لَمَّا قَتَلَ مُعَاوِيَةُ حُجْرَ بْنَ عَدِيٍّ وَ أَصْحَابَهُ، لَقِيَ فِي ذَلِكَ الْعَامِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَلْ بَلَغَكَ مَا صَنَعْتُ بِحُجْرٍ وَ أَصْحَابِهِ مِنْ شِيعَةِ أَبِيكَ؟
قَالَ: “لَا”.
قَالَ: إِنَّا قَتَلْنَاهُمْ وَ كَفَّنَّاهُمْ وَ صَلَّيْنَا عَلَيْهِمْ.
فَضَحِكَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ قَالَ: “خَصَمَكَ الْقَوْمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا مُعَاوِيَةُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ وَلَّيْنَا مِثْلَهَا مِنْ شِيعَتِكَ مَا كَفَّنَّاهُمْ وَ لَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِمْ، وَ قَدْ بَلَغَنِي وُقُوعُكَ فِي أَبِي الْحَسَنِ 1 وَ قِيَامُكَ وَ اعْتِرَاضُكَ بَنِي هَاشِمٍ بِالْعُيُوبِ.
وَ ايْمُ اللَّهِ 2 لَقَدْ أَوْتَرْتَ غَيْرَ قَوْسِكَ، وَ رَمَيْتَ غَيْرَ غَرَضِكَ، وَ تَنَاوَلْتَهَا بِالْعَدَاوَةِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ، وَ لَقَدْ أَطَعْتَ امْرَأً مَا قَدُمَ إِيمَانُهُ، وَ مَا حَدُثَ نِفَاقُهُ، وَ مَا نَظَرَ لَكَ فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ أَوْ دَعْ” 3.
- 1. أي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
- 2. أيْمُ الله: كلمة قَسَمٍ ، يقال: أيْمُ اللهِ لأفعلنَّ كذا .
- 3. نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: 82، لحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني، المتوفى في القرن الخامس الهجري، الطبعة الأولى سنة: 1408 هجرية، مدرسة الامام المهدي قم/إيران.