هلك زياد بن أبيه سنة ٥٣ هـ في شهر رمضان وقيل في ٤ منه وهو والد عبيد الله (الذي قتل مسلم ابن عقيل عليه السلام وجيش الجيوش لقتال الإمام الحسين صلوات الله عليه بأمر من يزيد بن معاوية)، كان معروفا بزياد بن أبيه وزياد بن أمّه وزياد بن عبيد وزياد بن سميّة، واشتهر بعد استلحاق معاوية إيّاه بابن أبي سفيان وصار أخا لمعاوية ابن أبي سفيان ، واعترف بزنا أمّه.
استلحاق زياد بإبي سفيان
رأى معاوية أن يستميل زيادا واستصفى مودته باستلحاقه فاتفقا على ذلك وأحضر الناس وحضر من يشهد لزياد وكان فيمن حضر أبو مريم السلولي فقال له معاوية: بم تشهد يا أبا مريم؟ فقال: أنا أشهد أن أبا سفيان حضر عندي وطلب مني بغيا، فقلت له: ليس عندي إلا سمية، فقال: ائتني بها على قذرها ووضرها فأتيته بها فخلا معها، ثم خرجت من عنده وإن … ليقطران منيا؟! فقال له زياد: مهلا أبا مريم إنما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما.
فاستلحقه معاوية وكان استلحاقه أول ما ردت به أحكام الشريعة علانية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالولد للفراش وللعاهر بالحجر.(الكامل في التاريخ ج: ٣ / ص: ٤٤٤)
عن أبي عثمان قال: لما ادعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت أذناي من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام قال أبو بكرة وأنا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تاريخ دمشق ج: ١٩ / ص: ٧٦
عائشة و إقرارها بنسبه
أن مولاً لعبد الرحمن بن أبي بكر جاء يسأله أن يكتب له إلى زياد في حاجة له فكتب من عبد الرحمن إلى زياد .. ونسبه إلى غير أبي سفيان فقال لا أذهب بكتابك هذا فيضرّني قال فأتى عائشة فكتبت له من عائشة أم المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان، قال: فلما جاء بالكتاب قال له: إذا كان غدا فجئني بكتابك، قال وجمع الناس فقال: يا غلام اقرأه قال فقرأه من عائشة أم المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان قال فقضى له حاجته.(تاريخ دمشق ج: ١٩ / ص: ٧٧)
عداوته لأمير المؤمنين صلوات الله عليه و لشيعته
تجاسره على الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه عندما آوى أحد شيعته
من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة أما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة وأنا سلطان وأنت سوقة كتبت إلي في فاسق لا يؤويه إلا مثله وشر من ذلك توليه أباك وإياك وقد علمت أنك قد آويته إقامة منك على سوء الرأي ورضا منك بذلك وأيم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك وإن نلت بعضك غير رفيق بك ولا مرع عليك فإن أحب لحم إلي آكله للحم الذي أنت منه فأسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك فإن عفوت عنه لم أكن شفعتك فيه وإن قتلته لم أقتله إلا بحبه إياك.(تاريخ دمشق ج: ١٩ / ص: ١٩٨)
سعايته بحجر بن عدي وأصحابه رضوان الله عليهم حيث أرسلهم مكبلين بالحديد من الكوفة إلى معاوية لعنه الله وأبقاهم في قرية يقال لها مرج عذراء على بعد فرسخين من دمشق وقتلهم صبرا لأنهم لم يتبرئوا من أمير المؤمنين صلوات الله عليه.(راجع تاريخ الطبري ج: ٤ / ص: ١٨٧ – ٢٠٧)
دفن عبد الرحمن بن حسان حيا لمحبته لأمير المؤمنين صلوات الله عليه
عبد الرحمن بن حسان بن محدوج العنزي الكوفي تابعي ممن قدم مع حجر بن عدي إلى مرج عذراء فلما قتل ( حِجر ) وأصحابه حمل عبد الرحمن إلى معاوية وكلمه بكلام أغلظ له فيه فبعثه إلى زياد وأمره بمعاقبته فدفنه حيا بقس الناطف. [موضع قريب من الكوفة على الشاطي الفرات](تاريخ دمشق ج: ٣٤ / ص: ٣٠١)
قتَلَ الشيعة تحت كل حجر ومدر
فاستعمل [معاوية] عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام ( علي عليه السلام ) فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطرفهم وشردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم.(شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج: ١١ – ص: ٤٤)
وأراد زياد أن يعرض أهل الكوفة أجمعين على البراءة من الامام علي عليه السلام ولعنه وأن يقتل كل من امتنع من ذلك، ويخرب منزله، فضربه الله ذلك اليوم بالطاعون، فمات – لا رحمه الله – بعد ثلاثة أيام، وذلك في خلافة معاوية.(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج: ٤ / ص: ٥٨ ، البداية والنهاية ج: ٨ / ص : ٦٨)
تمثيله بجثث الشيعة
كتب زياد بن أبيه إليه [معاوية] في حق الحضرميين أنهم على دين ( علي ) وعلى رأيه، فكتب إليه معاوية: اقتل كل من كان على دين علي ورأيه، فقتلهم ومثّل بهم.(بحار الأنوار ج: ٤٤ / ص: ١٢٦)
وكان زياد يتشبه بعمر بن الخطاب(البداية والنهاية ج: ٩ / ص: ١٣٨)
إن زياد ابن أبيه أراد أن يتشبه بعمر بن الخطاب في ضبط الأمور والحزم والصرامة وإقامة السياسات إلا أنه أسرف وتجاوز الحد.(وفيات الأعيان ج: ٢ / ص: ٣٢)