“كتب هذا المصحف وضبط على ما يوافق رواية حَفْص بن سُليمان بن المُغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصِم بن أبي النُّجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمِي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأُبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.”
القراءة المتسالم عليها
هذه هي سلسلة رواية قراءة القرآن الكريم التي يجدها المسلم مثبتة في نسخة القرآن التي بين يديه، في جميع الطبعات، ومن نشر جميع الناشرين، وفي جميع البلدان، لا يوجد رواية أخرى غيرها. هذه الرواية تسمى “رواية حفص” نسبة إلى الراوي الأول أعلاه. قال علماء أهل السنة أنها “أصح القراءات”.
فمن هؤلاء الرواة الثلاثة:
(1) حَفْص بن سُليمان بن المُغيرة الأسدي الكوفي
(2) عاصِم بن أبي النُّجود الكوفي
(3) أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمِي
وعلى أي مذهب من المذاهب الإسلامية كانوا؟
للجواب على هذا، فيما يلي ملخص لبعض ترجمات هؤلاء الرواة.
حَفْص بن سُليمان بن المُغيرة الأسدي الكوفي
ولد حفص سنة 90 هجرية وعاش حتى سنة 180 هجرية، لذا فإنه عندما بلغ مبلغ الرجال كانت إمامة أهل البيت(ع) قد انتقلت إلى الإمام جعفر الصادق(ع)، ومن هنا تجد رواية حفص عن الصادق(ع)، حيث كان من شيعته بلا خلاف. عده الشيخ الطوسي من رجال الشيعة (رجال الطوسي ص176)، ما أيده السيد محسن الأمين (أعيان الشيعة ج6 ص201).
فماذا قال علماء الحديث وعلماء التاريخ وعلماء القراءات عنه؟
قال أبو عمرو الداني (المقنع): “ومما تجدر الإشارة إليه أن قراءة حفص صحيحة متصلة السند بالهادي البشير عليه الصلاة والسلام، لأنـها ترتفع إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم”.
قال الذهبي (ميزان الاعتدال ج1 ص508 رقم 2121): “وكان شيخاً في القراءة واهياً في الـحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوّده، وإلا فهو في نفسه صادق”.
وقال صاحب معجم البلدان (ج10 ص215): “قال حفص: قال لي عاصم: القراءة التي أقرأتك بـها فهي التي قرأتـها عَرْضاً على أبي عبد الرحمن السلمي عن عليٍّ، والتي أقرأتـها أبا بكر بن عياش فهي التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود… قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة من قراءة عاصم رواية حفص، وكان أعلمهم بقراءة عاصم، وكان مرجحاً على شعبة بضبط القراءة”.
وقال صاحب طبقات القرّاء ج1 في ترجمته: “أما القراءة فثقة ثبت ضابط لـها بخلاف حاله في الحديث. قال ابن المنادي: قرأ على عاصم مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم، وأقرأ الناس دهراً وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه”.
نفس الشيء ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج8 ص196 رقم4312 وصاحب شذرات الذهب وصاحب تحرير تقريب التهذيب بأن حفص كان إماماً في القراءة متروكاً في الحديث.
وإن كان صاحب معجم حفاظ القرآن ج1ص210ت92 وصفه بأنه “الإمام الحجّة الثقة الثبت، صاحب الرواية المشهورة في الآفاق، ويقرأ بـها إلى الآن معظم المسلمين في شتى أنحاء العالم … وقد أخذ القراءة عرضًا وتلقيناً على عاصم بن أبي النجود الإمام الخامس من الأئمة العشرة” فوصفه بالثقة الثبت ربما يمتد إلى الحديث، ولكن الذهبي جعله واهياً في الحديث لعدم الإتقان في الحديث على الرغم من أنه لم يستطع أن يرميه بالكذب (كما هي عادتهم مع أعلام الشيعة).
عاصِم بن أبي النُّجود الكوفي
من تابعي التابعين، توفي سنة 120 للهجرة أو بعدها بسنوات قليلة. وقد عده علماء الشيعة منهم، حتى وصف بأنه “مقتدى الشيعة”، كما نص على ذلك السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة (ج7ص407 ترجمة رقم1415 .). ذكر ترجمته السيد أبو القاسم الخوئي في معجم رجال الحديث كونه أحد محدثي الشيعة.
فماذا قال علماء أهل السنة المختصون عن هذا الراوي الشيعي؟
قال صاحب شذرات الذهب (ج1ص175: “وعاصم بن أبي النجود الكوفي الأسدي مولاهم، أحد القراء السبعة وكان حجة في القراءات صدوقاً في الحديث قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وغيره”.
وقال الذهبي (تاريخ الإسلام ج5 ص139): “قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش، وروى عنهما… قال أبو بكر قال لي عاصم: ما أقرأني أحدٌ حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي كان قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده أعرض على زر… وقال أبو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحداً أقرأ من عاصم، ما أستثني أحداً من أصحابه”.
وقال صاحب تـهذيب الكمال (ج13ص473 رقم 3002): “قال عبد الله ابن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه فقال: كان رجلاً صالحاً قارئاً للقرآن، وأهل الكوفة يختارون قراءته وأنا أختار قراءته، وكان خيّراً ثقة… وقال عبد الله أيضا: سألت أبي عن حماد بن أبي سليمان وعاصم، فقال: عاصم أحب إلينا، عاصم صاحب قرآن، وحمّاد صاحب فقه. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: عاصم صاحب سُنة و قراءة للقرآن، وكان ثقة، رأسا في القراءة، ويقال: أن الأعمش قرأ عليه وهو حَدَث…”
وحماد بن أبي سليمان هو أستاذ الإمام أبي حنيفة النعمان.
ووصفه ابن مجاهد فقال (كتاب السبعة في القراءات ص69) وغيره بشكل مشابه: أنه كان ثبتاً في قراءة القرآن ومن رؤوس القراء بلغ الغاية في إتقانه حتى بز الآخرين، كما كان راوياً للحديث، غير متهم في روايته كما اتهموا حفص بن سليمان، ولكن لم يعدوا روايته وصلت إلى درجة الإتقان.
ولعل هذا الضبط من عاصم(رض) هو الذي جعل الراوي عنه حفص بن سليمان يختارها، لا سيما وقد علم منه أنها قراءة أبي عبد الرحمن السلمي الذي أخذها مباشرة عن الإمام علي(ع) وناهيك بها من قراءة عن التلميذ الأول والأكمل للنبي(ص) الذي نزل عليه القرآن.
فمن هو أبو عبد الرحمن السلمي؟
أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمِي
عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي (أبوه حبيب صحابي)، من التابعين المعروفين بتشيعهم وصحبتهم للإمام علي(ع) في سلمه وحربه. إختلفوا في سنة وفاته، فكانت سنة 70هـ أو 73هـ أو بعدها بقليل.
نص على صحبته لعلي(ع) إبن قتيبة (المعارف ص528)، الذي قال: “كان من أصحاب علي، وكان مقرئاً ويحمل عنه الفقه”. هذه القراءة عن علي(ع) نص عليها آخرون كصاحب طبقات القرّاء وابن حجر في التقريب.
وذكره الطبري في تاريخه بأنه كان من أصحاب الإمام علي(ع) في حرب صفين.
أما علماء الشيعة الرجاليون فقد نصوا على أنه من أصحاب علي(ع) القريبين حتى وصفه البرقي بأنه “من خواص علي عليه السلام”.
وكما ذكرنا أعلاه بخصوص عاصم بن أبي النجود، فإن قراءة عاصم أخذها عن أبي عبد الرحمن السلمي، بل هي التي اختارها عن غيرها. إذاً، تلك القراءة المضبوطة لعاصم كانت من قراءة أبي عبد الرحمن السلمي، ولما رأيت ما قاله العلماء عن قراءة عاصم فإن أبا عبد الرحمن السلمي هو سيد القراء، أو من سادة القراء، من التابعين بلا كلام.
إذاً، طريق قراءة القرآن الكريم طريق شيعي
وهكذا فإن الطريق الذي استند إليه المسلمون، ولا يزالون، في قراءة كتاب ربهم، الذي هو الحبل الممدود بين السماء والأرض حسبما وصفه النبي(ص)، والذي هو الثقل الأكبر كما وصفه النبي(ص) في حديث الثقلين الشهير، بحيث أن أئمة الهدى من آل محمد(ص) ليسوا إلا الثقل الأصغر مقارنة مع كلام الحق تعالى، الطريق هو طريق شيعي خالص – فهو من إمام الشيعة الأول ومولاهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) إلى صاحبه وأحد خواصه أبي عبد الرحمن السلمي الكوفي الذي أوصله إلى عاصم بن أبي النجود الكوفي الذي أوصله إلى حفص بن سليمان بن المغيرة الكوفي، فالثلاثة من الشيعة العرب ما بين تابعي مصاحب لصيق لعلي(ع) وآخر من تابعي التابعين من أعلام شيعة الكوفة وآخر من تابعي التابعين أو تابعيهم من أصحاب إمام الشيعة الذي يسمي أهل السنة مذهب أهل البيت(ع) باسمه الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع).
ثلاثتهم وصفوا بالإتقان في القراءة، حتى عدوا من سادتها وأئمتها، فتلقت الأمة بالقبول التام قراءتهم حتى فضلتها واختارتها على غيرها بحيث لم يعد هناك غيرها في جميع نسخ القرآن الكريم اليوم.
فكيف يقال بأن الشيعة يقولون بتحريف القرآن؟!
فإذا كان هذا هو الحال، فهل يمكن عقلاً قبول التهمة، بل الفرية، أن الشيعة يؤمنون بأن القرآن الذي بين أيدينا محرف؟
كيف يقوم الشيعة منذ عصر إمامهم الأول علي(ع) بضبط قراءة القرآن حتى يصلنا إلى ما هو بين أيدينا اليوم ثم نقول أنهم يؤمنون بتحريف القرآن؟
أما كان إمامهم الأول(ع) قال لهم بأن هذا محرف ولا داعي لأن ينفقوا الأعمار في ضبطه؟
بل إن النسخة التي بين أيدينا، التي يحق لنا أن نسميها النسخة الشيعية في القراءة، إختارتها الأمة على غيرها.
ولكن: هل قام علماء السنة الذين ترجموا لهؤلاء بالإفصاح عن تشيع هؤلاء الرواة الثلاثة(رض)؟
معظمهم لم يفعل ذلك، وإن اضطروا إلى تثبيت صحبتهم لعلي(ع) أو للإمام الصادق(ع)، كما اضطروا إلى تثبيت عشائرهم وبلدتهم الكوفة.
ولكن للباحث أن يقول بأن في كلامهم الذي وصفوا به هؤلاء الرواة الأعلام ما يشير إلى هذه الحقيقة، وذلك عندما طعنوا في إتقانهم للحديث الشريف. فلعل ذلك كان من أجل صرف الناس عن أية رواية حديث يمكن أن تصلهم من هؤلاء الذين وثقوا في نقلهم لأهم ما عندهم وهو كتاب ربهم عز وجل فكيف لا يثقون في روايتهم عن نبيهم(ص). حتى في هذه، فقد اضطروا إلى الاعتراف بالإتقان إلى درجة كبيرة لعاصم بن أبي النجود.
«إنّ الناسَ لو اجتمعوا على حُبَّ عليٍّ (عليه السلام) لَما خَلقَ الله النّار»
(1) روى العلامة الخطيب الخوارزمي بإسناده عن ابن عبّاس قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لو اجتمعَ النّاس على حبّ عليّ بن أبي طالب لَما خلَقَ الله عزّ وجلّ النار(1).
«لو أنّ أهل الأرض يُحبّون عليّاً كما تحبّه أهل السماء لما خلق اللهُ النّار»
(2) روى الحافظ ابن أبي الفوارس في «الأربعين»(2) قال: الحديث الثالث والثلاثون ـ أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أبي بكر القرواني في مشهد عليّ بن جعفر بن محمّد، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، يرفعون الحديث إلى سعد بن عبادة قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
لمّا عرج بي الى السماء فكنتُ من رَبّي كقاب قوسين أو أدنى إذ سمعت النداء من قبل الله تعالى يقول: يا محمّد مَن تحبّ أنْ يكون مَعَك في الأرض؟ فقلتُ: اُحبُّ من يحبّ العزيز الجبّار ويأمر بمحبّته، فسمعت النداء من قبل الله تعالى يقول: يا محمّد أحبّ عليّاً فإنّي أُحبّه وأُحبّ مَن يُحبّه، قال فبكى جبرئيل(عليه السلام) حتى علا نحيبه وقال: والذي بعثَك بالحقّ نبيّاً لو أنّ أهلَ الأرضِ يحبُّون عليّاً كما تحبّه أهل السماء ما خلقَ الله النّار يعذّب بها أحَداً مِنْ عباده والسلام(3).
«لو أنّ الإنس أحبّوك كحبّنا إيّاك لما عَذّبَ اللهُ أحداً بالنار»
(3) بالإسناد عن الصدوق، عن جابر الجعفي، عن جعفر بن محمّد(عليهم السلام) قال: بينا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) على منبر الكوفة يخطب إذ أقبل ثعبانٌ من آخر المسجد، فوثب إليه الناس بنعالهم، فقال لهم عليّ(عليه السلام): مهلا يرحمكم الله فإنّها مأمورة، فكفّ الناس عنها، فأقبل الثعبان إلى عليّ(عليه السلام) حتى وضع فاه على أُذن عليّ(عليه السلام) فقال له ما شاء الله أن يقول، ثمّ إنّ الثعبان نزل وتبعه عليّ(عليه السلام).
فقال الناس: يا أمير المؤمنين، ألا تُخبرنا بمقالة هذا الثعبان؟
فقال: نعم، إنّه رسول الجنّ، قال لي: أنا وصيّ الجنّ ورسولهم إليك، يقول الجنّ: لو أنّ الإنس أحبُّوك كحُبِّنا إيّاك وأطاعُوك كطاعتِنا لما عذَّبَ اللهُ أحداً من الإنس بالنار(4).
(4) روى ابن الشيخ في أماليه بإسناده عن ابن أبي عمير، عن ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عن آبائه، عن عليّ(عليه السلام) قال:
قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا علي إنّه لمّا اُسريَ بي الى السماء تلَقَّتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتى لقيني جبرئيل(عليه السلام) في مَحفل من الملائكة فقال: يا محمّد لو اجتمعت اُمتّك على حُبّ عليّ ما خلق الله عزّ وجلّ النار.
يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى أشهَدَكَ معي في سبعة مواطن حتى آنست بك، أمّا أوّل ذلك: فلَيلة اُسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل(عليه السلام): أين أخوك يا محمّد؟
فقلت: يا جبرئيل خَلَّفتهُ ورائي، فقال: اُدعُ الله عزّ وجلّ فليَأتِكَ به، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا مثالك معي وإذا الملائكة وقوف صفوفاً، فقلت: يا جبرئيل مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يُباهي الله عزّ وجلّ بهم يوم القيامة، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون الى يوم القيامة.
والثانية: حين اُسري بي الى ذي العرش عزّ وجلّ قال جبرئيل(عليه السلام): أين أخوك يا محمّد، فقلت: خلَّفتهُ ورائي، فقال: ادعُ الله عزّ وجلّ، فليأتِك به، فدعَوت الله عزّ وجلّ فإذا مثالك معي، وكشفَ لي عن سبع سماوات حتّى رأيتُ سُكّانها وعُمّارها وموضع كلّ مَلَك منها.
والثالثة: حين بعثت الى الحق، فقال لي جبرئيل(عليه السلام): أين أخوك؟ فقلت: خلَّفتُه ورائي:ُّ، فقال: ادعُ الله عزّ وجلّ فَليأتِكَ به، فَدَعوتُ الله عزّ وجلّ فإذا أنتَ معي، فما قلت لهم شَيئاً ولا ردّوا عليّ شيئاً إلاّ سمعته ووعيته.
والرابعة: خُصِصْنا بليلة القدر وأنتَ معي فيها ولَيست لأحد غيرنا.
والخامسة: ناجيتُ الله عزّ وجلّ ومثالك معي، فسألتُ الله فيك خصالا فأجابَني إليها الاَّ النبوَّة فإنّه قال: خصّصتها بك وختمتها بك.
والسادسة: لمّا طِفتُ بالبيت المعمور كانَ مثالك معي.
والسابعة: هَلاكُ الأحزابِ على يديّ وأنت معي.
يا عليّ إنّ الله أشرفَ على الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثمّ اطلَعَ الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثم اطّلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين، ثم اطّلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمة من ولدهما على رجال العالمين.
يا عليّ إنّي رأيتُ اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن فآنست بالنظر إليه، إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معارجي الى السماء وجدتُ على صخرتها: «لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله أيّدته بوزيره ونَصرتُه به»، فقلت: يا جبرئيل ومَن وزيري؟ فقال عليّ بن أبي طالب، فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجَدت مكتوباً عليها: «لا إله إلاّ الله أنا وحدي ومحمّد صَفوتي من خلقي أيّدتهُ بوزيره ونَصَرته به»، فقلت: يا جبرئيل ومن وزيري؟ فقال: علي بن أبي طالب; فلمّا جاوزتُ السدرة وانتهيتُ الى عرش ربّ العالمين وجدت مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا الله لا اله إلاّ الله أنا وحدي محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي أيّدتهُ بوزيره وأخيه ونَصرتهُ به».
يا عليّ إنّ الله عزّ وجلّ أعطاني فيك سبع خصال:
أنتَ أوّل مَنْ يَنشَقُّ القبر عنه معي، وأنت أوّل مَن يقف معي على الصراط فتقول للنار خُذي هذا وذَري هذا فليس هو لك، وأنتَ أوّل مَن يُكسى إذا كُسيتُ ويحيى إذا حييت، وأنت أوّل مَن يقف معي عن يمين العرش، وأوّل مَن يقرع معي باب الجنّة وأوّل مَن يَسكن معي عِلّيين، وأوّل مَن يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامهُ مِسك وفي ذلك فليَتَنافسِ المتنافِسون(5).
(5) روى الشيخ الفقيه ابن شاذان القمي(رحمه الله) بإسناده من طريق العامة عن أبان بن تغلب، قال: حدّثني عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد منصرفه من حجة الوداع:
أيّها النّاس إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عَليّ من عند ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمّد إنّ الله تعالى يقول: إنّي اشْتَقتُ الى لقائك فأوصِ بخير وتقدّم في أمرك.
أيُّها النّاس إنّي قد اقترب أجلي، وكأنّي بكم وقد فارقتموني وفارَقتُكُم، فإذا فارَقتُموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم.
أيّها النّاس إنّه لم يكُن لله نبيّ قبلي خُلِّدَ في الدنيا فأُخَلَّد، فإنّ الله تعالى قال: (وما جعلنا لبشر منْ قبلكَ الخُلدَ أفإن متّ فهُمُ الخالدون * كلُّ نفس ذائقةُ الموت)(6).
ألا وإنّ رَبّي أمَرني بوَصِيَّتكم.
ألا وإنّ رَبّي أمَرني أنْ أدُلَّكُم على سفينة نجاتكم وباب حطّتكم، فمن أراد منكم النجاة بَعدي والسلامة من الفتن المُردية، فليَتَمَسّك بولاية علىّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فإنّه الصِّدِّيق الأكبَر، والفاروق الأعظم، وهو إمام كلّ مسلم بعدي، مَن أحبَّهُ واقتدى به في الدنيا وَرَدَ عَلَيّ حَوضي، ومَن خالَفَهُ لَم أرَهُ ولَم يَرَني واختلجَ دوني فأخذ به ذات الشمال إلى النار.
ثم قال: أيّها النّاس إنّي قد نصحتُ لكم ولكن لا تُحبّون الناصحين، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيم لي ولَكُم.
ثمّ أخذَ رأس عليّ وقَبّلَ ما بين عينيه وقال له: يا عليّ فضلك أكثر من أن يُحصى، فو الذي فَلَقَ الحبة وبَرَأ النّسمة لو اجتمع الخلائق على محبتك وعرف حقوقك منك ما يليق بك، ما خَلَقَ اللهُ النّار(7).
«لولا محمّد وآل محمّد(صلى الله عليه وآله) ما خلق الله جنة ولا نار»
(6) روى الحافظ البرسي(رضي الله عنه) من كتاب الأمالي مرفوعاً الى رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنـّه قال يوماً: ما بال قومٌ إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم استبشَروا وإذا ذكر محمّد وآل محمّد اشمأزّت قلوبهم؟ فوَ الذي نفسُ محمّد بيده لو جاء أحدكم بأعمال سبعين نبيّاً ولم يأتِ بولاية أهل بيتي لدَخلَ النار صاغراً وحُشِرَ في جهنّم خاسراً.
أيّها النّاس نحنُ أصلُ الإيمان وتمامُه ونحن وصيّة الله في الأوّلين والآخرين، ونحن قَسَمُ الله الذي أقسَمَ بنا فقال: (والتّينِ والزيتونِ وطور سينينَ وهذا البلد الأمين)، ولولانا لم يخلق الله خلقاً ولا جنّةً ولا ناراً.
وللحافظ البرسي(رضي الله عنه):
أيّها اللاّئم دَعني***واستمع من وصف حالي
أنا عبدٌ لعليّ المر***تضى مَولى المَوالي
كُلّما ازددتُ مديحاً***فيه قالوا: لا تُغالي
وإذا أبصَرتُ في الحقّ***يقيناً لا أُبالي
آية الله التي وصـ***ـفها القول حلالي
كم إلى كم أيّها العا***ذل أكثرت جدالي
يا عَذولي في غرامي***خَلنَّي عنك وحالي
رُح إلى مَن هُو ناج***واطرحنّي وضَلالي
إنّ حُبّي لوصيّ المصـ***ـطفى عين الكمال
هو زادي في معادي***ومعادي في مآلي
وبه إكمال ديني***وبهِ ختم مقالي
الفصل الثالث
«حبُّ عليٍّ براءةٌ من النفاق»
أ ـ (الرواية عن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه))
روى الحافظ محمد بن عيسى الترمذي في «صحيحه»(8) قال: حدّثنا قتيبة بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال:
«إنّا كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)(9).
ب ـ (الرواية عن جابر بن عبدالله الأنصاري)
روى الحافظ أحمد بن حنبل في «المناقب»(10) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن جابر بن عبدالله، قال:
«ما كنّا نعرف منافقينا مَعشر الأنصار إلاّ ببغضهم عليّاً»(11).
ج ـ «حديث أبي ذرّ(رضي الله عنه)»
روى الحاكم أبو عبد الله النيشابوري في «المستدرك»(12)
قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان بإسناده عن أبي ذر(رضي الله عنه)، قال: «ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصَّلوات، والبغض لعليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)» ثمّ قال: هذا حديثٌ صحيحٌ(13).
(د) روى العلامة زين الدين المناوي في «كنوز الحقائق»(14) قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «حُبُّ عليٍّ براءةٌ من النفاق»(15).
(هـ) روى العلامة أبو جعفر الطبري في «بشارة المصطفى»(16) عن ابراهيم بن ظريف السلمي وبإسناده من طريق العامة عن جابر بن عبد الله قال:
قلت: يا رسول الله ما تقول في عليّ بن ابي طالب؟
قال: يا جابر خُلِقتُ أنا وعليّ من نور واحد قبل أنْ يخلق الله آدم بألفي عام نقلنا إلى صُلبه، ولم نزل نَسيرُ في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة حتى افترقنا إلى صُلب عبد المطلب، فجعل فيّ النبُوّة والرسالة وفيه الخلافة والسؤدد.
ياجابر، إنّ عليّاً لم يَعبُد صَنَماً ولاَوَثَنا ولم يشرب خمراً ولم يرتكب معصيةً قطّ، ولا عرف له خطيئة ولا إثماً، فمَن أراد أن يَبرَأ من النفاق فليُحبّ أهل بيتي، فإنّهم أصلي وَوَرثة علمي، مثلهم في الجنة كمثل الفردوس في الجنان، ألا إنّ جبرئيل أخبرني بما قلتُ يا جابر.
و ـ «حديث عبد الله بن مسعود»
روى العلامة الآلوسي في تفسيره «روح المعاني»(17) قال: ذكروا من علامات النفاق بغض علي كرّم الله وجهه، فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود: «ما كُنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب.
ز ـ «حديث ابي سعيد الخدري»
روى ابن شهر آشوب في «مناقب آل أبي طالب»(18) عن البلاذريّ، والترمذي، والسمعاني، عن أبي هارون العبدي قال أبو سعيد الخدري:
«كنّا لنعرف المنافقين نحن مَعاشر الأنصار ببغضهم عليّ بن أبي طالب».
وفي أبانة العكبري، وكتاب ابن عقدة، وفضائل أحمد، بأسانيدهم أنّ جابراً والخدريّ قالا:
«كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ببغضهم عليّاً».
وفي ابانة العكبري، وشرح الألكاني، قال جابر وزيد بن أرقم:
«ما كنّا نعرف المنافقين ونحنُ مع النبيّ إلاّ ببغضهم عليّاً».
الحميري:
وجاء عن ابن عبد الله انـّا***به كنّا نميز مؤمنينا
فنعرفهم بحبّهم عَليّاً***وإنّ ذو النفاق ليعرفونا
ببغضهم الوصيّ ألا فبُعداً***لهم ماذا عليه ينقمونا
وممّا قالت الأنصار كانت***مقالة عارفين مجرّبينا
ببغضهم علي الهادي عرفنا***وحقّقنا نفاق منافقينا
ولغيره:
فرض الله والنبيّ على الخلق***موالاته بخم ونصّا
وبه يعرف النفاق من الإيمان***فاعرف ما قلت سرّاً ومحصا
(ح) وروى ابن شهر آشوب في «المناقب»(19) عن الطبري في الولاية بإسناد له عن الأصبغ بن نباته، قال علي(عليه السلام):
«لا يُحبّني ثلاثة: ولد زنا، ومنافق، ورجلٌ حملت به أُمّه في بعض حيضها».
الصاحب:
حبّ عليّ بن أبي طالب***يميز الحرّ من النغل
لا تعذلوه واعذلوا أُمّه***إذ آثرت جاراً على البعل
الفصل الرابع
«حبُّ عليٍّ براءةٌ منَ النار»
(1) روى الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الإمام عليّ من تأريخ دمشق»(20) بإسناده عن شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال: قلت للنبيّ(صلى الله عليه وآله): يا رسول الله هل للنار جَواز؟ قال: نعم، قلت: وما هو؟
قال: حبّ عليّ بن أبي طالب(21).
(2) النجاشي في رجاله: روى الحسن بن عليّ بن زياد الوشا عن جدِّه الياس قال: لمّا حَضَرتهُ الوفاة قال لنا: إشهَدوا عَلَيّ وليسَتْ ساعة الكذب هذه الساعة، لسمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول:
والله لا يموت عبدٌ يُحبّ الله ورسوله ويتولّى الأئمة فَتَمَسَّه النار، ثمّ أعاد الثانية والثالثة من غَير أن أسأله(22).
(3) روى الحافظ ابن شيرويه الديلمي الهمداني في «فردوس الأخبار»(23) في باب الحاء بإسناده عن عمر بن الخطاب قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «حُبُّ عليٍّ براءةٌ من النار»(24).
وللحافظ البرسي(رحمه الله) يمدح آل محمّد ويخصّ الإمام عليّاً(عليه السلام):
إذا رُمتَ اليوم البعث تنجُو من الّلظى***ويُقبَل منك الدين والفرض والمننْ
فوالِ عليّاً والأئِمة بعده***نجومُ الهدى تنجو من الضيق والمحنْ
فهمُ عترةٌ قد فوّض الله أمْرَهُ***إليهم لما قد خصّهم منه بالمننْ
أئِمة حقٍّ أوجَبَ الله حَقَّهمُ***وطاعتَهم فَرضٌ بها الله تمتحنْ
نَصحتُكَ أن ترتابَ فيهم فتنثني***إلى غيرهم مَن غيرهم في الأنام مَن؟
فحُبُّ عليٍّ عدّةٌ لوليّهِ***يلاقيه عند الموت والقبر والكفنْ
كذلك يوم البعث لم ينج قادم***من النار إلاّ من تولّى أبا الحَسَنْ(25)
«حُرّمت النار على مَن آمَنَ بي وأحبَّ عليّاً»
(4) روى شيخ الطائفة الطوسي(قدس سره) بإسناده عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه(عليهم السلام)، عن جابر قال: سمعت ابن مسعود يقول:
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): حُرِّمت النار على مَنْ آمنَ بي وأحبَّ عليّاً وتولاّه، ولعن الله مَن مارى عليّاً وناواه، عليٌّ منّي كجلدة ما بين العين والحاجب(26).
(5) وروى الحمويني(27) بإسناده قال: حكى لنا عزّ الدين نجاح الناصر لدين الله أمير المؤمنين قال:
كنت قائماً على حاشية بساطه وحوله سماطان من ندمائه وقد تَشَعَّب به وبهم الحديث وتفنَّنَت، إذ أنشده بعض القائمين للصاحب بن عبّاد(رحمه الله):
مَنائح الله عندي جاوزت أملي***فلَيس يُدركها شُكري ولا عملي
لكنّ أفضلها عندي وأكملها***مَحبَّتي لأمير المؤمنين عليّ
فهَشّ لذلك وبَشّ، ثمّ فكّر هنيهة وأنشد لنفسه:
يا ذا المعارج إنْ قَصَّرتُ في عملي***وغرَّني من زماني كثرة الأمِل
وسيلتي أحمد وابناه وابنته***إليك ثمّ أمير المؤمنين عليّ
(6) روى العلامة ابن شهر آشوب(رحمه الله) قال: وقال ابن عبّاس:
كان يَهوديّ يحبّ عليّاً حبّاً شديداً، فمات ولم يُسلم، قال ابن عبّاس: فيقول الجبّار تبارك وتعالى: أمّا جَنّتي فَليسَ له فيها نصيب، ولكن يا نار لا تهيديه ـ أي لا تزعجيه ـ .
فضائل أحمد وفردوس الديلمي: قال عمر بن الخطاب:
قال النبي: حبُّ عليٍّ براءةٌ من النار.
وأنشد:
حبُّ عليٍّ للورى***أحْطِط به يا ربّ أوزاري
لو أنّ ذمّيّاً نَوى حبّه***حُصّنَ في النار من النار(28)
الفصل الخامس
«حبُّ عليٍّ عبادة»
أ ـ «حديث أبي ذرّ»
(1) روى العلامة العيني الحيدر آبادي روى من طريق الديلمي عن أبي ذر قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): مَوَدَّةُ عليٍّ عِبادة(29).
ب ـ «حديث عائشة»
(2) روى العلامة المولى محمّد عبد الله بن عبد العليّ القرشيّ الهاشميّ الحنفي الهندي:
روى عن طريق الديلمي عن أمّ المؤمنين عائشة قالت:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): حُبُّ عليّ عبادة(30).
ج ـ روى الحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي قال:
روي عن أبي ذر: عليّ باب علمي ومبيّن لأمّتي ما أرسلت به من بعدي، حبُّه إيمان وبغضُه نفاق، والنظر إليه رأفة ومودته عبادة(31).
د ـ روى العلامة أبو جعفر الطبري بإسناده من طريق العامة عن أحمد بن الحسين الأنباري قال: قدم أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد فنزل الرميلة وهي محلة بها، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ونَصَبوا له كرسيّاً صعد عليه وأخذ يعظ الناس ويذكّرهم ويروي لهم الأحاديث، وكانت أيّاماً صعبة في التقيّة، فقام رجل من آخر المجلس وقال له: يا أبا جعفر أتتشيّع؟ قال: فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه، وتمثّل بهذين البيتين:
وما زال بي حبيّك حتى كأنّني***بردّ جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي***سلمت وهَلْ حيٌّ من الناس يَسلَمُ
قال: فلم يفطن الرجل بمراده وعاد إلى السؤال وقال: يا أبا نعيم أتَتشيّع؟
فقال: يا هذا كيف بُليتُ بك وأيُّ ريح هَبّت بك إليّ؟ نعم، سمعت الحسن بن صالح بن حيّ يقول: سمعت جعفر بن محمّد يقول: حُبُّ عليّ عبادة وخيرُ العبادة ما كُتِمَت(32).
هـ ـ وروى الشيخ الصدوق(قدس سره) بإسناده عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
«ولاية عليّ بن أبي طالب ولاية الله، وحبُّه عبادة الله، واتّباعُه فريضة الله، و أولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وحربُه حربُ الله، وسِلمُهُ سِلمُ الله عزّ وجلّ»(33).
و ـ في المحاسن: عليّ بن الحكم أو غيره عن حفص الدهان قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): إنّ فوق كلّ عبادة عبادة وحبّنا أهل البيت أفضل عبادة، وفي خبر آخر: حبّ عليّ سيّد الأعمال(34).
ز ـ روى الحافظ رجب البرسي(رحمه الله) عن ابن عبّاس(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن اُقيم عليّاً إماماً وحاكماً وخليفةً، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً ووليّاً وهو صالحُ المؤمنين، أمرُهُ أمري، وحُكمُهُ حُكمي، وطاعتهُ طاعتي، فعليكم طاعته اجتناب معصيته فإنّه صِدِّيقُ هذه الأمّة، وفاروقها، مُحَدَّثها، وهارونها، ويوشعُها، وآصفها، وشمعونها، وباب حطّتها، وسفينةُ نجاتها، وطالوتها، وذو قرنيها، ألاّ إنّه محنة الورى والحجّة العظمى والعروة الوثقى، وإمام أهل الدنيا، وإنّه مع الحقّ والحقّ معه، وإنّه قَسيمُ الجنّة فلا يدخلها عدوّ له ولا يزحزح عنها وليّ له، قسيمُ النار فلا يدخلها وَليٌّ له ولا يزحزح عنها عدوّ له، ألا إنّ ولاية عليّ ولاية الله وحُبُّه عبادة الله، واتّباعه فريضة الله، وأولياؤه أولياء الله، وحَربُه حربُ الله، وسلمهُ سلم الله(35).
البشنوي:
خيرُ الوَصيّين من خير البيوت ومن***خير القبائل معصومٌ من الزلل
إذا نظرت الى وجه الوصيّ فقد***عَبدْتَ ربّك في قول وفي عمل(36)
الفصل السادس
«من أحَبّنا لله وأحَبّ مُحبِّينا غفر الله ذنوبه»
(1) روى ابن الشيخ في «الامالي»(37) بأسانيده المفصّلة عن جعفر بن محمّد(عليه السلام)يقول:
مَنْ أَحَبّنا لله وأَحَبّ مُحِبّينا لا لغرض دنيا يُصيبها منه وعادى عدوّنا لا لإحنة كانت بينه وبينه، ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غَفَرَها الله تعالى له(38).
(2) روى الشيخ الطبري بإسناده من طريق العامة عن بشر بن غالب، عن الحسين بن علي(عليه السلام) قال:
«مَن أحبّنا لله ورَدنا نحن وهو على نبيّنا(صلى الله عليه وآله) هكذا ـ وضمّ أصابعه ـ ومَن أحبّنا للدنيا فإنّ الدنيا تسع البر والفاجر»(39).
(3) روى في البحار عن أبي عبد الله(عليه السلام):
«مَن أحَبّنا ولقي الله وعليه مثل زبد البحر ذُنوباً كان حقّاً على الله أن يَغفرَ له»(40).
الفصل السابع
«السّعيدُ كُلّ السّعيد مَن أحَبَّ عليّاً في حياته وبعد مماته»
«أ ـ حديث جابر»
(1) روى العلامة الخطيب الخوارزمي قال: بإسناده عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله لمّا خَلَقَ السماوات والأرض دَعاهُنّ فأجَبنه، فعرض علَيهِنّ نبوّتي وولاية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فقبلتاهما، ثمّ خلق الخلق، وفوّض إلينا أمر الدين، فالسّعيد مَن سعد بنا، والشقيّ مَن شقي بنا، نحن المحلُّون لحلاله والمحرَّمون لحرامه(41).
«ب ـ حديث فاطمة الزهراء(عليها السلام)»
روى العلامة الخطيب الخوارزمي، قال:
في معجم الطبراني بإسناده إلى فاطمة الزهراء(عليها السلام) قالت: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله عَزّ وجَلّ باهى بكم وغفر لكم عامّة ولعليّ خاصّة، وإنّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) إليكم غير هايب لقومي، ولا محاب لقرابتي، هذا جبرئيل(عليه السلام) يخبرني عن ربّ العالمين:
إنّ السّعيد مَن أحَبّ عليّاً(عليه السلام) في حياته وبعد موته، وأنّ الشّقيّ كلّ الشّقيّ مَن أبغَضَ عليّاً(عليه السلام) في حياته وبعد موته(42).
(ج) روى الحافظ رجب البرسي، قال:
ومن ذلك ما رواه ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وكُلَّ شيء أحصيناه في امام مُبين)، قام رجلان فقالا: يا رسول الله، أهي التوراة؟ قال: لا، قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن؟ قال: لا.
فأقبل أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كلّ شيء، وإنّ السّعيد كلّ السّعيد مَن أحب عليّاً على حياته وبعد وفاته،، والشّقيّ كلّ الشّقيّ مَن أبغَضَ هذا في حياته وبعد وفاته(43).
(د) روى العلامة أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري(رحمه الله) بإسناده عن أبي الحمراء، خادم رسول الله(صلى الله عليه وآله) فجَلست إليه، فلمّا سمع حديثي استوى جالساً، فقال: مه، فقلت: حدِّثني رحمك الله بما رأيت من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وصنعه بعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فإنّ الله سائلك عنه.
فقال: على الخبير سقطت.. إلى أن قال: فقلت: رحمك الله زدني، قال: نعم، خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم عَرَفة وهو آخذٌ بيد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقال: يا مَعاشر الخلائق إنّ الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة، ثمّ التفت إلى عليّ(عليه السلام) وقال له: وغَفَر لك يا عليّ خاصّة، وقال: يا عليّ اُدنُ منّي فدَنا منه فقال: إنّ السّعيد كلّ السّعيد مَن أحبَّك وأطاعَك، وإن الشّقيّ كلّ الشقيّ مَن عاداكَ ونَصَبَ لك الحرب وأبغضك يا عليّ كذب مَن زعم أنـّه يحبَّني ويبغضَك، يا عليّ مَن حاربك فقد حاربني، ومَن حاربني فقد حارب الله عزّ وجلّ، يا عليّ مَن أبغضَك فقد أبغضني ومَن أبغضني فقد أبغضَ الله، وأتعَسَ الله جدّه وأدخَله نار جهنّم(44).
الفصل الثامن
«قوله (صلى الله عليه وآله): عنوان صحيفة المؤمن حبُّ عليّ(عليه السلام)»(45)
أ ـ «حديث أنس»
روى العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب»(46) قال:
بإسناده عن الزهري قال: سمعتُ أنَس بن مالك يقول:
والله الذي لا إله إلاّ هو لسمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب(47).
ب ـ «حديث عائشة»
روى العلامة المولوي محمّد مبين الهندي:
وفي الصواعق أخرج أبو يعلى في مسنده وأخرج الحافظ أبو محمّد عبد العزيز بن محمود المعروف بابن العصر في «معالم العترة» عن فاطمة، والطبراني في الكبير وابن منذر عن رافع مَولى عائشة:
«عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)»(48).
وللناشئ الصغير البغدادي في مدح مَولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)قال فيه:
بآل مَحمّد عُرِفَ الصَّوابُ***وفي أبياتِهمْ نَزَلَ الكِتابُ
وهُمْ حُجَجُ الإلهِ على البَرايا***بِهمْ وبَجدِّهِم لا يُستَرابُ
ولا سِيَّما أبُو حَسن عَليّ***لَهُ في الحَربِ مرتبةٌ تُهابُ
طَعامُ سُيوفِه مُهَجُ الأعادي***وفَيضُ دَم الرّقاب لهُ شَرابُ
وضَربَتُهُ كبَيعَتِهَ بخُمٍّ***مَعاقِدُها من القومَ الرقابُ
عَليُّ الدُرُّ والذّهبُ المُصَفّى***وباقي النّاسِ كُلُّهُمُ تُرابُ
هُوَ البَكّاءُ في المحرابِ لَيْلا***هُوَ الضَحّاكُ إذا اشتَدَّ الضِرابُ
هُوَ النبأُ العظيمُ وفُلكُ نوح***وبابُ اللهِ وانقطَعَ الخِطابُ
******************************الهوامش******************************
(1) المناقب: 28 تبريز.
ـ ونقلا عن إحقاق الحق: ج 7 باب 190 ص 149 وج 17 ص 240 ـ 241. وكشف الغمة: 29 عن مناقب الخوارزمي، ورواه ايضاً الخطيب الخوارزمي في كتابه «مقتل الحسين» (ص37 الغري عن ابن عباس). ورواه العلامة السيوطي الشافعي في «ذيل اللئالي»(ص 62 ط لكهنو).
ـ ورواه العلامة القندوزي في «ينابيع المودة» (ص 91 و 125 و 252 ط اسلامبول) عن ابن عباس، ورواه في (ص 237) عن عبدالله بن مسعود(رضي الله عنه) وفي (ص 251) رواه عن عمر بن الخطاب وفي (ص 251) رواه عن عليّ(عليه السلام) رفعه ولفظه: لمّا أسري بي الى السماء لقتني الملائكة بالبشارة في كلّ سماء حتى لقيني جبرائيل في محفلة من الملائكة فقال: يا محمّد لو اجتمع أمتك على حبِّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله النار. ورواه العلامة الأمرتسري في «أرجح المطالب» (ص 522 ط. لاهور).
ـ ورواه العلامة الموصلي ابن حسنويه في «در بحر المناقب» (ص 58) ولفظه: روى حديثاً بسند يرفعه إلى ابن عباس(رضي الله عنه) وفيه: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا عليّ لو اجتمعت أهل الدنيا بأسرها على ولايتك لما خلقَ الله النار. ورواه العلامة ابن شيرويه الديلمي في «فردوس الأخبار» (مخطوط طبع حديثاً). ورواه العلامة ابن شيرويه الديلمي أيضاً في «مناهج الفاضلين» (ص 377). ورواه العلامة السيد علي بنب شهاب الدين الحسيني الهمداني في «مودّة القربى» (ص 61 ط لاهور). ورواه العلامة الشيخ قطب الدين أحمد شاه وليّ الله الدهلوي في «قرة العينين في تفصيل الشيخين» (ص 234 ط بيشاور). ورواه العلامة العيني الحيدر آبادي في «مناقب عليّ» (ص 45 ط أعلم بريس). ورواه في «البحار» (ج 39 ح 10 ص 248) عن سعد، و(ح 11) عن ابن عباّس. وفي «بشارة المصطفى» (ص 177 و 178 وفي ص 75) بإسناده بطريق العامة عن طاووس عن ابن عباس ولفظه: لو اجتمعَ النّاسُ على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلقَ اللهُ النار.
(2) احقاق الحق: ج 7 ب 191 ص 152 عن الاربعين ص 44.
(3) ورواه المجلسي في البحار: ج 39 ص 248 ح 11. وفي الروضة: ص 39 و 40.
(4) رواه في «بشارة المصطفى»: (ص 201 و 202). وفي ط ص 164.
ـ والبحار ج 39: ص 249 ح 12.
(5) أمالي ابن الشيخ، ص 50 و 51 ـ والبحار ج 40: ص 35 ـ 37 ح 70.
(6) الأنبياء: 34.
(7) ابن شاذان: م 21 ص 44. وغاية المرام (45 ح 48). وأخرجه في «إحقاق الحق» (ج 4 ص 331) عن أبي بكر بن مؤمن الشيرازي المتوفى 338 هـ في «رسالة الإعتقاد».
(8) ج 13 ص 168 ط الصاوي/ مصر.
(9) ورواه الحفاظ أحمد بن حنبل في «الفضائل» (ص 73 مخطوط على ما نقله في الإحقاق ج 7 ص 237). والحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء»(ج 6 ص 294 ط مصر) والحافظ الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج 13 ص 153 ط السعادة / مصر). والحافظ رزين بن معاوية العبدري الأندلسي في «الجَمع بين الصحاح» من سنن أبي داود السجستاني. والعلامة ابن الأثير الجزري في «جامع الأصول» (ج 9 ص 473 ط المحمدية / مصر). ورواه أيضاً في «أسد الغابة»(ج 4 ص 29 مصر 1285). والعلامة سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» (ص 32). والعلامة ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» (ج 2 ص 483 ط القاهرة). والعلامة محيي الدين النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» (ص 248 ط. الميمنية / مصر). والعلامة الحمويني في «فرائد السمطين» بروايته عن الأعمش، عن عطية، عن ابي سعيد قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى و أرضى عنه. والعلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في «نظم درر السمطبن» (ص 102 ط القضاء). والعلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج 2 ص 198 ط. مصر). والعلامة الحافظ السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ص 170 ط. السعادة بمصر). والعلامة المير حسين الميبدي اليزدي في «شرح ديوان أمير المؤمنين» (ص 191) على ما جاء في الإحقاق. والعلامة الشيخ محمد بن طولون الدمشقي في «الشذرات الذهبية في الأئمة الإثنى عشرية» (ص 51 ط. بيروت). والعلامة ابن حجر الهيثمي في «الصواعق المحرقة» (ص 73 ط. الميمنية بمصر). والعلامة المولى عليّ بن حسام الدين الهندي في «كنز العمال» (ج 6 ص 152). والمولى علي القاري الهروي في «الإربعين حديثاً» (ص 62 و 54 و 43) ـ و الشيخ محمّد الصبان المصري في «اسعاف الراغبين»(ص 174 المطبوع بهامش نور الأبصار). والعلامة الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» (ص 47 ط. اسلامبول) وص 282. والعلامة أمان الله الدهلوي الهندي في «تجهيز الجيش» (ص 290). والعلامة الشيخ عبد القادر الورديفي الخيراني البريشي في «سعد الشموس والأقمار» (ص 210 ط. التقدم/ مصر). والعلامة السيد طاهر بن علوي الحداد في «القول الفصل» (ص 448 ط. جاوا). والعلامة الأمر تسري في «أرجح المطالب» (ص513 ط.لاهور) والعلامة الشيخ محمد العربي المغربي في «إتحاف ذوي النجابة» (ص 154 ط. مصطفى الحلبي/ مصر).
(10) ص 171 على ما في الاحقاق ج 7 ص 243.
(11) ورواه ابن شهر آشوب في «المناقب»(ج 3 ص 207) من طريق العامة عن جابر وزيد بن أرقم. ورواه الحافظ الخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق»(ج 1 ص 41 ط. حيدر آباد). والحافظ ابن عبد البر في «الإستيعاب» (ج 2 ص 464 ط. حيدرآباد الدكن). ورواه الخطيب الخوارزمي في «المناقب» (ص 231ط. تبريز). والعلامة الطبري في «ذخائر العقبى» (ص 91 ط. مكتبة القدسي بمصر). والحافظ نور الدين الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج 9 ص 32 ط. مكتبة القدسي بالقاهرة). والعلامة الحافظ السيوطي في «تاريخ خلفاء» (ص 66 ط. الميمنية/ مصر). والعلامة ابن حجر الهيثمي في «الصواعق المحرقة» (ص 172 ط. المحمدية/ مصر)، وقال فيه: أخرج أحمد والترمذي، عن جابر قال: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّاً. وأخرج أحمد مرفوعاً: مَن أبغَضَ أهل البيت فهو منافق. والعلامة البدخشي في «مفتاح النجاة» (ص 63 و 43 ـ على ما في الإحقاق ج 7 ص 244). والعلامة القندوزي في «ينابيع المودة»(ص 47 و 213 و 247 ط. اسلامبول). والعلامة السيد علوي الحَضرمي في «القول الفصل» (ص 448 و 449 ط. جاوا). والعلامة الأمر تسري في «أرجح المطالب» (ص 513 ط. لاهور).
(12) ج3 ص 159 ط حيدر آباد الدكن.
(13) ورواه الحافظ الذهبي في «تلخيص المستدرك» (المطبوع بذيل المستدرك ج3 ص 129 ط. حيدر آباد). ورواه العلامة محبّ الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ص 214 ط. محمد أمين الخانجي بمصر). وزاد كلمة: على عهد رسول الله. والأمرتسري في أرجح المطالب (ص 513 ط. لاهور). ورواه المولى علي المتقي الهندي في «منتحب كنز العمال» (ج 5 ص 36 المطبوع بهامش المسند، ط. الميمنية/ مصر).
(14) ص 67، ط. بولاق.
(15) ورواه العلامة القندوزي في «ينابيع المودة»(ص 180 ط. اسلامبول) من طريق الديلمي بعين ما تقدّم.
(16) ص 190 ح 3 ط الحيدرية.
(17) ج 2 ص 117 ط. المنيرية بمصر.
(18) ج 3 ص 207.
(19) ج 3 ص 208.
(20) ج 2 ص 104 ط. بيروت.
(21) ورواه العلامة قطب الدين أحمد شاه وليّ الله في «قرة العينين في تفضيل الشيخين» (ص 234 ط. پشاور). والعيني الحيدرآبادي في «مناقب سيّدنا عليّ» (ص 33 ط. أعلم بريس). والحافظ الخطيب البغدادي في «تأريخ بغداد» (ج 3 ص 161 ط. القاهرة). ورواه العلامة السيد المستنبط في «القطرة» (ج 1 ص 136 ح 129) عن ابن شهر آشوب. ورواه الحافظ الكنجي في «كفاية الطالب» (ص 184 ط. الغري و في ب 91 ص 325 ط. قم) بعين ما تقدّم سنداً ولفظاً وقال: وأنشدَني بعض مشايخنا لبعضهم:
حُبُّ عليِّ المرتضى***يَعْصمُ من كلّ زَلَل
أخو النبيّ أحمد الها***دي ختام للرسل
آخاه دونَ صَحبِهِ***حَتمٌ من الله نزَل
مَن ضَمَّهُ المختار في***يومِ العَبا لمّا ابتهل
من عرسه كنفسه***ونسله كمن نسل
ـ والحافظ الذهبي في «ميزان الإعتدال» (ج 2 ص 324 ط. القاهرة)، والعسقلاني في لسان الميزان (ج 4 ص 424 ط. حيدر آباد).
(22) رواه في القطرة: ج 2 ص 271 ح 10).
(23) على ما في الإحقاق (ج 7 ص 147).
(24) ورواه المناوي في «كنوز الحقائق»: (ص 67 ط. بولاق بمصر). ورواه القندوزي في «ينابيع المودة»: (ص 180 ط. اسلامبول). ورواه السيد علي شهاب الدين الهمداني في «مودة القربى»: (ص 63 ط. لاهور). ورواه العلامة عبد الله الشافعي في «المناقب» من طريق الديلمي بعين ما تقدّم. ورواه السيد محمود الدركزيني التفرشي في «نزل السائرين»: (على ما نقله في الإحقاق ج 7 ص 148). ورواه العلامة الرحماني الهمداني في «الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)»: (ح 6 ص 346). ورواه العلامة العيني الحيدرآبادي الحنفي في «مناقب سيّدنا عليّ»: (ص 33 ط. أعلم پريس) عن المقداد، وفي البحار: (ج 39 ص 304) عن النبي(صلى الله عليه وآله) قال «حبُّ عليّ يخمد النيران».
(25) المشارق: 245، شعراء الحلة ج 2: 392، الغدير: ج 7/49.
(26) البحار ج 39: ص 5 ح 247. ورواه في «أمالي الطوسي»: ص 85.
(27) فرائد السمطين: ج 2 ص 12 ح 358 ط. بيروت.
(28) رواه في مناقب آل أبي طالب: (ج 2 ص 2 ـ 5). وفي البحار ج 39 ص 258.
(29) مناقب عليّ، ص 53 ط. أعلم بريس.
(30) تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب: ص 340 ط. دهلي.
(31) فردوس الأخبار: ج 3 ص 91 ط. بيروت.
ـ إحقاق الحق: ج 20: 420.
(32) رواه في «بشارة المصطفى»: ص 104 .في ط.: ص 86. ـ ورواه الخوارزمي في «المناقب»: ص 227 عن سفيان الثوري قال: حبُّ عليّ(عليه السلام) عبادة، وأفضل العبادة ما كُتِمَ. ـ والبحار ج 39: ص 278 ح 58.
(33) أمالي الصدوق: ص 21.
ـ ورواه الطبري في «بشارة المصطفى» (ص 153) وفي (ص 16): وحزبه حزب الله. والبحار ج 40: ص 5/4.
(34) وفي تأريخ بغداد: ج 12 ص 351 عن الصادق(عليه السلام) قال: «حبّ عليّ عبادة وأفضل العبادة».
ـ وروى الهمداني في «الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): (ص 140 ح 9) عن البحار، (ج 27 ص 91) عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: «إنّ فوق كلّ عبادة عبادة، وحبّنا أهل البيت أفضل العبادة».
(35) مشارق أنوار اليقين: ص 56.
(36) المناقب: 3: 202.
(37) القطرة ج 1 ح 17 ص334 وج 2 ح 34 ص 22.
(38) ورواه الطبري في «بشارة المصطفى»: (ج 1 ص 90) بنفس اللّفظ والسند.
(39) بشارة المصطفى: ص 123 ح 2.
(40) البحار: ج 27 ص 121 ـ ورواه الرحماني الهمداني «الإمام عليّ بن ابي طالب(عليه السلام)»: (ص 140 ح 10).
(41) المناقب: ص 80 ط. تبريز.
(42) المناقب: ص 47 ط. تبريز و37 ط. نينوى طهران.
ـ ورواه العلامة محبّ الدين الطبري في «ذخائر العقبى»: (ص 92 ط. مكتبة القدسي بمصر): روى من طريق أحمد بن حنبل عن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)قالت: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ السّعيد كلّ السّعيد حقّ السعيد مَن أحَبّ عليّاً في حياته وبعد موته. ورواه الطبري أيضاً في «الرياض النضرة»: (ج 2 ص 214 ط. محمد أمين الخانجي بمصر). والعلامة العيني الحنفي في «مناقب عليّ»: (ص 21 ط. أعلم پريس چهار منار) من طريق أحمد عن فاطمة. والعلامة المولى علي بن سلطان القاري في «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح»: (ج 11 ص 338 ط. ملتن). والعلامة المولى عليّ المتقي الهندي في «كنز العمال»: (ج 15 ص 127 ط. حيد آباد الدكن): روى من طريق الطبراني والبَيهقي في فضائل الصحابة وابن الجوزي في الواهيات. ورواه العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في «شرح النهج»: (ج 2 ص 449 ط. مصر): روى من طريق أحمد بن حنبل في «المسند» و«الفضائل» وإنّه خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) على الحجيج عشيّة عرفة فقال لهم: «إنّ الله قد باهى بكم الملائكة عامة وغفر لكم عامة وباهى بعليّ خاصّة وغفر له خاصّة، وإنّي قائلٌ لكم قولا غير مُحاب فيه لقرابتي، إنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد مَن أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته. رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في كتاب فضائل عليّ(عليه السلام)، وفي المسند أيضاً. ورواه العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين»: (ص 46 ط. الغري) بعين ما ورد في المناقب. والحافظ نور الدين الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (ج 9 ص 132 ط. مكتبة القدسي في القاهرة). والعلامة حسام الدين الهندي في «منتخب كنز العمال»: (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 47 ط. الميمنية بمصر). و العلامة القندوزي في «ينابيع المودة»: (ص 127 ط. اسلامبول) بتفصيل، و(ص 213). والعلامة السيد جمال الدين الهروي في «الاربعين حديثاً»: (ص 65). والعلامة البدخشي في «مفتاح النجا»: (ص 60). والعلامة الأمرتسري في «أرجَح المطالب»: (ص 522 و ص 507 وص 518 ط. لاهور). وروى العلامة الصفوري في «نزهة المجالس»: (ج 2 ص 207 ط. القاهرة): روى عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) مَن أحبّ عليّاً بقلبه فله ثلث هذه الأمة، ومَن أحبّهُ بقلبه ولسانه فله ثلثا ثواب هذه الأمة، ومَن أحبّه بقلبه ولسانه ويده فله ثواب هذه الأمة، ألا وإنّ جبريل أخبرني: أنّ السعيد كلّ السعيد مَن أحبّ عليّاً في حياتي وبعد مماتي، ألا وإنّ الشّقيّ كلّ الشّقي مَن أبغضَ عليّاً في حياتي وبعد مماتي إلا وان الشقي كل الشقي من ابغض علياً في حياتي وبعد مماتي. والعلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل»: (ص 132 على ما ذكره الإحقاق: ج 17 ص 229). وقال: أخرجه أحمد. والبحار ج 39: (53/276 و 69/284). وكشف الغمّة: (ص 31). وبشارة المصطفى: (ص 182 و 183 وفي ط. ص 149). وأمالي الصدوق: (ج 11 ص 313).
(43) مشارق أنوار اليقين: 55 ط. منشورات الرضي.
(44) بشارة المصطفى: ص 59 و 60.
(45) إحقاق الحق: ج 17 ب 145 ص 225 وج 7 ص 247 ـ 251.
(46) ص 243 ح 290 ط. طهران.
(47) ورواه العلامة المولى عليّ المتّقي الهندي في «كنز العمال»: (ج 12 ص 202 ط. حيدرآباد). والعلامة السيّد أحمد زيني دحلان في «الفتح المبين»: (ص 155 ط. الميمنية بمصر). والعلامة الصفوري في «المحاسن المجتمعة»: (ص 160 ـ عن الإحقاق ج 17 ص 226). والعلامة شاه وليّ الله في «قرّة العين»: (234 ط. بشاور). والعلامة النبهاني في «الفتح الكبير»: (ج 2 ص 245 ط. مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة). والعلامة الشيخ محمد علي الأنسي في «الدر والّلآل»: (ص 96 ط. بيروت). والعلامة السيد علي شهاب الدين الهمداني الحسيني في «مودة القربى»: (ص 62 ط. لاهور). والحافظ الخطيب البغدادي في «تأريخ بغداد»: (ج 4 ص 410 ط. السعادة بمصر). والعلامة ابن شيرويه الديلمي في «الفردوس»: (على ما في الإحقاق ج 7 ص 249). والحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه على ما في «منتخبه»: (ج 1 ص 454 ط. الترقي بدمشق). والعلامة المحدّث ابن حسنويه الموصليّ في «درّ بحر المناقب»: (ص 36). والحافظ ابن حجر العسقلاني في «لسان الميزان»: (ج 4 ص 471 ط. حيدرآباد الدكن). والحافظ ابن حجر الهيثمي في «الصواعق المحرقة»: (ص 125 ح 32 ط. الثانية).
ـ والعلامة الصفوري في «نزهة المجالس»: (ج 2 ص 208 ط. القاهرة)، قال: عن أنس(رضي الله عنه)، عن النّبي(صلى الله عليه وآله) «صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب». والعلامة السيوطي في «ذيل الّلآلي»: (ص 63). والعلامة السيوطي في «الجامع الصغير»: ج 2 ص 145 ط. مصطفى محمّد بمصر). والعلامة ابن حجر الهيثمي في «الصواعق المحرقة»: (ص 75 ط. الميمنية). والعلامة المولى عليّ المتّقي الهندي في «منتخب كنز العمال»: (المطبوع بهامش المسند ـ ج 5). والعلامة السيّد علي الهمداني في «المودّات»: (على ما في الإحقاق: 7 ص 250). والعلامة المولى محمّد صالح الكشفي الترمذي في «المناقب المرتضوية»: (ص 21). والعلامة المناوي في «كنوز الحقائق»: (ص 99 ط. بولاق). والعلامة البدخشي في «مفتاح النجا»: (ص 61). والعلامة القندوزي في «ينابيع المودة»: (ص 91 و 125 ط. اسلامبول) من طريق ابن المغازلي، وفي (ص 180). من كنوز الحقائق، وفي (ص 186) عن الجامع الصغير، وفي (ص 231) من طريق صاحب الفردوس، وفي (ص 251) عن الزهري عن أنس، وفي (ص 284) من طريق الخطيب عن أنس. وشجرة طوبى: (ص 154) بعين السند والمتن. والعلامة الحمزاوي في «مشارق الأنوار في فوز أهل الإعتبار»: (ص 91 ط. الشرقية بمصر). والعلامة بهجت أفندي في «تاريخ آل محمّد»: (ص 121 ط. الرابعة ـ مطبعة آفتاب): قال(صلى الله عليه وآله): «عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن ابي طالب». والعلامة الأمرتسري في «أرجح المطالب»: (ص 522 ط. لاهور)، روى عن أنس بن مالك(رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب» أخرجه الديلمي. والبحار ج 39: ص 229 ح 3 وص 284 ح 71. والروضة: 10. والفضائل: 119. وبشارة المصطفى: 189 والمناقب لإبن شهر آشوب 1:343.
(48) وسيلة النجاة: ص 49 ط. لكنهو.
غسان نعمان ماهر