محاسن الكلام

{ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(٢)} البقرة

قد يشير هذا التعبير إلى أن اللّه تعالى وعد نبيّه أن ينزّل عليه كتابا يهتدي به من طلب الحق، و لا يشك فيه من كان له قلب أو ألقى السمع و هو بصير، و ها هو سبحانه قد وفى بوعده الآن.

و قوله: لاٰ رَيْبَ فِيهِ‌ ليس ادعاء، بل تقرير لحقيقة قرآنية مشهودة، هي إنّ القرآن يشهد بذاته على حقّانيته. و بعبارة اخرى فإن مظاهر الصدق و العظمة و الانسجام و الاستحكام و عمق المعاني و حلاوة الألفاظ و العبارات و فصاحتها من الوضوح بدرجة تبعد عنه كلّ شك.

من المشهود أن مرّ العصور و كرّ الدهور لم يقلل من طراوة القرآن، بل إن حقائق القرآن، ازدادت وضوحا بتطور العلوم و بانكشاف أسرار الكائنات. و كلما ازداد العلم تكاملا ازدادت آيات القرآن جلاء و سطوعا.

لما ذا الإشارة إلى البعيد؟ نعلم أن كلمة (ذلك) إشارة إلى البعيد في لغة العرب، و قرب القرآن من أيدي النّاس يقتضي أن تكون الإشارة للقريب.

السبب في استعمال اسم الإشارة للبعيد يعود إلى بيان سموّ القرآن و رفعته، حتى كأنه في عظمته يحتل نقطة الذروة في هذا الوجود. و مثل هذا الاستعمال شائع في سائر اللغات أيضا حين يراد الإشارة إلى شخص ذي منزلة كبيرة مثلا.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (ناصر مکارم شیرازي) الجزء ١ الصفحة ٧١.
__

شهر_رمضان
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى