجلاً أَتَى النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي .
فَقَالَ : ” لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً وَ إِنْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ وَ إِنْ عُذِّبْتَ إِلَّا وَ قَلْبُكَ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ، وَ وَالِدَيْكَ فَأَطْعِمْهُمَا وَ بَرَّهُمَا حَيَّيْنِ أَوْ مَيِّتَيْنِ ، فَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَ مَالِكَ فَافْعَلْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ فَلَا تَدَعْهَا مُتَعَمِّداً ، فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً فَرِيضَةً مُتَعَمِّداً فَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ مِنْهُ بَرِيئَةٌ ، وَ إِيَّاكَ وَ شُرْبَ الْخَمْرِ وَ كُلَّ مُسْكِرٍ ، فَإِنَّهُمَا مِفْتَاحَا كُلِّ شَرٍّ ” ، ( بحار الأنوار : 74 / 146 ) .
وَ رُوِيَ أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قَالَ : ” مَنْ تَرَكَ صَلَاةً لَا يَرْجُو ثَوَابَهَا وَ لَا يَخَافُ عِقَابَهَا فَلَا أُبَالِي أَ يَمُوتُ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً أَوْ مَجُوسِيّاً ” ، ( بحار الأنوار : 79 / 202 ) .
و رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) أنه قال : ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا … ” . ( الكافي : 3 / 268 ) .
و في وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ” … اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا خَيْرُ الْعَمَلِ ، إِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ … ” . ( الكافي : 7 / 52 .
وَ قَالَ الامام جعفر بن محمد الصَّادِق ( عليه السلام ) : ” إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِالصَّلَاةِ ” ، ( من لا يحضره الفقيه : 1 / 206 ) .
و عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَمِيدَةَ ـ زوجة الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) ـ أُعَزِّيهَا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) ، فَبَكَتْ وَ بَكَيْتُ لِبُكَائِهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) عِنْدَ الْمَوْتِ لَرَأَيْتَ عَجَباً ، فَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ” اجْمَعُوا لِي كُلَّ مَنْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ قَرَابَةٌ ” .
قَالَتْ : فَلَمْ نَتْرُكْ أَحَداً إِلَّا جَمَعْنَاهُ .
قَالَتْ : فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ : ” إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِالصَّلَاةِ ” ، ( بحار الأنوار : 47 / 2 ) .