بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم
بقلم: زكريَّا بركات
يسألونك: لماذا تسجدون على التربة الحسينية؟ وربما قالوا: لماذا تسجدون للتربة الحسينية؟
فنجيبهم:
أوَّلاً: إذا كان كل من يضع رأسه على شيء فهو يسجد له، فهذا يعني أن غيرنا يسجدون للسجاد والموكيت الصيني وغيره.. فما تجيبون به فنحن نجيب به.
ثانياً: نحن نسجد على التربة، ولا نسجد لها، فهناك فرق بين المفهومين، والذي يريد أن يسجد لشيء يضعه أمامه، لا أنه يضع رأسه عليه.
ثالثاً: النبي صلى الله عليه وآله سجد على التراب والحصى، يعني على الأرض الطبيعية، ولم يبلغنا أنه سجد على السجاد أو على القماش، بل هناك ما يدل في كتب المخالفين لنا على أن النبي والصحابة كانوا يتجنبون القماش، ومنها الأحاديث التي يعبر عنها بـ (أحاديث تبريد الحصى) ، فسجودنا على التراب يوافق سجود رسول الله، بينما سجود غيرنا لا يُعلم أنه صحيح، بل الدليل يدل على عدم صحته.
رابعاً: السجود على التراب أو على ما هو من الأرض، هو أقرب إلى الخضوع الذي يمثل فلسفة السجود، بينما السجود على السجاد وغيره من زخارف الدنيا، أبعد عن فلسفة الخضوع لله، بل أقرب إلى الخضوع للدنيا.. فالذي يسجد على التراب يجسِّد ترابية العبد وخضوعه وتواضعه بين يدي الله تعالى، بينما الساجد على السجاد وغيره من زخارف الدنيا لا يجسد ذلك، بل هو أقرب إلى تجسيد العكس.
خامساً: نحن نتبع أهل البيت عليهم السلام، وقد ثبت لدينا أنهم نهونا عن السجود على ما هو من غير الأرض، فالقاعدة المستفادة من أحاديث أهل البيت عليهم السلام هي أن السجود يلزم أن يكون على الأرض أو ما أنبتت بشرط ألا يكون من المأكول أو الملبوس.
سادساً: ولما كنا مطالبين بالسجود على الأرض، اخترنا التربة الحسينية؛ لأنها تجسد انتماءنا للحسين عليه السلام، وحبنا لتلك الأرض المقدسة.
سابعاً: ورد عن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام ما يفيد استحباب السجود على التربة الحسينية، فمن ذلك ما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينوِّر إلى الأرضين السبعة، ومن كانت عنده سُبحة من طين قبر الحسين عليه السلام كُتب مُسبِّحاً وإن لم يُسبِّح بها.
والحمد للّٰه ربِّ العالمين.