مناسبات

خطاب السيد حسن نصر الله في يوم القدس العالمي 2019

قال الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله خلال مهرجان “نحو القدس” الذي اقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت احياء ليوم القدس العالمي ، قال “اليوم يكون قد مضى على اعلان الامام الخميني (قده) ليوم القدس العالمي 40 عاما، وخلال هذه المدة راهن اعداء القدس ان يُهمل او يُنسى هذا اليوم ولكن عاما بعد عام نجد الاهتمام بهذا اليوم يكبر ويتعاظم”.

واضاف “بصدق واخلاص الامام الخميني وكل السائرين على طريق القدس استطعنا تخطي كل محاولات إلباس هذا اليوم اللبوس الطائفي او المذهبي واعتباره انه يوما ايرانيا او شيعيا”.وأكمل سماحته ” بتنا نجد احياء لاسبوع القدس وليس فقط يوم القدس وهذه المناسبة تعظم وتكبر بحمد الله”.

واعتبر الامين العام لحزب الله انه ” بالنسبة ليوم القدس شاهدنا مظاهرات كبيرة في عدد من الدول، وما يجب التوقف عنده هو المظاهرات المليونية في ايران وهذا يجب التوقف عنده لانها تشكل رسالة لترامب ومن يراهن على ان الشعب الايراني تعب او تراجع او اصابه الوهن”.وقال “الشعب الايراني يتظاهر من اجل القدس القضية العربية الاسلامية وكل القادة وكثير من المراجع الكبار بالسن خرجوا للتعبير عن موقفهم بوجه الادارة الاميركية وكل حكومات المنطقة ولمن يريد ان يراهن ، ونوه السيد نصرالله “بموقف الشعب اليمني الداعم للقدس وفلسطين وهو الذي فرض نفسه في معادلات المنطقة”، كما نوه “بإحياء المناسبة في كثير من دول المنطقة والعالم ولا سيما في قرى ومدن البحرين”.

وحول ما يُسمى بصفقة القرن قال السيد نصرالله ” واجبنا هو مواجهة صفقة القرن وهذا واجب ديني اخلاقي قومي سياسي وواجب بكل المعايير لانها صفقة الباطل وتضييع الحقوق والمقدسات والمسؤولية واضحة بضرورة مواجهة هذه الصفقة ونحن بامكاننا افشالها ومواجهتها وكل الحقائق تؤكد اننا نمشي بهذا المسار” ، واكمل سماحته ” اميركا واسرائيل ومعها انظمة في المنطقة يعملون لتنفيذ هذه الصفقة، بينما يوجد محور يرفضها ويواجهها وهناك صراع بينهما، ولذلك يجب ان يكون لدينا كل الوضوح والامل والبصيرة بأننا نستطيع ان نمنع هذه الجريمة التاريخية ان تتحقق على ارضننا ومنطقتنا”.

واوضح ” بعض الانظمة تعمل ان تكون اسرائيل هي محور المنطقة بما يقابله من تصفية للقضية الفلسطينية والقدس وحقوق الشعب الفلسطيني و من عام 2000 الى 2011 كان هناك محاولة اميركية لتصفية القضية الفلسطينية باعطاء الفلسطينيين بعض الفتات، لكن بعد انتصار المقاومة في لبنان وفلسطين حَضروا مشروعهم للقضاء على دول وفصائل المقاومة وبعد العام 2011 أراد الاميركي وكل من دخل على خط ما سمي بالربيع العربي، ان يأخذ ثمرة فاسدة هي صفقة ترامب المطروحة اليوم”.

واضاف “ما يجري يظهر انهم لا يعرفون التاريخ ولا يفهمون مبادئ وقيم شعوب الامة والمنطقة ولذلك أخطأوا بالتشخيص و جبهة المقاومة بالحد الادنى منذ العام 1982 وحتى اليوم هي اقوى من أي زمن مضى” مضيفا “اليوم المقاومة الفلسطينية تضرب تل ابيب وما بعد تل ابيب وقادرة ان تطال الكثير من المستعمرات الصهيونية وومتى كانت المقاومة الفلسطينية تملك كل هذه القدرات التي تعلن عنها قيادات المقاومة نفسها”؟ .

واضاف السيد نصرالله “سوريا عبرت ما كان يخطط لها وما زالت في موقعها في محور المقاومة وستسعيد عافيتها وكل المحاولات الاميركية للسيطرة على العراق امنيا وعسكريا فشلت”. وقال سماحته “خلفية الدعوة لقمة مكة هو الدعوة للعرب والمسلمين باغاثة النظام السعودي نتيجة التطور اليمني والقوة المتصاعدة في اليمن بعد 4 سنوات من العدوان السعودي وبمساهمة كاملة من اميركا وبريطانيا وبالاستعانة بالمرتزقة فشل في فرض الاستسلام على الشعب اليمني ، وهذه القمم هي قمم استغاثة سعودية تعبر عن عجز امام الجيش والشباب اليمني واللجان الشعبية وانصار الله وهذه القوة تكبر وتطور وتتعاظم”.

واكمل سماحته ” اقول لكل من استنكر استهداف انانيب النفط في السعودية انظروا الى وجوهكم في المرآة وضعوا علامة لمستواكم الانساني امام جرائم النظام السعودي في اليمن و كل هذه القمم لن تستطيع حماية النظام السعودي من رجال الله في اليمن لان الله معهم فهم اهل الفداء والتضحية”.

وشدد السيد نصرالله على “من أهم عناصر القوة في وضعنا الحالي هي ايران القوة الاقليمية العظمى القوة الحقيقية بقدراتها الذاتية” ، واضاف “ترامب يقول عن قوة السعودية انه بداية حمايتنا لا تستمروا لاسبوعين وستتعلمون اللغة الفارسية في اسبوع و السعودية تستند في بقائها على قوة الغرب واميركا واجهزة استخباراتها” ، واكد ان “محور المقاومة اليوم اقوى من اي وقت مضى بينما في الجبهة الثانية اول من فيها اسرائيل التي هي اضعف واقل قوة من اي زمن مضى ، وفي اسرائيل (ايضاً) هناك فقدان للقيادة وهي تحتاج للدعم الاميركي المباشر في اي حرب مقبلة والحاجة للاساطيل الاميركية للحماية من محور المقاومة، متى كانت اسرائيل بهذا الشكل والضعف؟”.

واردف سماحته “وحتى اميركا اليوم ليست نفسها التي كانت قبل 50 او 60 سنة، هي ارسلت جيوشها الى المنطقة وخرجت مهزومة وقواتها ضربت في الكثير من دولنا واوضاع اميركا الاقتصادية لا تتحمل الارتفاع باسعار النفط واين موقعها في العالم، فهي تخوض مواجهات على مستوى العالم واهم شيء في الادارة الاميركية الجديدة التهيب بالذهاب الى حروب جديدة” ، وقال “ ترامب صاحب هذا الفكر والحسابات هو رجل حرب؟ هو يراهن على الموضوع الاقتصادي وايضا أدواتهم بالمنطقة خائفة ومتضعضة من العناصر التكفيرية الى النظام السعودي وغيرهما من الانظمة العربية” وأغلب الدول العربية والاسلامية مشغولة بحالها، هذه النقطة سلبية لكن فيها شيء ايجابي ان هؤلاء لو لم ينشغلوا بأوضاعهم الداخلية كانوا سيقفون الى جانب الاسرائيلي بدل الوقوف الى جانب فلسطين”.وشدد على ان “ايران هي نقطة القوة في محور المقاومة، فهي دعمت العراق وسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين وموقفها حاسم وواضح ولذلك هم يحاولون محاصرة وضرب ايران بهدف ضرب المحور، فالعين كلها على ايران وهذه الانظمة العربية نفسها هي التي تواطأت على ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى اليوم”.

السيد نصر الله قال “البعض اليوم يهول بوقوع الحرب بين اميركا وايران وهناك من كان يدفع بالوصول اليها وعلى رأسهم جون بولتون الكذاب و بولتون ومحمد بن سلمان وخليجيون اخرون كانوا يدفعون للوصول الى الحرب ومن يشاهد بعض وسائل الاعلام الخليجية يقول إن الحرب ستقع وكأن ترامب يعمل لديهم” واضاف سماحته “الامام الخامنئي قال إنه لا حرب ولا تفاوض، ولكن برأينا لا حرب لان ايران قوية مقتدرة بشعبها وبنظامها وقائدها ومراجعها وبخاصتهاو عامتها ولانها اولا واخيرا تتكل على الله”.

واكد سماحته “ليسمعني العالم أجمعه، ان ترامب وكل اجهزة استخباراته تعلم ان الحرب على ايران تعني ان كل المنطقة ستشتعل وان المصالح الاميركية في المنطقة ستباد وكل من تواطؤ سيدفع الثمن واولهم اسرائيل وآل سعود وما يهم ترامب انه عندما تشتعل المنطقة سيصل برميل النفط الى 200 او 300 دولار وبالتالي سيسقط بالانتخابات و معادلة القوة هي التي تمنع الحرب بينما هؤلاء المساكين يريدون من ترامب ان ياتي ليفتعل الحرب بينما هو حساباته الدولار والنفط والمصالح وليس لترامب مصلحة ان تتصالح ايران مع دول الخليج بل من مصلحته ان يواصل تخويف انظمة الخليج من ايران وأولوية ترامب هي الحرب الاقتصادية على ايران وغيرها من الدول”.

وتابع سماحته “المؤشر الآخر على عدم وقوع الحرب هي القمم التي تعقد على عجل، والبيانات اظهرت ان السعودية لا تجد اي حل امام الصواريخ اليمنية وهذا فشل عظيم وهو انجاز عظيم للاخوة اليمنيين “.

وقال السيد نصرالله “النظام في السعودية ومن معه علموا ان لا حرب اميركية ضد ايران وان ترامب لن يأتي للقتال عنهم وهذا كان آخر رهان لديهم ستباد وكل الذين تأمروا سيدفعون الثمن وأولهم اسرائيل وال سعود والسعودية التي فشلت وهزمت في اليمن هل بامكانها شن الحرب على ايران؟  والسعودي دعا الى القمم الى الاستقواء بالخليج الذي مزقه وبالعرب الذين حطمهم والمسلمين الذين نشر بينهم فتنة التكفير والسعودية ليست في موقع قوة بل في موقع ضعف وارتباك ووهن ،واخر بند في بيان القمة العربية بمكة تحدث عن فلسطين بمعدل سطر ونصف فقط بينما هذه هي القضية المركزية للعرب والمسلمين ومن واجبنا ان نشيد بموقف العراق ورئيس جمهوريته وهو موقف شجاع ومتميز وممتاز وتحدثوا بلغة فيها حوار وانفتاح مع ايران كانت بقيت لهم اموالهم وكرامتهم”.

السيد نصرالله قال “نحن نعتبر موقف الوفد اللبناني الى القمة العربية لا ينسجم مع البيان الوزراء، أين هو النأي بالنفس ايها الوفد الرسمي اللبناني؟ نحن نعتبر هذا الموقف غير مقبول ومرفوض ومدان ولا يعبر عن موقف لبنان بل يعبر عن موقف الاشخاص المشاركين والاحزاب التي يمثلوها” واكمل سماحته “في موضوع ترسيم الحدود نقف خلف الدولة اللبنانية، نحن نثق بالمسؤولين اللبنانيين الذي يفاوضون لتحصيل حقوق لبنان”.

وقال الامين العام لحزب الله “نحن لدينا صواريخ دقيقة وبالعدد الكافي وتطال كل الاهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني وهذه الصواريخ تستطيع ان تغير وجه المنطقة والمعادلة والعدو لا يقصف الصواريخ لانه يعرف اننا سنرد الصاع صاعا إن لم يكن صاعين وإن اي قصف اسرائيلي لاي هدف للمقاومة في لبنان يرتبط بمسألة الصواريخ نحن سنرد عليه بشكل مباشر وبقوة ، ولا توجد حتى الآن في لبنان مصانع للصواريخ الدقيقة وأصل فتح النقاش مع الاميركيين في هذا الموضوع غير مقبول لانه من حقنا ان نمتلك اي سلاح ونصنع اي سلاح للدفاع عن انفسنا ولو لدينا اي مصنع للصواريخ الدقيقة اليوم كنت اعلنت عن ذلك واذا الاميركي سيبقى يفتح هذا الملف سأقول لكم نحن لدينا القدرة الكاملة للتصنيع وسنؤسس مصنعا للصواريخ الدقيقة في لبنان ونحن باستطاعتنا تصنيع الصواريخ الدقيقة وبيعها لدعم الخزينة اللبنانية واتمنا من ساترفيلد ان يدوره ويغلق هذا الملف ويتوقف عن اطلاق التهديدات ، وعندما يجمع الفلسطينيون على رفض صفقة القرن لن تمر هذه الصفقة وعندما يجمع السوريون على ان الجولان السوري سيسقط اعلان ترامب واذا بقينا حاضرين فإن المستقبل هو للقدس ولفلسطين”.

المصدر: المنار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى