نور العترة

شبهة حول الامام الحجة(ع)…

نص الشبهة: 

توجد روايات مختلفة حول اسم أُمّ الإمام المهدي (عليه السلام) وزمان ولادته، ومكان ولادته، وكيف يخرج، وكم مدّة مُلكه، وكم مدّة غيبته وغيرها، كيف يمكن الجمع بين هذه الروايات؟

الجواب: 

مسألة الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف تتمثّل في أنّه في برهة من الزمان سيظهر شخص من أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن نسل الحسين (عليه السلام)، يملأ العالم بالعدل والقسط ، وهذا من مسلّمات العقائد الإسلاميّة، وقد ألّف علماء أهل السنة ولحسن الحظّ كتباً معتبرة حول المهدي (عليه السلام)، وقد صدر مؤخّراً كتاب في السعودية بعنوان «بين يدي الساعة» وقد أعطى المؤلف للمطلب حقّه.
أمّا ولادته فقد اتفقت الشيعة على أنّه ولد في سامراء ليلة 15 من شعبان المعظم من شهور عام 255 هـ ومن حسن الحظ أنّ مجموعة كبيرة من علماء السنة يناهز عددهم المائة قد صرّحوا بولادته كذلك.
وأمّا خصوصيّات حياة المهدي (عجل الله فرجه) فليس لها صبغة اعتقاديّة، فسواء أكان اسم والدته نرجس أم ريحانة أم سوسن، فإنّ ذلك لا يُحدث أيّ تزلزل في الاعتقاد، والأمر كذلك بالنسبة لباقي الأُمور التي طرحها السائل.
والشيء المقطوع به هو أنّه ـ عجّل الله فرجه ـ يعيش في هذا العالم، وليس له مكان خاصّ ومعيّن ، فلو جاء في بعض الأدعية: «ليت شعري أين استقرّت بك النّوى، بل أيّ أرض تُقلك أو ثَرى، أبرضوى أو غيرها، أم ذي طوى، عزيزٌ عليَّ أن أرى الخلق ولا تُرى…»، فهذا كلّه نوعٌ من إظهار حبّه والشوق إليه، وليس معناه أنّه (عليه السلام) يتواجد في تلك الأماكن.
والعجيب هنا أنّ جامع الأسئلة حرّف دعاء الندبة وأضاف أشياء فيه مثل الجملة التي تقول «أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى» وضع بعدها عدّة نقاط ثمّ جاء بهذه الجملة «أم في اليمن بوادي شمروخ أم في الجزيرة الخضراء» !! لذلك يجب أن نقول لك يا أمين: أحسنت على هذه الأمانة في النقل!!
والخلاصة: أنّ أصل العقيدة هو مورد اتّفاق جميع الفرق والمذاهب والعلماء، وأمّا التفاصيل التي لا دخل لها في العقائد فهو موضوعٌ آخر، فيجب التمييز بين الموضوع الأوّل الذي يعتبر أصلاً وبين الموضوع الثاني.
وهذا المطلب بعينه موجودٌ في مسألة معراج النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث إنّ أصل المعراج ثابت ومسلّم عند الجميع، وكثير من رواياته متواترة، أمّا الأُمور الأُخرى الفرعيّة فقد جاءت على شكل أخبار آحاد، وليس لها ارتباط بمسألة العقيدة، والاختلافات التي وقعت فيها لا يمكنها أن تشكّك في أصل المعراج 1 2 .

  • 1. التبيان: 6 / 43 تفسير سورة الإسراء.
  • 2. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 89 .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى