لما اشتد به الحال رفع طرفه إلى السماء و قال : اللهم متعال المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء. قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، تدرك ما طلبت شكور إذا شكرت، ذكور إذا ذكرت، ادعوك محتاجا و ارغب إليك فقيرا! و افزع إليك خائفا و ابكي مكروبا، و استعين بك ضعيفا و اتوكل عليك كافيا اللهم احكم بيننا و بين قومنا فإنهم غرونا و خذلونا و غدروا بنا و قتلونا و نحن عترة نبيك و ولد حبيبك محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم الذي اصطفيته بالرسالة و ائتمنته على الوحي، فاجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا يا ارحم الراحمين «1».
صبرا على قضائك يا رب لا إله سواك يا غياث المستغيثين «2» ما لي رب سواك و لا معبود غيرك صبرا على حكمك يا غياث من لا غياث له يا دائما لا نفاد له، يا محيي الموتى، يا قائما على كل نفس بما كسبت احكم بيني و بينهم و أنت خير الحاكمين «3».
فإن يك إسماعيل اسلم نفسه إلى الذبح في حجر الذي هو راحمه
فعاد ذبيح اللّه حقا و لم تكن تصافحه بيض الظبى و تسالمه
فإن حسينا أسلم النفس صابرا على الذبح في سيف الذي هو ظالمه
و من دون دين اللّه جاد بنفسه و كل نفيس كي تشاد دعائمه
و رضت قراه العاديات و صدره و سيقت على عجف المطايا كرائمه «4»
______________________________
(1) مصباح المتهجد و الاقبال و عنهما في مزار البحار ص 107 باب زيارته يوم ولادته.
(2) أسرار الشهادة ص 423.
(3) رياض المصائب ص 33.
(4) من قصيدة للعلامة الشيخ محمد تقي آل صاحب الجواهر.
المصدر: http://h-najaf.iq