بسم الله الرحمن الرحيم
مع الإمام ابن عاشور في ما قاله عن عمر بن الخطاب
قال العالم السُّنِّي الشهير ابن عاشور في تفسيره “التحرير والتنوير” :
“تَجِدُ مَنْ يَصْحَبُ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ يَكُونُ قَبْلَ الْإِيمَانِ جِلْفًا فَإِذَا آمَنَ انْقَلَبَ حَكِيمًا، مِثْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ”.
إذاً كان عمر بن الخطاب جِلفاً، وجمعه أجلاف.. فماذا تعني كلمة جلف في اللُّغة العربية؟
في لسان العرب لابن منظور: “والجِلْفُ: الأَعرابيُّ الجافي، وفي المحكم: الجِلْفُ: الجافي في خَلْقِه وخُلُقِه، شُبِّه بِجِلْفِ الشاةِ أَي أَنَّ جَوْفَه هَواء لا عَقْلَ فيه”.
وفي المعجم الوسيط: الأحمق.
وفي المعجم الوسيط، في مادة “جفا” ما يفيد أنَّ الجفاء هو الخُلُق الذي فيه غِلظة وسوء.
أقول: وقد يستغرب بعض الباحثين من ذكر المعجم الوسيط للحماقة في تفسير الجِلف، والاستغراب في غير محله، لأن من كان لا عقل له ـ كما في لسان العرب ـ وكان سيِّئَ الأخلاق، فوصف الأحمق قليل في حقِّه.
ولكن، هل كلام ابن عاشور حول انقلاب الجِلف الجافي ـ بالإيمان ـ حكيماً، هو كلام صحيح يمكن الاقتناع به؟ هذا موضوع آخر.
والحمد لله ربِّ العالمين.