السوال:
لماذا دعت القيادات الشيعة في ايران الى الحج الى كربلاء بدلا عن مكة المكرمة ؟
الجواب:
الأخ المحترم محمد طه ندعوك للتأكد من صحة ما يُقال عن مذهب أهل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه و آله و عدم التسرع في إصدار الحكم و إتخاذ القرار فتكون من النادمين، و قد لا ينفع الندم آنذاك.
كما و نُلفت نظرك إلى النقاط التالية:
- قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ 1 .
- و قال جل جلاله : ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ 2 .
- أخي الكريم إن ما يُشيعُه أعداء مذهب أهل البيت عليهم السلام عن هذا المذهب إنما هي اشاعاتٌ و إتهامات رخيصة هدفها التشويه على المذهب الحق و لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فأين و متى دعت الشيعة إلى الحج إلى جهة أخرى غير بيت الحرام، و متى دعت إلى تغيير القبلة حتى تقول ما قلت؟ و يقول غيرك ما قالوا؟
- فلا تنخدع أيها الاخ الكريم، فالشيعة مساجدهم مفتوحة أمام جميع المسلمين يتمكن كل واحد من المسلمين في أرجاء الأرض أن يدخلها و يرى أن صلاتهم بإتجاه القبلة و هي الكعبة الشريفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، و قرآنهم هو قرآن عامة المسلمين الذي أنزله الله عَزَّ و جَلَّ على نبيه محمد صلى الله عليه و آله، و هذا القرآن منشور بكامله في قناتنا هذه و يمكنك مراجعته بدقة، و مراقد أئمتهم عليهم السلام، و مرقد سبط النبي المصطفى صلى الله عليه و آله و سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء مفتوح أمام الجميع و الكل يذهبون اليه للزيارة فأي كذبة هذه و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم من المفترين الذين لا يخافون الله، فاتق الله.
- نحن لا نلومك على ما كتبت حيث أن الهجمة شرسة و واسعة النطاق، و الكذبة و التهمة كبيرة و هي تبث بشكل واسع من أبواق الإعلام العصري و القنوات المأجورة التي تُغذى و مع الاسف من أموال المسلمين.
- إن العدو و بُغية إعطاء هذه الاشاعات غطاءً شرعياً فإنه يجعلها تخرج من أفواه وعاظ السلاطين التابعين للحكام الجائرين و المتعاونين مع أعداء المسلمين، هؤلاء الحكام الملوثة أيديهم بدماء الضعفاء و المظلومين من النساء و الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يخالفونهم في الرأي.
- و في الختام ندعوك لدراسة مذهب أهل البيت عليهم السلام من مصادرهم الموثوقة لتقف على حقائق الأمور فلا تنطلي عليك أساليب أعداءهم الماكرة، و نسأل الله لك التوفيق و البصيرة، إنه مجيب الدعاء.
- 1. القران الكريم: سورة الحجرات (49)، الآية: 6، الصفحة: 516.
- 2. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 17 و 18، الصفحة: 460.