مقالات

زواج المعة والأئمة…

ليست هناك معلومات دقيقة بهذا الشأن، اثباتاً أو نفياً، و محاولة المتهجمين على زواج المتعة و المتشبثين بكل حشيش من أجل التشكيك في مشروعيته لن يحصلوا على شيء بعدما جاء في القران الكريم : ﴿ … فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً … ﴾ 1، و هو دليل صريح على مشروعية هذا النوع من الزواج.

ثم ان القول بكون زواج المتعة حلالاً و مباحاً ليس معناه بالضرورة لزوم تزوج الائمة الاطهار متعة حتى يثبت شرعيته فشرعيته ثابة بالقرآن، و عدم إختيار زواج المتعة من قبلهم لا يشكل مأخذاً عليهم و لا على أتباعهم و لا على زواج المتعة نفسه، حيث أنه زواج مباح يختاره من يشاء و من يجده مناسباً لظروفه و حاجته.

ابو حنيفة و زواج المتعة

و من الطريف الذي يناسب المقام الحوار الذي جرى بين أبي حنيفة و مؤمن الطاق حول زواج المتعة.
سَأَلَ أَبُو حَنِيفَةَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ النُّعْمَانِ صَاحِبَ الطَّاقِ 2 فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا تَقُولُ فِي الْمُتْعَةِ أَ تَزْعُمُ أَنَّهَا حَلَالٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْمُرَ نِسَاءَكَ أَنْ يُسْتَمْتَعْنَ وَ يَكْتَسِبْنَ عَلَيْكَ؟
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: لَيْسَ‏ كُلُ‏ الصِّنَاعَاتِ‏ يُرْغَبُ فِيهَا وَ إِنْ كَانَتْ حَلَالًا، وَ لِلنَّاسِ أَقْدَارٌ وَ مَرَاتِبُ يَرْفَعُونَ أَقْدَارَهُمْ، وَ لَكِنْ مَا تَقُولُ يَا أَبَا حَنِيفَةَ فِي النَّبِيذِ، أَ تَزْعُمُ أَنَّهُ حَلَالٌ؟
فَقَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُقْعِدَ نِسَاءَكَ فِي الْحَوَانِيتِ نَبَّاذَاتٍ فَيَكْتَسِبْنَ عَلَيْكَ؟
فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَاحِدَةٌ بِوَاحِدَةٍ، وَ سَهْمُكَ أَنْفَذُ 3.

  • 1. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 24، الصفحة: 82.
  • 2. صاحب الطاق أو مؤمن الطاق، هو محمد بن علي بن النُعمان بن أبي طُرَيْفَة الكوفي البجلي.
    كنيته أبو جعفر، و كان يُلقب بالأحول و بمؤمن الطاق، و صاحب الطاق، أما المخالفون فكانوا يلقبونه بشيطان الطاق نكاية به و حقداً عليه.
    و كانت الصيرفة مهنته التي يرتزق منها، و كان له دكان في طاق المحامل بالكوفة، و لذلك لقب بمؤمن الطاق.
    يُعدُّ من المُتكلمين البارعين، كما يُعدُّ من ثُقات المُحدِّثين، فقد روى عن كل من الامام علي بن الحسين و الإمام محمد بن علي الباقر و الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام).
    قال عنه الشيخ الطوسي (قدَّس الله نفسه الزَّكية): كان ثقة، متكلماً، حاذقاً، حاضر الجواب، له كُتب.
  • 3. الكافي: 5 / 450، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى