بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال هو: (ماذا أَنْزَلَ ربُّكم؟) .
وحين يُطرح هذا السؤال على الذين يتَّصفون بـ (الاستكبار) و(القلوب المنكرة) و(عدم الإيمان بالآخرة) ، يكون جوابهم: (أساطير الأوّلين) .
قال الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ: مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [النحل: 24] .
وحين يُطرح السؤال نفسه على المتَّقين (ماذا أنزل ربكم؟) ، يكون جوابهم: (خيراً) .
قال الله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) [النحل: 30] .
(خيراً) كلمة واحدة اختصرت معاني كثيرة وعظيمة.. نعم؛ وأي خير أعظم من نزول القرآن الكريم نوراً ومبشِّراً ومنذراً وهادياً..
إنه الخير الذي ذُكر في قوله تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [البقرة: 105] .
إنَّ الكافر هو الإنسان الذي يرفض ـ بسبب دافع الاستكبار ـ قبولَ الخير لنفسه، ثم يتعدَّى ذلك إلى عدم تقبُّل الخير لغيره ممَّن يستحق الخير..