الباحث: علي عباس فاضل
اسمه ونسبه:
رفاعة بْن رافع بْن مالك بْن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق. وأمه أم مالك بِنْت أبي بْن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلى. وكان أَبُوهُ رافع بْن مالك أحد النقباء الاثني عشر، شهِدَ العقبة مع السبعين من الأَنْصَار([1]).
يكنى رفاعة بأبي معاذ([2])، أسلم مبكرا وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدرا وأحدا وجميع مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان فيها مدافعا عن الدين الإسلامي بكل ما لديه([3]).
روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومما جاء: عن مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عن أَبِيهِ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: ” مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ “، أَوْ كَلِمَةً نَحْوِهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَهَا مِنَ الْمَلائِكَةِ([4]).
وجاء عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع الأنصار، عن أبيه، عن جده، قال: أقبلنا من بدر ففقدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنادت الرفاق بعضها بعضا: أفيكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وقفوا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقالوا: يا رسول الله، فقدناك! فقال: إن أبا الحسن وجد مغصا في بطنه فتخلَّفت عليه.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه([5]).
وعن رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنها لا تتم صلاة لأحد حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين([6]).
مشاركته في بدر([7]):
شارك في بدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان له فيها حادثة، إذ جاء عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال : خرجت أنا وأخي خلاد إلى بدر على بعير لنا أعجف حتى إذا كنا بموضع البريد الذي خلف الروجاء برك بنا بعيرنا، فقلت: اللهم لك علينا لئن أتينا المدينة لننحرن، فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما لكما؟ فأخبرناه أنه برك علينا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ، ثم بزق في وضوئه ثم أمرنا ففتحنا له فم البعير فصب في جوف البكر من وضوئه، ثم صب على رأس البكر، ثم على عنقه، ثم على حاركه، ثم على سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه، ثم قال: اللهم احمل رافعا وخلادا، فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقمنا نرتحل فارتحلنا، فأدركنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رأس النصف، وبكرنا أول الركب، فلما رآنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضحك فمضينا: حتى أتينا بدرا حتى إذا كنا قريبا من وادي بدر برك علينا، فقلنا الحمد لله فنحرناه وتصدقنا بلحمه([8]).
مشاركته في أحد:
شارك في أحد ونقل حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعاءه، فقد روي عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي» ، فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا، فَقَالَ: «اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا مَفْتُونِينَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ إِلَهَ الْحَقِّ([9]).
مشاهده مع أمير المؤمنين (عليه السلام)
هو من خيار الصحابة الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام …وشهد مع علي أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفين قال: الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رفاعة بن رافع الخزرجي الزرقي وزاد في أصحاب علي عليه السلام الأنصاري وقال ابن الأثير في الكامل: كان بدريا وشهد مع علي الجمل وصفين([10]).
وكان من أشدّ الناس على عثمان وجاء رفاعة بْن رافع بْن مَالِك الأَنْصَارِيُّ بنار فِي حطب فأشعلها فِي أحد البابين فاحترق وسقط وفتح النَّاس الباب الآخر واقتحموا الدار([11]).
وقد روى الشعبي، قال: لما خرج طلحة والزبير إِلَى البصرة كتبت أم الفضل بنت الحارث، يعني زوجة العباس بْن عبد المطلب رضي الله عنهم، إِلَى علي (عليه السلام) بخروجهم، فقال علي(عليه السلام): العجب! وثب الناس عَلَى عثمان فقتلوه، وبايعوني غير مكرهين، وبايعني طلحة والزبير وقد خرجا إِلَى العراق بالجيش، فقال رفاعة بْن رافع الزرقي: إن الله لما قبض رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ظننا أنا أحق الناس بهذا الأمر، لنصرتنا الرسول، ومكاننا من الدين، فقلتم: نحن المهاجرون الأولون وأولياء رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأقربون، وَإِنما نذكركم الله أن تنازعونا مقامه في الناس، فخليناكم والأمر وأنتم أعلم، وما أن غير أنا لما رأينا الحق معمولًا به، والكتاب متبعًا، والسنة قائمة رضينا، ولم يكن لنا إلا ذلك، وقد بايعناك ولم نأل، وقد خالفك من أنت خير منه وأرضي، فمرنا بأمرك([12]).
وبعد مشاركته بصفين مع أمير المؤمنين عليه السلام، وضريبة لذلك بعث معاوية بسر بن أبي أرطأة إلى المدينة لملاحقة اتباع أمير المؤمنين عليه السلام وقتلهم، فقدم بسر المدينة فأحرق دار زرارة بن حيرون ودار رفاعة بن رافع ودار عبد الله بن سعد من بني عبد الأشهل ثم استمر إلى مكة واليمن([13]).
تُوُفِّي فِي سنة إحدى وأربعين للهجرة. وله عقب كثير بالمدينة وبغداد([14]).
الهوامش:
([1]) ينظر: الطبقات الكبرى: 3/ 447، وينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب: 2/ 497، وينظر: تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 190- 191.
([2]) ينظر: الاستيعاب في معرفة الاصحاب: 2/ 497، وينظر: أسد الغابة في معرفة الصحابة: 2/ 279.
([3])ينظر: الطبقات الكبرى: 3/ 447، وينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب: 2/ 497، وينظر: تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 190- 191.
([4]) أسد الغابة في معرفة الصحابة: 2/ 279.
([5]) الاستيعاب: 3/ 1101- 1102.
([6]) الترغيب والترهيب من الحديث الشريف: 171.
[7])) ينظر: الطبقات الكبرى: 3/ 447، وينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب: 2/ 497، وينظر: تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 190- 191.
([8]) كنز العمال، المتقي الهندي: 10/ 404- 405.
([9])المستدرك على الصحيحين: 1/ 686.
([10])أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين: 7/ 30.
([11])ينظر: جمل من أنساب الأشراف: 5، 569، قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري: 11/ 516.
([12]) أسد الغابة في معرفة الصحابة: 2/ 279، بغية الطلب في تاريخ حلب: 8/ 3671- 3672.
([13]) ينظر: تاريخ دمشق: 10/ 151.
([14]) الطبقات الكبرى: 3/ 447، قاموس الرجال: 11/ 516.
المصدر: http://inahj.org