مقالات

زيد بن ثابت…

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
وبعد . .
فإن المطالع للتأريخ الإسلامي ، ولكتب التراث بصورة عامة يجد الكثير من الامور ، التي أصبح لها من الشيوع والذيوع ، بحيث تبدو من الحقائق الثابتة التي لا تقبل الجدل ، ولا يجوز أن تخضع للمناقشة .

وأصبح الكتاب والمؤلفون ، يرسلونها إرسال المسلمات ويوردونها مستدلين بها ، على ما يرونها قادرة على إثباته ، أو الدلالة عليه . مع أن نفس هذه القضايا لو أخضعها الباحثون للبحث ، وللتحقيق والتمحيص ، لخرجوا بحقيقة : أنها من الامور الزائفة والمجعولة ، التي صنعتها الأهواء السياسية ، والتعصبات المذهبية ، أو العرقية ، أو غيرها .
أو على الاقل لوجدوا الكثير مما يوجب الشك والريب فيها ، ومن ثم ضعفها ، ووهنها أو لوقفوا على كثير من موارد التحريف والتلاعب فيها .
وقد يجوز لنا القول : ان ما يروى ، من ان النبي (صلى الله عليه وآله) قد أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة العبرانية أو السريانية ، يصلح مثالاً لهذا الأمر ، ولاجل ذلك فقد رأينا من المناسب أن نشير إلى بعض ما تلزم الإشارة إليه في هذه القضية وغيرها تاركين الحكم في ذلك نفياً ، أو إثباتاً ، إلى القارىء الكريم ، الذي يملك كامل الحرية في أن يقبل ، أو أن يرد ، إذا اقتضى الأمر أياً من الرد ، أو القبول .

روايات تعلم زيد العبرانية أو السريانية

تؤرخ بعض المصادر : إنه في سنة الرابعة للهجرة أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) زيد بن ثابت بتعلم السريانية أو العبرانية ، معللاً ذلك : بأنه لا يأمن اليهود على كتابه 1 ؛ فقد روى الترمذي ، عن زيد بن ثابت ، قال : أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أتعلم كتاب يهود ، قال : ما آمن يهود على كتاب ، قال : فما مر بي نصف شهر ، حتى تعلمته له .
قال : فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح 2 .
وفي نص آخر : لما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة ، قال لي : تعلم كتاب اليهود؛ فإني والله ما آمن اليهود على كتابي ، قال : فتعلمته في اقل من نصف شهر 3 .
قال الترمذي : وقد روي من غير هذا الوجه ، عن زيد بن ثابت ، قال : أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أتعلم السريانية 4 .
وفي نص آخر : عن زيد بن ثابت ، قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه يأتيني كتب من ناس لا أحب أن يقرأها أحد . فهل تستطيع أن تعلم كتاب العبرانية ، أو قال : السريانية ؟
فقلت : نعم .
قال : فتعلمتها في سبع عشرة ليلة 5 .
ومثله وفي نص آخر ، عن زيد بن ثابت ، لكنه جزم بأنه أمره بتعلم السريانية ولم يردد في ذلك 6 .
وفي رواية أخرى : عن زيد بن ثابت أيضا قال : اتي بي النبي (صلى الله عليه وآله) مقدمه المدينة فعجب بي ، فقيل له : هذا الغلام من بني النجار ، قد قرأ مما انزل عليك بضع عشرة سورة ، فاستقرأني ، فقرأت (ق) فقال لي : تعلم كتاب يهود ، فإني ما آمن يهود على كتابي ، فتعلمته في نصف شهر 7 إلى آخر ما تقدم في الرواية الأولى .
وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قال : كان زيد بن ثابت يتعلم في مدارس ماسكة ، كتابهم في خمس عشرة ليلة ، حتى كان يعلم ما حرفوا وبدلوا 8 .
وقال الكتاني : “قلت في بهجة المحافل لابن عبد البر : إنه تعلمها في ثمانية عشر يوما” 9 .
وقالوا عن زيد بن ثابت : “وكان يكتب بالعربية والعبرانية” 10 ، أو “السريانية” 11 .
وقال ابن الأثير الجزري : “كانت ترد على النبي صلى الله عليه وآله كتب بالسريانية ، فأمر زيداً ، فتعلمها 12 .
وقال الذهبي : “قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وزيد صبي ذكي نجيب ، عمره إحدى عشرة سنة ، فأسلم ، وأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن يتعلم خط اليهود ، فجود الكتابة ، إلى آخره 13 .

المناقشة

وبعد . . فإن لنا على تلكم الروايات ملاحظات عدة ، توجب لنا الشك والريب في سلامتها وصحتها ، ونذكر من هذه الملاحظات ما يلي :
أ : إننا نجدها مختلفة فيما بينها ، وبصورة واضحة ، الأمر الذي يشير إلى أنه لا يمكن أن تصح جميعها ، فواحدة تقول : إنه أمره بتعلم السريانية ، واخرى العبرانية ، بل لقد وقع الترديد بينهما حتى في الرواية الواحدة .
ورواية تذكر : إنه قد تعلمها في أقل من نصف شهر .
واخرى : إنه تعلمها في خمسة عشر يوماً .
وثالثة : في سبعة عشر يوماً .
ورابعة : في ثمانية عشر يوماً .
ورواية تقول : إنه أمره بتعلمها لأنه لا يأمن يهود على كتابه .
وأخرى تقول : إنه أمره بذلك ، لأنه تأتيه كتب لا يحب أن يطلع عليها كل أحد .
ورواية تقول : إنه قد أمره بذلك حين مقدمه المدينة . . بينما أخرى تذكر : إنه إنما أمره بذلك في السنة الرابعة ، وتعلمها حينئذ .
هذا كله . . مع أن الراوي لذلك كله رجل واحد ، وهو المصدر الوحيد لما قاله ويقوله الكتاب والمؤرخون على الظاهر ، في هذا المجال .
ب : إننا نلاحظ : أن الرواي لهذه القضية هو خصوص زيد بن ثابت بطل القصة نفسه ، ولم نجد هم نقلوا ذلك عن غيره ، رغم أهمية هذا الامر وكونه ملفتاً للنظر ، ورغم أننا نجدهم يسجلون لنا حتى أبسط الحركات التي تصدر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
وواضح : أن هذه القضية ترمي إلى إثبات فضيلة لنفس ناقلها ، فليلاحظ ذلك .
ج : إننا ـ رغم تفحصنا ـ لم نعثر ولو على نص واحد ، لرسالة واحدة أرسلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو وصلت إليه من غيره تكون مكتوبة بغير العربية .
كما أننا لم نجد حتى ولو إشارة واحدة إلى أية رسالة قيل إنها قد ترجمت له ـ صلى الله عليه وآله ـ وصلت إليه من أحد أو أرسلها إلى أحد ، من أي لغة اخرى إلى اللغة العربية ، أو بالعكس .
بل قد وجد عدد من الرسائل المنسوبة إليه صلى الله عليه وآله وسلم في بعض المتاحف والمكتبات الخاصة ؛ كان قد أرسلها ، إلى كسرى ، وإلى النجاشي ، وإلى المقوقس .
ويميل العلماء والمحققون إلى الجزم بأنها هي بعينها ، التي كان صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسلها إليهم .
نعم ، لقد وجدت هذه الرسائل وكانت كلها مكتوبة باللغة العربية خاصة ، وبالخط العربي ، فراجع مجموعة الوثائق السياسية للبروفيسور حميد الله لتطلع على صور هذه الرسائل ، وراجع أيضا مكاتيب الرسول للعلامة البحاثة الشيخ علي الأحمدي الميانجي . . وغيرهما من الكتب والمصادر ، ومما يدل على ذلك : إن الرواية تنص على أن قيصر قد طلب ترجمانا ليقرأ له كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) 14 .
نعم ، هناك رسالة واحدة مكتوبة باللغة العبرية ، حكم العلماء والباحثون عليها ـ بصورة قاطعة ـ بالوضع والاختلاف فراجع الكتابين آنفي الذكر .
فأين ذهبت تلكم الرسائل التي كتبها زيد بن ثابت باللغة العبرية أو السريانية ، أو ترجمها منها إلى العربية ؟!
ولماذا لم يشر التاريخ ، ولو إلى واحدة منها ؟
إن ذلك لعجيب حقا ؟ !
وأي عجيب!!
د : والأعجب من ذلك ان بعض المصادر تذكر : إن زيد بن ثابت كان من أكثر كتاب النبي صلى الله عليه وآله كتابة له 15 .
ويذكرون أيضا : إنه كان مختصا بالكتابة إلى الملوك 16 وإنه كان يكتب له صلى الله عليه وآله إذا كتب إلى اليهود ، ويقرأ له كتبهم فإذا كان كذلك فما بالنا نجد اسم كثير من الكتاب في أسفل الكتب التي كتبوها ، فيقول في آخر الكتاب : وكتب فلان ، أو : وكتب فلان وشهد ، أو نحو ذلك ـ وهي طائفة كثيرة ـ ولا نجد اسما لزيد بن ثابت في أي من الكتب التي وصلتنا ، إلا على صفة الشاهد على بعض الكتب النادرة جداً ؟!
نعم . . إننا لم نجد له اسماً لا على الكتب إلى الملوك ، ولا على الكتب إلى اليهود ، مع وجود أسماء كثيرين من الكتاب الآخرين على طائفة كبيرة منها . بل ، لقد وجدنا أسماء آخرين كانوا قد كتبوا إلى الملوك ، وإلى اليهود أيضا فليلاحظ : كتاب مفاداة سلمان بن عثمان بن الاشهل اليهودي القرظي فقد كتبه أمير المؤمنين علي عليه السلام .
وكتابه (صلى الله عليه وآله) إلى جيفر ، وعبد ، ابني الجلندي ، وهما من الملوك ، وهو بخط ابي بن كعب .
وكتابه إلى المنذر بن ساوى ، وهو من ملوك البحرين ، بخط أبي .
ومعاهدة يهود مقنا ، هي أيضا بخط أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام .
وكتابه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليهود بني عادياً من تيماء ، كتبه خالد بن سعيد .
وكذا كتابه ليهود بني عريض ، كتبه خالد بن سعيد أيضا .
ويقال : إن معاوية أيضا قد كتب إلى المهاجرين ، إلى أمية وربيعة بن ذي الرحب من حضر موت 17 .
كما أن كتابه (صلى الله عليه وآله) الذي أجاب به النجاشي الأول ، قد كتبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام 18 .
ولعل المتتبع يجد أمثلة كثيرة سوى ما تقدم ، فأين كان زيد بن ثابت عن ذلك ، وعن سواه يا ترى ؟!
هـ : إننا نجد أن بعض الروايات المتقدمة تقول : إن النبي (صلى الله عليه وآله) قد علل طلبه من زيد تعلم لغة العبرانية . أو السريانية ، بأنه تأتيه كتب ، ولا يحب أن يطلع عليها كل أحد ، فاحتاج إلى أن يأمر زيداً بذلك ، مع أنه قد كان آخرون غير زيد بن ثابت يعرفون العبرانية أو السريانية وفيهم من هو من فضلاء الصحابة وثقاتهم ، ومن مثل سلمان الفارسي! الذي هو من أهل البيت ، فإنه كان قد قرأ الكتابين 19 ، فلماذا لا يعطيه النبي (صلى الله عليه وآله) كتبه التي لا يحب أن يطلع عليها كل أحد ، ليقرأها له ، فإنه لا ريب في أمانته ودينه ، وكونه عبدا لذلك القرظي لا يمنعه من ذلك ، كما لم يمنعه من حضور حرب بدر واحد .
أضف إلى ذلك : أنه قد تحرر قبل الخندق ، وهي في الرابعة كما هو الظاهر أو في الخامسة على أبعد تقدير ـ كما تحدثنا عن ذلك في كتابنا “حديث الافك” ـ .
وقد تقدم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أمر زيداً بتعلم تلك اللغة في السنة الرابعة .
كما أنهم يقولون : إن عبد الله بن عمرو بن العاص ، كان يقرأ بالسريانية 20 .
ويقول الدكتور جواد علي : “ومنهم مثل زيد بن ثابت من كتب له وبالعربية ، وبالعبرانية ، أو السريانية ، وذكر أن بعضهم كان مثل زيد بن ثابت يكتب بغير العربية أيضاً” 21 .
فلماذا ذكر اسم زيد بن ثابت ولم تذكر أسماء اولئك ، وقد ذكروا : إن حنظلة بن الربيع كان يقوم مقام جميع كتابه بما فيهم زيد بن ثابت ، إذا غاب أحد منهم 22 ، الأمر الذي يشعر بأنه كان أيضا يحسن الكتابة بغير العربية ، كزيد . كما أنه يدل على أنه كان ينوب عن زيد في الكتابة إلى اليهود ، وإلى الملوك 23 .
فإذا كان كذلك ، فلماذا لم يعتمد النبي (صلى الله عليه وآله) على حنظلة ، أو على غيره ممن أشار إليهم الدكتور جواد علي ، فإن الحاجة ترتفع بهم ، ولا يبقي (صلى الله عليه وآله) بحاجة إلى اليهود (الذين كانوا غير مأمونين) لا في الترجمة ، ولا في الكتابة .
ويلاحظ هنا : أنهم لم يبخلوا على زيد في هذا المجال ، ويكفي أن نذكر : إنهم جعلوه عالما ، ليس فقط بالعربية قراءةً وكتابةً ، وكذلك بالعبرانية ، أو السريانية ، وإنما أضافوا إلى ذلك : إنه كان يترجم للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بالفارسية والرومية ، والقبطية والحبشية 24 .
وإنه قد تعلم الفارسية من رسول كسرى ، والرومية من حاجب النبي ، الحبشية من خادم النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ والقبطية من خادم النبي وخادمته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ 25 .
ولا ندري لماذا لم يتعلم الفارسية من سلمان ، والرومية من صهيب والحبشية من بلال ، فإن كلا منهم كان يجيد هذه اللغات بما لا مزيد عليه ؟! .
كما لا ندري لماذا لم نجد اية إشارة لكتاب مترجم من هذه اللغات إلى العربية أو من العربية إليها ، أو غير ذلك ، مما يحتاج إلى الترجمة ؟! .
و : وأخيرا ، فلا ندري ما حاجة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى الترجمة ، مع أن جمعا من المحققين قد أثبتوا : إن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يعرف جميع اللغات ، فلا يحتاج إلى مترجم ولا إلى غيره ، وقد كلم سلمان بالفارسية وتكلم بغيرها من اللغات أيضا 26 .
ز : وأما قوله في الرواية أمره (صلى الله عليه وآله) بذلك حين قدومه المدينة ، ثم روايتهم : إنه كان يكتب في الجاهلية 21 ، فينافيه قولهم : إنه تعلم الكتابة من أسرى بدر 27 .

ملاحظتان

الأولى: قال العلامة المحقق الشيخ علي الأحمدي المينانجي ، بعد أن تكلم حول معرفته ـ صلى الله عليه وآله ـ باللغات ، عربيها ، وعجميها ، وأيد ذلك بنقل المؤرخين والمحدثين أنه ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يتكلم مع كل قوم بلسانهم ، قال حفظه الله : ولكنه ـ صلى الله عليه وآله ـ كتب إلى ملوك العجم كقيصر ، وكسرى ، والنجاشي بلغة العرب ، مع أن الجدير أن يكتب إلى كل قوم بلسانهم؛ إظهارا للمعجزة ، واستحداثاً للالفة ، فما الوجه في ذلك ؟!
وأي فائدة في الكتابة بالعربية ؟ وأي وازع في الترقيم بالعجمية ؟! .
والذي يقضي به التدبر ، وينتهي إليه الفكر : أن الفائدة في ذلك هو حفظ شؤون الملة الإسلامية ، وصونا لجانب الاستقلال والعظمة ، الا ترى أن الامم الراقية المتمدنة يسعون في انتشار لسانهم في العالم ، حتى تصير لغتهم لغة عالمية ، إعمالاً للسيادة ، وتثبيتاً للعظمة .
فكأنه (صلى الله عليه وآله) يلاحظ جانب الإسلام وأنه يعلو ولا يعلى عليه ، وأن لغة القرآن لابد وأن تنتشر ، وتعم العالم ، لان القرآن كتاب للعالم ، فعظمة القرآن ، وعموم دعوته ، وعظمة النبي الأقدس ، ورسالته العالمية ، تقضي أن يكتب إليهم بلغة القرآن .
فعلى ملوك العالم والعالم البشري أن يتعلموا لسانه المقدس . ولغته السامية ، لغة القرآن المجيد ، تثبيتا لهذا المرمى العظيم ، والغرض العالي 28 .

الثانية: وبعد ، فإننا لا ننكر أن يكون زيد بن ثابت قد تعلم شيئا من العبرانية أو السرانية ، قليلا كان ذلك أو كثيرا . ولكننا نشك في أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ هو الذي طلب منه ذلك ، ونشك كذلك في أن يكون قد كتب له ـ صلى الله عليه وآله ـ بهذه اللغات ، أو ترجم له شيئا من الكتب التي أتته ، فإن الروايات المتقدمة لا تكفي لإثبات ذلك على الاطلاق .
بل قدمنا ما يوجب ضعفها ووهنها ولابد لإثبات ذلك من اعتماد أدلة اخرى ، وشواهد اخرى ، لا نراها متوفرة فيما بأيدينا ، من نصوص ومصادر ، بل إن ما بأيدينا يؤيد إن لم يكن يدل على خلاف ذلك ، كما المحنا إليه .

علم زيد بالفرائض

وقد روي أن عمر وعثمان ما كانا يقدمان على زيد في الفرائض أحدا .
وقد خطب عمر الناس ، فكان مما قال : “ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت 29 .
وادعوا : أنه كان أعلم أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالفرائض أي فرائض الإرث 30 .
ولكننا نقول : إننا نجد في مقابل ذلك :
1 ـ مسروقا يدعي ـ وإن كنا نعتقد أن ذلك لدوافع سياسية ـ فيقول عن عائشة : إنه رأى : أكابر أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يسألونها عن الفرائض 31 .
2 ـ إن أئمة أهل البيت عليهم السلام قدر رفضوا دعوى أعلمية زيد بالفرائض ، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال : الحكم حكمان : حكم الله ، وحكم الجاهلية ، وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية 32 .
3 ـ وقد ألف سعد بن عبد الله القمي كتاب : إحتجاج الشيعة على زيد بن ثابت في الفرائض 33 ، وقد ذكر ابن شاذان في الايضاح طائفة من مسائل الارث لم يوفق زيد للصواب فيها ، فليراجعه من أراده .
4 ـ عن سعيد بن وهب ، قال : قال عبد الله : أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب 34 .
ملاحظة : بالنسبة لشهادة الإمام الباقر عليه السلام بأن زيد بن ثابت قد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية . . فلعله لان زيد بن ثابت كان يفتي برأيه ، حسب اعترافه فيما سيأتي 35 ، ولعل عامة ما كان يفتي به كان خطأ ، على حد قوله ، كذلك وجود بعض الرواسب في نفسه وفي فكره ـ وكون دين الله لا يصاب بالعقول ـ لعل كل ذلك ـ هو السبب في أن زيد قد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية .
وقد جرت بين زيد وبين أمير المؤمنين بعض المساجلات في مجال الفرائض لم يستطع زيد أن يقدم الجواب الكافي في مقابل ما بينه أمير المؤمنين في تلك المسائلة 36 ، وربما أريد : أن يعوض عن فشله ذاك بمنحه أوسمة الجدارة مضادة لعلي عليه السلام وتنكراً له .
أبو عمر . . والرواية لزيد في تبوك . .
قال ابو عمر : “وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم ، فأخذها رسول الله ، ـ صلى الله عليه وآله ـ ودفعها إلى زيد بن ثابت ؛ فقال عمارة : يا رسول الله ، أبلغك عني شي ؟!
قال : لا ، ولكن القرآن مقدم ، وزيد أكثر منك أخذاً للقرآن . . .
وهذا عندي خبر لا يصح ، والله أعلم 37 .

مناقشة حول جمع زيد للقرآن في عهد النبي (ص)

وقال ابن قتيبة : وكان أخر عرض رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ القرآن على مصحفه 38 ، أي على مصحف زيد .
وقال أبو عمر : “وأما حديث أنس : أن زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يعني : من الانصار 39 ؛ فصحيح وقد عارضه قوم بحديث ابن شهاب ، عن عبيد بن السباق ، عن زيد بن ثابت : ان أبا بكر أمره في حين مقتل القراء باليمامة بجمع القرآن ، قال : فجعلت أجمع القرآن من العسب ، والرقاع ، وصدور الرجال ، حتى وجدت آخر آية من التوبة مع رجل يقال له خزيمة أو أبو خزيمة 40 .
قالوا : فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله لأملاه من صدره وما احتاج إلى ما ذكر .
قالوا : اما خبر جمع عثمان للمصحف فإنما جمعه من الصحف التي كانت عند حفصة ، من جمع أبي بكر” انتهى كلام أبي عمر 41 .
ونزيد نحن هنا : أن محمد بن كعب القرظي قد عد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولم يذكر زيد بن ثابت فيهم 42 .
كما أن المعتزلي يقول : « إن عليا عليه السلام بعد وفاة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لزم بيته ، وأقبل على القرآن ، ولم يكن غيره يحفظه ، ثم هو أول من جمعه” 43 .
وعن ابن المنادي أنه عليه السلام : « جلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه” 44 .
وعن الإمام الباقر عليه السلام : ” ما ادعى أحد من الناس : أنه جمع القرآن كله كما انزل إلا كذاب ، وما جمعه ، وحفظه كما انزل ، إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده 45 .
فإن كل ذلك وسواه مما لم نذكره يلقي ظلالا ثقيلة من الشك حول هذه الفضيلة التي تنسب لزيد بن ثابت .
ولكن حديث جمعة للقرآن في عهد أبي بكر أو عمر من العسب والرقاع ومن صدور الرجال ، فهو أيضا لا يصح ، ولكن البحث حول ذلك له مجال آخر ولا بأس بمراجعة : « أكذوبة تحريف القرآن » للاطلاع على بعض القول في ذلك .

الفضائل والسياسة

وبعد ، فإننا قد تعودنا من المخالفين لاهل البيت عليهم السلام ، ابتداءاً من الأمويين ثم العباسيين ، محاولاتهم الدائبة للحط من علي عليه السلام ، وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم والتستر على فضائله ومزاياه ، وإظهار العيب له . . وقد قال المغيرة بن شعبة لصعصعة :
واياك أن يبلغني عنك : أنك تظهر شيئاً من فضل علي ، فانا اعلم بذلك منك ، ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخدنا باظهار عيبه للناس 46 .
والنصوص الدالة على هذه السياسية كثيرة جدا ، بل هي فوق حد الإحصاء .
ومن جهة اخرى فإنهم يعملون وعلى إظهار التعظيم الشديد ، لكل من كان على رأيهم ، ويذهب مذهبهم ويصنعون لهم الفضائل ويختلقون لهم الكرامات ، وذلك أمر مشهود ، وواضح وقد أشرنا إليه غير مرة .
والمراجع لحياة زيد بن ثابت ، ولمواقفه السياسية يجد : أنه كان منحرفا عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام .
كما ويجد أنه ممن تهتم السلطة برفع شأنهم ، وإثبات الفضائل والكرامات لهم .
الخط السياسي لزيد بن ثابت :
إن الذي يراجع حياة زيد بن ثابت ومواقفه ، يجد : أنه كان عثمانياً ، منحرفاً عن أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام .
و “كان عثمان يحب زيد بن ثابت” 47 .
و “كان زيد عثمانيا ، ولم يشهد مع علي شيئا من حروبه” 48 .
والذين نصروا عثمان كانوا أربعة ، كان زيد بن ثابت أحدهم 49 .
وكان على قضاء عثمان 50 ، وعلى بيت المال والديوان له 51 .
وكان عثمان يستخلفه على المدينة 52 .
وكان يذب عن عثمان ، حتى رجع لقوله جماعة من الأنصار 53 .
وقد قال للأنصار : إنكم نصرتم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فكنتم أنصار الله ، فانصروا خليفته تكونوا أنصاراً لله مرتين ، فقال الحجاج بن غزية : والله إن تدري هذه البقرة الصيحاء ما تقول ، إلى آخره .
وفي نص آخر : إن سهل بن حنيف إجابه ؛ فقال : يا زيد ، أشبعك عثمان من عضدان المدينة ؟! ـ والعضيدة : نخلة قصيرة ، ينال حملها ـ 54 .
وكان بنو عمرو بن عوف قد أجلبوا على عثمان ، وكان زيد يذب عنه ، فقال له قائل منهم :
وما يمنعك ؟!
ما أقل والله من الخزرخ من له من عضدان العجوة مالك!
فقال زيد : اشتريت بمالي وقطع لي إمامي عمر ، وقطع لي إمامي عثمان .
فقال له ذلك الرجل : أعطاك عمر عشرين ألف دينار ؟ .
قال : لا ، ولكن كان عمر يستخلفني على المدينة ، فوالله ، ما رجع من مغيب قط إلا قطع لي حديقة من نخل 55 .
وإستخلاف عمر له في أسفاره معروف ومشهور 56 .
هذا . . . وقد أعطاه عثمان يوماً مائة ألف مرة واحدة 57 .
وقد بلغ من ثراء زيد أن خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار 58 .
وكان محل العناية التامة منقبل عمر ، فعدا عن استخلافه له في كل سفر يسافره وإقطاعه الحدائق ، فإنه كان كاتب عمر 59 ، وكان على قضائه وفرض له رزفا 60 .
ويكفي أن نذكر هنا عبارة ابن سعد ، وابن عساكر ، وهي :
كان عمر ـ يستخلف زيداً في في كل سفر ، وقل سفر يسافره ولم يستخلفه ، وكان يفرق الناس في البلدان وينهاهم أن يفتوا برأيهم ، ويحبس زيداً عنده ـ إلى أن قال : وكان عمر يقول : أهل البلد ـ يعني المدينة ـ محتاجون إليه ، فيما يجدون إليه ، وفيما يحدث لهم مما لا يجدونه عند غيره 61 .
وما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحدا ، في القضاء والفتوي ، والفرائض والقراءة 62 .
ثم كان عبد الملك بن مروان من الذين يقولون بقول زيد 63 .
أما أبوه مروان ، فكان قد بلغ من اهتمامه بزيد : أن دعاه ، وأجلس له قوماً خلف ستر ، فأخذ يسأله ، وهم يكتبون ، ففطن لهم زيد ، فقال : يا مروان اعذر ، إنما أقول برأيي 64 .
وأتاه أناس يسألونه ، وجعلوا يكتبون كل شيء قاله ، فلما أطلعوه على ذلك قال لهم : « لعل كل الذي قلته لكم خطأ ، إنما قلت لكم بجهد رأي 63 .
ومع أنه يعترف بأنه إنما يفتي لهم برأيه ، فقد بلغ من عمل الناس بفتواه المدعومة من قبل الحكام : أن سعيد بن المسيب يقول :
لا أعلم له قولاً لا يعمل به ، فهو مجمع عليه في المشرق والمغرب 65 .
فانظر ماذا ترى ؟!
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين .

  • 1. تاريخ الخميس 1 / 464 والبداية والنهاية 4 / 91 ، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 / 176 ، الكامل لابن الأثير ج 2 / 176 ، وراجع بهجة المحافل ج 1 / 230 .
  • 2. الجامع الصحيح للترمذي 5 / 67ـ68 ومشكل الآثار 2 / 421 والسنن الكبرى للبيهقي 6 / 211 وفتوح البلدان للبلاذري 583 ، والتراتيب الإدارية 1 / 203 و204 عن البخاري ، وعن الطحاوي في مختصره .
  • 3. طبقات ابن سعد ج2 قسم 2 / 115 ، ومنتخب كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ـ 5 / 185 وحياة الصحابة 3 / 216 عن أبي يعلى ، وابن عساكر .
  • 4. الجامع الصحيح للترمذي 5 / 68 .
  • 5. طبقات ابن سعد 2 / قسم 2 / 115 وكنز العمال 16 / 9 عن ابن عساكر ، وابن أبي داود في المصاحف ، وتذكرة الحفاظ 1 / 31 ، وتهذيب تاريخ دمشق 5 / 426 عن أحمد ، وأبي يعلى ؛ ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 / 185 وحياة الصحابة 3 / 216 ، والتراتيب الإدارية 1 / 120 و204 .
  • 6. راجع : كنز العمال 16 / 9 عن ابن عساكر وابن أبي داود ، وغيرهما ، وتهذيب تاريخ دمشق 5 / 466 و447 عن أحمد ، وأبي يعلى؛ ومسند أحمد 5 / 182 والإصابة 1 / 561 ومشكل الاثار2 / 421 ، مستدرك الحاكم 3 / 422 ، وتلخيصه للذهبي ـ بهامشه ـ ، والسنن الكبرى للبيهقي 6 / 211 ، ومنتخب كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ـ 5 / 185 ، وحياة الصحابة 3 / 350 ، والاستيعاب ـ بهامش الإصابة ـ 1 / 552 ، والتراتيب الإدارية 1 / 203 ، و204 عن بعض من تقدم ، عن ابن أبي داود في المصاحف ، والأحكام الصغرى لأبي بكر ابن شيبة .
  • 7. راجع : تاريخ الخميس 1 / 464 / 465 ، قال : كذا رواه ابن أبي الزناد ، وأحمد ويونس ، عند أبي داود وداود بن عمرو الضبي وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسليمان بن دواد الهاشمي ، وعبد الله بن وهب ، وعلي بن حجر وحديثه عند الترمذي ، كذا ذكره السخاوي في الأصل الأصيل . وكنز العمال 16 / 8 عن ابن عساكر ، وغيره ؛ ومسند أحمد 5 / 186 والاصابة 1 / 561 عن البخاري ، والبغوي وأبي يعلى؛ والتراتيب الادارية 1 / 203 و204 عن البخاري .
  • 8. كنز العمال 16 / 8 ـ 9 عن ابن عساكر ، وراجع : السيرة النبوية لابن كثير 3 / 176 ، والتراتيب الإدارية 1 / 204 عن ابن عساكر .
  • 9. التراتيب الإدارية 1 / 203 .
  • 10. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 449 ومستدرك الحاكم 3 / 421 ، وتلخيصه للذهبي بهامش ص 422 منه ، وفتوح البلدان للبلاذري 583 والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 160 .
  • 11. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 160 .
  • 12. اسد الغابة 2 / 222 ، وعنه في قاموس الرجال 4 / 239 ، وتنقيح المقال 1 / 462 ، ومكاتيب الرسول 1 / 21 عنه أيضا .
  • 13. تذكرة الحفاظ 1 / 30 .
  • 14. راجع : مكاتيب الرسول 1 / 109 .
  • 15. تهذيب الأسماء واللغات 1 / 29 والرصف 1 / 148 .
  • 16. راجع : التنبيه والاشراف ص 246 ، والوزراء والكتاب ص 12 ، والعقد الفريد 4 / 161 ، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 134 ، والتراتيب الإدارية 1 / 202 .
  • 17. راجع فيما تقدم / مجموعة الوثائق السياسية ، ومكاتيب الرسول .
  • 18. راجع : مكاتيب الرسول 1 / 31 .
  • 19. راجع : ذكر أخبار أصبهان 1 / 48 ، وتاريخ بغداد 1 / 164 والطبقات الكبرى لابن سعد 4 / قسم 1 / 61 ، وحلية الأولياء 1 / 187 ، وقاموس الرجال 4 / 424 و 233 عن الجزري .
  • 20. طبقات ابن سعد 4 / قسم 2 / 11 .
  • 21. a. b. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 120 .
  • 22. راجع : التنبيه والإشراف ص 245 ، والوزراء والكتاب ص 12 | 13 ، والعقد الفريد 4 / 161 والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 126 و309 و 131 .
  • 23. ولكننا لم نعثر حتى على رسالة واحدة ، أو على أي شيء ذكر فيه اسم حنظلة هذا على أنه قد كتبه ، وهذا أمر يثير العجب حقا!! فلعل خصوم أهل البيت قد منحوه هذا الوسام ، لأنه اعتزل علياً عليه السلام ولم يشترك في حروبه .
  • 24. راجع التنبيه والاشراف : 246 ، والتراتيب الإدارية 1 / 202 عن / “لعمدة” للتلمساني ، وعن ابن هشام في “البهجة” وعن كتاب “التعريف برجال مختصر ابن الحاجب” لابن عبد السلام ، وعن “الاعلام بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام” ، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 133 .
  • 25. العقد الفريد 4 / 161 ، والتراتيب الإدارية 1 / 202 .
  • 26. راجع : التراتيب الإدارية 1 / 209 و 208 ولعل أحسن من تكلم في هذا الموضوع / العلامة المحقق الشيخ علي الأحمدي في كتابه / مكاتيب الرسول 1 / 15 و16 فليراجع .
  • 27. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 133 و292 .
  • 28. مكاتيب الرسول 1 / 16 ـ 17 .
  • 29. راجع / مستدرك الحاكم 3 / 272 ، وسنن البيهقي 6 / 210 ، وطبقات ابن سعد 2 / قسم 2 / 115 ، ومجمع الزوائد 1 / 135 ، والغدير ج ، وراجع 5 / 361 و 8 / 64 ففيه مصادر أخرى .
  • 30. راجع المصادر المتقدمة ، وترجمة زيد بن ثابت في مختلف المصادر .
  • 31. الزهد والرقائق : 382 .
  • 32. التهذيب للشيخ الطوسي 6 / 218 ، والكافي 7 / 407 ، والوسائل 18 / 11 ، وقاموس الرجال 4 / 239 ، وتنقيح المقال 1 / 461 .
  • 33. رجال النجاشي / 178 وقاموس الرجال 4 / 240 .
  • 34. أنساب الاشراف بتحقيق المحمودي 2 / 105 ، وفي هامشه عن / الفضائل لاحمد بن حنبل حديث رقم 11 من فضائل علي ، وعن أخبار القضاة 1 / 89 بثلاثة طرق .
  • 35. راجع صفحة 12 .
  • 36. راجع قاموس الرجال ج 4 ترجمة زيد بن ثابت .
  • 37. الاستيعاب ، بهامش الإصابة 1 / 552 .
  • 38. المعارف / 260 ، وعنه في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 / 134 .
  • 39. وعده فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في / البخاري 3 / 147 ، وطبقات ابن سعد / قسم 2 / 112 و113 عن الشعبي وابن سيرين وقتادة ، وهو عن أنس . وراجع أيضا / نور القبس ص 225 ، والإتقان 1 / 70 و72 ، وراجع ص57 ، والبرهان للزركشي 1 / 241 .
  • 40. وراجع أيضا / البخاري كتاب التفسير ، باب جمع القرآن ، والإتقان 1 / 57 ، وتاريخ الخلفاء / 77 ، وتفسير الطبري 1 / 20 ، وتهذيب تاريخ دمشق 5 / 136 ، والبرهان للزركشي 1 / 234 ، والمصنف لعبد الرزاق10 / 235 .
  • 41. الاستيعاب ـ بهامش الإصابة ـ 1 / 552 .
  • 42. طبقات ابن سعد 2 / قسم 2 / 113 و 114 ، والإتقان 1 / 72 وكنز العمال 2 / 365 و 370 .
  • 43. شرح نهج البلاغة للمعتزلي الحنفي 1 / 27 .
  • 44. الفهرست لابن النديم : 30 ، وأعيان الشيعة1 / 89 ، والطبقات لابن سعد 2 / 338 ، وتفسير ابن كثير 4 / قسم فضائل القرآن 28 ، وأكذوبة تحريف القرآن / 62 عنهم وعن مصنف ابن أبي شيبة 1 / 545 .
  • 45. الكافي ، كتاب فضل القرآن .
  • 46. راجع : الكامل لابن الأثير 3 / 430 ، وتاريخ الطبري ط الاستقامة 4 / 144 .
  • 47. الاستيعاب بهامش الإصابة 1 / 554 .
  • 48. اسد الغابة 2 / 222 وعنه في قاموس الرجال4 / 239 ، وفي تنقيح المقال 1 / 462 ، وراجع / الكامل لابن الأثير 3 / 191 ، والاستيعاب بهامش الإصابة 1 / 554 .
  • 49. الكامل لابن الأثير 3 / 151 وراجع ص 161 ، وأنساب الأشراف ج 5 / ص 60 ، والغدير 9 / 159 و160 عن المصادر التالية : تاريخ الطبري ج 5 / ص 97 وتاريخ ابن خلدون 2 / 391 وتاريخ ابي الفداء 1 / 168 .
  • 50. الكامل لابن الاثير 3 / 187 .
  • 51. راجع : الكامل لابن الأثير 3 / 191 ، وأُسد الغابة 2 / 222 ، وأنساب الأشراف 5 / 58 ، والاستيعاب بهامش الإصابة 1 / 553 و554 . والتراتيب الادراية 1 / 120 .
  • 52. راجع المصادر المتقدمة باستثناء الأول منها .
  • 53. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 451 .
  • 54. انساب الأشراف 5 / 90 و 78 وراجع الكامل لابن الأثير 3 / 191 .
  • 55. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 451 وراجع ص 450 .
  • 56. وراجع ذيله عدا عما تقدم وسيأتي / تذكرة الحفاظ 1 / 31 والإصابة 1 / 562 ، والاستيعاب بهامش 1 / 553 و552 .
  • 57. أنساب الأشراف 5 / 38 و 52 ، والغدير 8 / 292 و 286 .
  • 58. الغدير ج 8 / ص 284 عن مروج الذهب ج 1 / ص434 .
  • 59. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 448 .
  • 60. طبقات ابن سعد 2 / قسم2 / 115 ـ 116 وتهذيب تاريخ دمشق ج 5 / ص 451 ، وتذكرة الحفاظ ج 1 / ص 32 .
  • 61. راجع : تهذيب تاريخ دمشق 5 / 450 ، وطبقات ابن سعد 2 قسم 2 / 116 و117 ، وكنز العمال ج 16 ص 7 ، وحياة الصحابة 3 / 218 .
  • 62. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 450 ، وطبقات ابن سعد 2 / قسم 2 / 115 ، وراجع : تذكرة الحفاظ ج1 ص32 ، وكنز العمال 16 / 6 .
  • 63. a. b. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 452 .
  • 64. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 452 ، وطبقات ابن سعد 2 / قسم 2 / 116 .
  • 65. تهذيب تاريخ دمشق 5 / 451 ، وطبقات ابن سعد 2 قسم 2 / 116 .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى