وَ مِنْ كَلَامِهِ عليه السلام لَمَّا عَزَمَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ قَامَ خَطِيباً فَقَالَ:
” الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ سَلَّمَ.
خُطَّ الْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ وَ مَا أَوْلَهَنِي إِلَى أَسْلَافِي اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ، وَ خُيِّرَ لِي مَصْرَعٌ أَنَا لَاقِيهِ، كَأَنِّي بِأَوْصَالٍ يَتَقَطَّعُهَا عُسْلَانُ الْفَلَوَاتِ 1 بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَ كَرْبَلَاءَ، فَيَمَلَأْنَ مِنِّي أَكْرَاشاً جَوْفاً وَ أَجْرِبَةً سُغْباً 2، لَا مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ.
رِضَى اللَّهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ، نَصْبِرُ عَلَى بَلَائِهِ وَ يُوَفِّينَا أُجُورَ الصَّابِرِينَ، لَنْ يَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَحْمَتُهُ، وَ هِيَ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدُسِ، تَقَرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ وَ يَتَنَجَّزُ لَهُمْ وَعْدُهُ.
مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلًا مُهْجَتَهُ وَ مُوَطِّناً عَلَى لِقَائِنَا نَفْسَهُ فَلْيَرْحَلْ، فَإِنِّي رَاحِلٌ مُصْبِحاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ 3.