قَالَ الامام الحسن بن علي عليه السلام بَعْدَ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ قَدْ خَطَبَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ قَالَ: “أَمَا وَ اللَّهِ مَا ثَنَانَا عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ شَكٌّ وَ لَا نَدَمٌ، وَ إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ أَهْلَ الشَّامِ بِالسَّلَامَةِ وَ الصَّبْرِ، فَشِيبَتِ السَّلَامَةُ بِالْعَدَاوَةِ، وَ الصَّبْرُ بِالْجَزَعِ وَ كُنْتُمْ فِي مُبْتَدَإِكُمْ إِلَى صِفِّينَ، وَ دِينُكُمْ أَمَامَ دُنْيَاكُمْ وَ قَدْ أَصْبَحْتُمْ وَ دُنْيَاكُمْ أَمَامَ دِينِكُمْ، وَ كُنَّا لَكُمْ وَ كُنْتُمْ لَنَا، فَصِرْتُمُ الْآنَ كَأَنَّكُمْ عَلَيْنَا ثُمَّ أَصْبَحْتُمْ بَعْدَ ذَلِكَ تَعُدُّونَ قَتِيلَيْنِ: قَتِيلًا بِصِفِّينَ تَبْكُونَ عَلَيْهِ، وَ قَتِيلًا بِالنَّهْرَوَانِ تَطْلُبُونَ ثَأْرَهُ، فَأَمَّا الْبَاكِي فَخَاذِلٌ، وَ أَمَّا الطَّالِبُ فَثَائِرٌ، وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ دَعَا إِلَى أَمْرٍ لَيْسَ فِيهِ عِزٌّ وَ لَا نَصَفَةٌ، فَإِنْ أَرَدْتُمُ الْمَوْتَ رَدَدْنَاهُ إِلَيْهِ، وَ حَكَّمْنَاهُ إِلَى اللَّهِ، وَ إِنْ أَرَدْتُمُ الْحَيَاةَ قَبِلْنَاهُ، وَ أَخَذْنَا بِالرِّضَا”.
فَنَادَاهُ الْقَوْمُ: الْبَقِيَّةَ الْبَقِيَّةَ” 1.
1. نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: 77، لحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني، المتوفى في القرن الخامس الهجري، الطبعة الأولى سنة: 1408 هجرية، مدرسة الامام المهدي قم/إيران.