مقالات

شبهة زيدية

بسم الله الرحمن الرحيم

✍️ زكريا بركات

قال بعض باحثي الزيدية:

رُوي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: “من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق”.

قال الزيدي: فأين إمام الاثناعشرية الظاهر في عصر الغيبة كما يدعون؟

والجواب ـ ومن الله التوفيق ـ :

أولاً: قيد الظهور لم يتواتر، فهو من الآحاد، ولا يصح التعويل على الآحاد في البحث العقائدي.

ثانياً: هذا القيد لا يعتقد بصحته (على إطلاقه) الأخ الزيدي أيضاً، لأنه صح عنده نص آخر يقول ـ كما في نهج البلاغة ـ : “لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحُجَّة، إمَّا ظاهراً مشهوراً، أو خاملاً مغموراً، لئلَّا تبطل حُجَجُ الله وبيِّناتُه” انتهى. فاللفظ واضح الدلالة أن الظهور ليس هو الوصف الوحيد لمعرفة الإمام، بل يمكن أن يكون خاملاً، بمعنى الاستتار وعدم الشهرة.. وأصرح منه وصف الغيبة في رواية “عُدّة الأكياس”، حيث قال: “وروى الحسين بن قاسم العياني (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّه قال: ستأتي من بعدي فتنٌ متشابهة كقطع اللَّيل المظلم، فيظنُّ المؤمنون أنَّهم هالكون فيها، ثمَّ يكشفها الله عنهم بنا أهل البيت برجُل من ولدي خامل الذكر، لا أقولُ خاملاً في حسبه ودينه وحلمه، لكن لصغر سنِّه، وغيبته عن أهله، واكتتامه في عصره، على منهاجي ومنهاج المسيح في السياحة والدعوة والعبادة، يؤيِّم عُرسه ويخلِّص نفسه ويكن بدء ناصريه من أهل اليمن”. انتهى. فلاحظ أن الخمول مفسر في الرواية الزيدية بالغيبة. فتحصل من ذلك أنه لا تنافي في معتقد الزيدي بين الإمامة وعدم الظهور.. فكيف يحتج على الإمامي بما لا يعتقد هو به؟!

ثالثاً: بناء على الثابت بالقطع والتواتر، وبناء على العقيدة المتفق عليها بين الإمامية والزيدية، يلزم تفسير قيد الظهور في الرواية الشريفة بأحد وجهين:

الأول: أن المقصود به معروفية الإمام بما لبس فيه، كالمعرفة بالاسم والنص.

الثاني: أن يكون المقصود من الظهور ما يكون في الظروف التي تسمح بالظهور، أي الظهور في عصر الظهور، وليس في عصر الغيبة.

فإن أمكن حمل الظهور على أحد الوجهين المذكورين وإلا تعين الحكم بخطأ الراوي، فلعله روى بالمعنى، أو أخطأ في حفظ الحديث على وجهه.

والحمد لله رب العالمين.

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى