نص الشبهة:
قوله : « ولو كان حديث الغدير يحمل هذا المعنى ( معنى التعيين ) لأشار الإمام إلى ذلك وحاججهم ( أصحاب الشورى السداسية ) بما هو أقوى من ذكر الفضائل ».
الجواب:
الرد على الشبهة
1 . أقول ان الهدف من جعل عمر الشورى في ستة أحدهم علي ( عليه السلام ) هو نفس الهدف من الاجتماع في السقيفة من دون حضور علي ( عليه السلام ) ، لقد استهدف المخططون لكلا الحدثين مسألة الحكم مع استهداف أمر اضافي آخر في الشورى اريد تحقيقه وهو ان يخرج علي من الشورى وقد بايع لعثمان ولو جبراً وكرها ليؤمَن قيامه عليهم وقد فصلنا الحديث عن ذلك في الحلقة الثانية من هذا الكتاب 1.
ولما كان الأمر كذلك فان الأجواء غير صالحة في كلا الموردين للاحتجاج لان القوم مصرين على تحقيق هدفهم بكل وسيلة ممكنة ، حتى لو كان ذلك بإحراق باب بيت فاطمة ( عليها السلام ) أو تهديد علي بالقتل إذا لم يبايع أبا بكر أو لم يبايع عثمان قبل ان يخرج من بيت اجتماع أهل الشورى الستة .
ومع ذلك فقد سجلت بعض المصادر احتجاجاً لعلي ( عليه السلام ) بحديث الغدير على أهل الشورى السداسية كما في مناقب الخوارزمي ص 217 وفرائد السمطين للحمويني الباب الثامن والخمسين والدر النظيم لابن حاتم الشامي من طريق الحافظ ابن مردويه 2 .
2 . ان دخول علي ( عليه السلام ) للشورى السداسية لم يكن بمحض اختياره بل اجبر على ذلك ويدل عليه ان عمر امر بقتل المخالف من الستة ، اما سبب إكراههم عليا ( عليه السلام ) على الدخول في الشورى فهو انهم كانوا يخشون منه ( عليه السلام ) انه إذا لم يدخل سوف يمتنع عن بيعة عثمان كما امتنع عن بيعة أبي بكر من قبل وسوف يلتحق هذه المرة به أناس كانوا قد قصروا في قصة السقيفة أو وقعوا في الشبهة ، ومعنى ذلك احتمال تكامل العدد الذي يرجوه علي ( عليه السلام ) من الأنصار فيقوم في وجه عثمان .
3 . لو لم يكن حديث الغدير يحمل هذا المعنى ( معنى التعيين والنصب لعلي ( عليه السلام ) من موقع خلافة الرسول الخاصة التي تفرض ان يكون حق الحكم خاصاُ به كما كان زمن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) خاصا بالرسول ) لما احتج علي ( عليه السلام ) به أيام خلافته بعد قتل عثمان وقد مر تفصيل ذلك في الحلقة الثانية ص 55 ـ 65 3 .
- 1. انظر فصل الشورى السداسية من كتاب شبهات وردود ح2 .
- 2. انظر الغدير للاميني ( رحمهم الله ) ج1 / 159 ـ 162 .
- 3. شبهات و ردود : الحلقة الثالثة : الرد على الشبهات التي أثارها كتاب أحمد الكاتب حول إمامة أهل البيت : الفصل الأول : المورد الخامس .