نص الشبهة:
- ألم تظهر علامات جديدة تدل على ظهور المهدي عجل الله فرجه وسهل مخرجه ؟! . .
- ألم يحن الوقت لتأسيس أجيال على معرفة المهدي وفهم مضمون رسالته ؟!
- ما هي صفات أصحاب المهدي عليهم السلام وأوصاف خيولهم وسماتهم ؟! .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
1 ـ فأما بالنسبة للسؤال عن ظهور علامات جديدة تدل على ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فإننا نقول :
إن ظهور الإمام عليه السلام منوط بدرجة استعداد الأمة لنصرته ، وتحمل أعباء مواجهة التحدي لقوى البغي والظلم . .
فقد ظهر من العلامات ما يدل على قرب ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف ، مثل انتقال الحوزة العلمية إلى مدينة قم المشرفة ، الذي حصل في أوائل السبعينات ، حيث صرحت الرواية بأن ذلك إنما يكون عند قرب ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف . .
وهناك اخبار غيبية عما يحصل في المستقبل ، من دون تحديد بزمان ، وهناك أخبار ربطت الحدث بالظهور وأنه سيكون قربه .
وهناك علامات للظهور نفسه .
فأما علامات الظهور ، فهي تلك العلامات التي تدل على شخص الإمام في وقت الظهور خاصة ، وتزيل عن الناس أية شبهة أو ريب في ذلك . . حتى لا يعذر أحد في التخلف عن نصرته . .
وهذه العلامات تكون حين ظهوره ، أو في وقت متصل بزمن الظهور ، يعد بالأشهر والأيام كما هو الحال بالنسبة لظهور اليماني ، والخراساني . .
2 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن تأسيس أجيال على معرفة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فإن من الواضح :
أن هذا الأمر هو واجب الناس في كل حين ، وكل وقت ، وحين يقوم الناس بهذا الواجب ، فإن الظروف ستكون مهيأة لظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف . .
3 ـ وحول السؤال الثالث ، نقول :
إنه لا بد من تتبع الروايات الشريفة التي ذكرت بعضاً من ذلك ، مثل :
إن قلوبهم مثل زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات الله . .
وأنهم لو حملوا على الجبال لأزالوها . .
وأنهم رهبان بالليل ، أسد بالنهار . .
وأن فيهم خمسين امرأة . . 1 .
ورواية أخرى تقول : إن فيهم ثلاث عشرة امرأة ، يداوين الجرحى . وأنهم يبيتون قياماً على أطرافهم ، ويصبحون على خيولهم . .
هم أطوع من الأمة لسيدها ، كأن قلوبهم القناديل 2 .
وذكرت الروايات لهم أوصافاً كثيرة أخرى ، مثل أنهم خيار الأمة ، والفقهاء ، والقضاة ، والحكام ، وأن الله يؤلف بين قلوبهم ، فلا يستوحشون من أحد ، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم ، مما يدل على أن كثرة الناس لا تغير من أحوالهم . . وأن أحدهم يعطى قوة ثلاث مائة رجل ، وأنهم يرون المهدي ويكلمونه في أي مكان كانوا من الأرض ، وأن منهم : الخضر ، وإلياس ، وأصحاب الكهف ، والأشتر ، وغير هؤلاء ، من أموات يحييهم الله تعالى . .
وعن صفة خيولهم ، تقول الروايات : « كأن خيولهم العقبان . . » 3 .
ولا نجد فرصة الآن لتتبع الأحاديث التي تحدثت عن سائر صفاتهم ، وصفات خيولهم ، فلا بد من الاكتفاء بهذا القدر ، مع الاعتذار . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 4 . .
- 1. راجع : البحار ج 52 ص 223 .
- 2. راجع : البحار ج 52 ص 307 .
- 3. راجع على سبيل المثال : البحار ج 52 ص 307 .
- 4. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة العاشرة » ، المركز الإسلامي للدراسات ،الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (579) .