محاسن الكلام

دعاء عرفة

✨وَأَنْتَ الَّذي أَزَلْتَ الاَغْيارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبّائِكَ حَتّى لَمْ يُحِبُّوا سِواكَ وَلَمْ يَلْجَؤوا إِلى غَيْرِكَ✨

إنّ أكبر لذّة وبهجة يمكن لعبد الله أن يصلَ إليها أن يصبح قلبُه منزلًا لحبّ الله تعالى،

فإذا كان العبد في الحقيقة طالبًا لحبّ الله وعشقه وإخراج كلّ من سواه من قلبه، فإنّه عندما يجد في قلبه تجلّيًا من تجلّيات الحبّ الإلهي، ينظر إليه كشتلةٍ صغيرةٍ،

فيسعى جاهدًا في سبيل تربيتها والاهتمام بها، مستعينًا بلطف الله وعنايته، ومستفيدًا من الإمكانات والمقدّمات التي وضعها الله في تصرّفه،

وبموازاة هذا السعي، يعمل على إخراج سائر التعلّقات من قلبه، كي تنمو هذه الشتلة من دون موانع تعيق رشدها، وتصبح شيئًا فشيئًا شجرة كاملة.

وبعدها لا يُعلّق العبد قلبَه بغير الله تعالى، ويغدو واقعًا تحت شعاع الحبّ الإلهي، ولا تجدُ أشكالُ الحبّ التي لا تنسجم مع حبّ الله طريقًا إلى قلبه؛ إذ ليس للقلب أن يرتبط ويتعلّق بمحبوبَين مُتعارضَين.

ومُحبّ الله لا يقصد إلّا باب محبوبه إذا ما أراد تأمين حاجاته ورغباته، ولا يلجأ إلى باب غيره، فهو صاحب معرفةٍ بمقام العزّ الربوبيّ، ويعرف أنّ كلّ الأسباب والعوامل خاضعة لقدرته؛

لذلك لا يرى سواه ملجأً ومقصدًا لتأمين حاجاته، لعلمه بأنّ ما سواه فقيرٌ إليه محتاجٌ له، فمن غير المعقول أن يُقبلَ الإنسان على الفقير مع وجود الغنيّ المطلق.

📖 نحو بناء الذات
📝 الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
__

ذوالحجة١٤٤٥

#عيد اضحى مبارك

مدرسةأهل البيت

اللهم عجل لوليك_الفرج

محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى