و زحف عمر بن سعد نحوهم، ثم نادى: يا ذويد! أدن رايتك، فادناها، ف وضع سهمه في كبد قوسه ثم رمى فقال: اشهدوا أنّي أوّل من رمى .
فلما دنا عمر بن سعد و رمى بسهم ارتمى الناس.
ثم خرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان، و سالم مولى عبيد اللّه بن زياد، فقالا: من يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم.
فوثب حبيب بن مظاهر، و برير بن حضير، فقال لهما حسين (عليه السلام): اجلسا.
فقام عبد اللّه بن عمير الكبي فقال: أبا عبد اللّه- رحمك اللّه- ائذن لي فلأخرج إليهما. فرآ ه حسين (عليه السلام) رجلا طويلا شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين، فقال حسين (عليه السلام): انّي لأحسبه للأقران قتّالا! اخرج إن شئت، فخرج إليهما.
فقالا له: من أنت؟ فانتسب لهما، فقالا: لا نعرفك، ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير!.
و كان يسار مولى زياد مستنتلا مستعدا أمام سالم مولى عبيد اللّه بن زياد فقال الكلبي ليسار: يا ابن الزانية! و بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، و ما يخرج إليك أحد من الناس إلا و هو خير منك!
ثم شدّ عليه فضربه بسيفه حتى برد.
فبينما هو مشتغل به يضربه بسيفه إذ شدّ عليه سالم مولى عبيد اللّه، فصاح به اصحاب الحسين عليه السّلام: قد رهقك العبد! فلم يابه له حتى غشيه فبدره الضربة، فاتقاه الكلبي بيده اليسرى فأطار اصابع كفّه اليسرى، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتى قتله.
و اقبل الكلبي و قد قتلهما جميعا، مرتجزا يقول:
إن تنكروني فأنا ابن كلب حسبي بيتي في عليم حسبي
انّي امرؤ ذو مرة و عصب و لست بالخوّار عند النكب
اني زعيم لك أمّ وهب بالطعن فيهم مقدما و الضرب
ضرب غلام مؤمن بالربّ
فأخذت امرأته أمّ وهب عمودا، ثم اقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي و امّي! قاتل دون الطيّبين ذريّة محمد!
فاقبل إليها يردّها نحو النساء، فاخذت تجاذبه ثوبه ثم قالت:
إنّي لن ادعك دون أن أموت معك!
فناداها حسين (عليه السلام) فقال: جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي رحمك اللّه الى النساء فاجلسي معهن، فانه ليس على النساء قتال.
فانصرفت إليهنّ.
و حمل عمرو بن الحجاج- و هو على ميمنة الناس- في ميمنة الحسين عليه السّلام فلما أن دنا من حسين (عليه السلام) جثوا له على الرّكب، و أشرعوا الرّماح نحوهم فلم تقدم خيلهم على الرماح و ذهبت لترجع، فرشقوهم بالنبل، فصرعوا منهم رجالا و جرحوا منهم آخرين .
و جاء رجل من بني تميم يقال له عبد اللّه بن حوزة، حتى وقف أمام الحسين (عليه السلام) فقال:
يا حسين! يا حسين!
فقال حسين (عليه السلام): ما تشاء؟
قال: أبشر بالنار!
قال: كلّا، إنّي اقدم على ربّ رحيم، و شفيع مطاع، من هذا؟
قال له أصحابه: هذا ابن حوزة.
قال: ربّ حزه الى النار!
فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه، و تعلّقت رجله بالركاب، و وقع رأسه في الارض، و نفر الفرس، فأخذ يمرّ به فيضرب برأسه كل حجر و كل شجرة حتى مات! .
قال مسروق بن وائل: كنت في أوائل الخيل ممن سار الى الحسين (عليه السلام) فقلت: اكون في اوائلها لعلّي اصيب رأس الحسين فاصيب به منزلة عند عبيد اللّه بن زياد! فلما انتهينا الى حسين (عليه السلام) تقدّم رجل من القوم يقال له: ابن حوزة فقال: أ فيكم حسين؟
فسكت حسين (عليه السلام).
فقالها ثانية، فسكت.
حتى اذا كانت الثالثة، قال (عليه السلام): قولوا له: نعم، هذا حسين فما حاجتك؟
قال: يا حسين! أبشر بالنار!
قال: كذبت، بل اقدم على ربّ غفور و شفيع مطاع، فمن أنت؟
قال: ابن حوزة.
فرفع الحسين (عليه السلام) يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب ثم قال: اللهمّ حزه الى النار!
فغضب ابن حوزة، فذهب ليقحم إليه الفرس و بينه و بينه نهر، فعلقت قدمه بالركاب و جالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت قدمه و ساقه و فخذه، و بقى جانبه معلقا بالركاب.
قال عبد الجبّار بن وائل الحضرميّ: فرجع مسروق و ترك الخيل من ورائه، فسألته عن ذلك فقال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا اقاتلهم أبدا! .
و خرج يزيد بن معقل من عسكر عمر بن سعد فقال:
يا برير بن حضير ! كيف ترى اللّه صنع بك؟!
قال برير: صنع اللّه- و اللّه- بي خيرا، و صنع اللّه بك شرا!
قال يزيد بن معقل: كذبت و قبل اليوم ما كنت كذّابا! هل تذكر- و أنا اماشيك في بني لوذان- و أنت تقول: إنّ عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا، و إنّ معاوية بن أبي سفيان ضالّ مضلّ، و إنّ إمام الهدى و الحق علي بن أبي طالب؟!
فقال له برير: أشهد أن هذا رأيي و قولي!
فقال له يزيد بن معقل. فاني أشهد أنك من الضالّين!
فقال له برير بن حضير: هل لك فلاباهلك و لندع اللّه أن يلعن الكاذب، و أن يقتل المبطل، ثم اخرج فلابارزك!
فخرجا فرفعا أيديهما إلى اللّه يدعوانه: أن يلعن الكاذب و أن يقتل المحق المبطل.
ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين، فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضره شيئا، و ضربه برير بن حضير ضربة قدّت المغفر و بلغت الدّماغ، فخرّ كأنما هوى من حالق مرتفع و انّ سيف ابن حضير لثابت في رأسه، فكأني انظر إليه ينضنضه من رأسه .
و حمل عليه رضيّ بن منقذ العبدي من عسكر عمر بن سعد فاعتنق بريرا، فاعتركا ساعة، ثم إنّ بريرا قعد على صدره، فقال رضيّ: أين أهل المصاع و الدفاع 1!
فحمل عليه كعب بن جابر الازدي بالرمح حتى وضعه في ظهر برير فلمّا وجد برير مسّ الرمح برك على رضيّ بن منقذ العبدي فعضّ بوجهه و قطع طرف انفه، فطعنه كعب بن جابر حتى ألقاه عن العبدي و قد غيّب السنان في ظهر برير ثم أقبل عليه يضربه بسيفه حتى قتله رحمة اللّه عليه و قال كعب بن جابر:
سلي تخبري عني، و أنت ذميمة غداة حسين و الرّماح شوارع
أ لم آت اقصى ما كرهت، و لم يخل علىّ غداة الرّوع ما أنا صانع
معي يزنى لم تخنه كعوبه و ابيض مخشوب الغرارين قاطع
فجردته في عصبة ليس دينهم بديني، و اني بابن حرب لقانع
و لم تر عيني مثلهم في زمانهم و لا قبلهم في الناس اذ أنا يافع
اشدّ قراعا بالسيوف لدي الوغى ألا كل من يحمى الذمار مقارع
و قد صبروا للطعن و الضرب حسّرا و قد نازلوا، لو أن ذلك نافع
فابلغ (عبيد اللّه) امّا لقيته بأنّى مطيع للخليفة سامع
قتلت بريرا ثم حمّلت نعمة أبا منقذ لما دعى: من يماصع
و خرج عمرو بن قرظة الأنصاري يقاتل دون حسين (عليه السلام) و هو يقول:
قد علمت كتيبة الأنصار أني سأحمى حوزة الذمار
ضرب غلام غير نكس شاري دون حسين مهجتى و داري .
فقتل رحمة اللّه عليه
و كان اخوه علي بن قرظة مع عمر بن سعد، فنادى؛ يا حسين! يا كذّاب ابن الكذّاب! اضللت اخي و غررته حتى قتلته؟! قال الحسين عليه السّلام إن اللّه لم يضلّ اخاك و لكنّه هدى أخاك و أضلك! قال: قتلني اللّه إن لم أقتلك أو أموت دونك! و حمل على الامام عليه السّلام.
فاعترضاه نافع بن هلال المرادي فطعنه فصرعه، فحمله أصحابه فاستنقذوه .
و كان الناس يتجاولون و يقتتلون، و فيهم الحرّ بن يزيد الرياحي يحمل على القوم و يتمثل قوله:
ما زلت أرميهم بثغرة نحره و لبانه حتى تسربل بالدم
و إنّ فرسه لمضروب على اذنيه و حاجبه، و دماؤه تسيل.
و كان يزيد بن سفيان التميمي يقول: أما و اللّه لو أني رأيت الحرّ بن يزيد حين خرج لا تبعته السنان! فقال له الحصين بن تميم : هذا الحرّ بن يزيد الذي كنت تتمنّى! قال: نعم، فخرج إليه فقال له: هل لك يا حرّ بن يزيد في المبارزة؟! قال: نعم قد شئت. فبرز له، فكأنما كانت نفسه في يده، ما لبث الحرّ حتى خرج إليه أن قتله .
و كان نافع بن هلال المرادي الجملي يقاتل و هو يقول: أنا الجملي، أنا على دين علي (عليه السلام)
فخرج إليه رجل يقال له مزاحم بن حريث فقال: أنا على دين عثمان! فقال له: أنت على دين شيطان! ثم حمل عليه فقتله!
فصاح عمرو بن الحجّاج الزبيدي: يا حمقى! أ تدرون من تقاتلون؟! فرسان المصر، قوما مستميتين، لا يبرزنّ لهم منكم أحد، فانهم قليل، و قلّما يبقون، و اللّه لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم!
فقال عمر بن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت.
و أرسل الى الناس يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلا منهم! .
الحملة الثانية
ثم دنا عمر بن الحجّاج من أصحاب الحسين و هو يقول:
يا أهل الكوفة! الزموا طاعتكم و جماعتكم، و لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين و خالف الإمام!
فقال له الحسين (عليه السلام): يا عمرو بن الحجّاج! أ عليّ تحرّض الناس؟! أ نحن مرقنا و أنتم ثبتّم عليه! أما و اللّه لتعلمنّ- لو قد قبضت أرواحكم و متّم على أعمالكم- أيّنا مرق من الدين و من هو أولى بصلي النار!
ثم إنّ عمرو بن الحجّاج حمل على الحسين (عليه السلام) في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات، فاضطربوا ساعة.
فصرع جماعة من أصحاب الحسين عليه السّلام منهم:
مسلم بن عوسجة قتله من أصحاب عمرو بن الحجّاج: عبد الرحمن البجلي و مسلم بن عبد اللّه الضبّابي، فنادى أصحاب عمرو بن الحجّاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي! ثم انصرف عمرو بن الحجّاج و أصحابه و ارتفعت الغبرة، فاذا هم به صريع!
فمشى إليه الحسين (عليه السلام) فاذا به رمق فقال: رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } الأحزاب: 23 .
و دنا منه حبيب بن مظاهر فقال: عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة.
فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشّرك اللّه بخير. فقال له حبيب: لو لا أنّي أعلم أنّي في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه، لأحببت أن توصيني بكل ما أهمّك حتى احفظك في كل ذلك بما أنت اهل له في القرابة و الدّين.
قال مسلم: بل أنا اوصيك بهذا رحمك اللّه- و أهوى بيده الى الحسين- أن تموت دونه.
قال حبيب: أفعل و ربّ الكعبة.
فما كان بأسرع من أن مات في أيديهم رحمه اللّه.
فصاحت جارية له: يا ابن عوسجتاه! يا سيّداه! .
و حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة على أهل الميسرة من أصحاب الحسين عليه السّلام فثبتوا له و طاعنوه و أصحابه، فحمل هانئ بن ثبيت الحضرمي و بكير بن حيّ التيمى على عبد اللّه بن عمير الكلبيّ فقاتلاه رحمه اللّه .
و قاتل أصحاب الحسين (عليه السلام) قتالا شديدا و أخذت خيلهم تحمل، و إنما هم: اثنان و ثلاثون فارسا و أخذت لا تحمل على جانب من خيل أهل الكوفة إلا كشفته.
فلما رأى عزرة بن قيس التميمي- و هو على خيل أهل الكوفة- أن خيله تنكشف من كل جانب، بعث عبد الرحمن بن حصن الى عمر بن سعد يقول:
أ ما ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدة اليسيرة! ابعث إليهم الرجال و الرّماة!
فقال لشبت بن ربعي التميمي: أ لا تقدم إليهم؟
فقال: سبحان اللّه! أتعمد الى شيخ مضر و أهل المصر عامّة! تبعثه في الرّماة! لم تجد غيري من تندب لهذا و يجزئ عنك؟!
ف دعا عمر بن سعد: الحصين بن تميم، فبعث معه المجفّفة، و خمسمائة من المرامية، فاقبلوا فما دنوا من الحسين و أصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم و صاروا رجّالة كلّهم .
و عقر فرس الحرّ بن يزيد الرياحي فما لبث أن ارعد الفرس و اضطرب و كبا، فوثب عنه الحرّ كأنه ليث و السيف في يده و هو يقول:
إن تعقروا بي فانا ابن الحرّ اشجع من ذي لبد هزبر
و قاتلوهم حتى انتصف النهار، أشدّ قتال! و هم لا يقدرون على أن يأتوهم إلا من وجه واحد، لاجتماع أبنيتهم و تقارب بعضها من بعض.
فلما رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوّضونها عن أيمانهم و عن شمائلهم ليحيطوا بهم، فأخذ الثلاثة و الاربعة من أصحاب الحسين (عليه السلام) يتخلّلون البيوت فيشدّون على الرّجل و هو يقوّض فيقتلونه و يرمونه و يعقرونه.
ف عند ذلك أمر بها عمر بن سعد فقال: أحرقوها بالنار!
فقال حسين (عليه السلام): دعوهم فليحرّقوها فانهم لو حرّقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا إليكم منها. و كان كذلك. ف أخذوا لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد.
الحملة الرابعة
و حمل فيمن حمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين (عليه السلام) برمحه و نادى: عليّ بالنار حتى احرّق هذا البيت على أهله!
فصاح النساء و خرجن من الفسطاط!
و صاح به الحسين (عليه السلام): يا ابن ذي الجوشن: أنت تدعو بالنار لتحرّق بيتي على أهلي؟! حرّقك اللّه بالنار! .
قال حميد بن مسلم الازدي ف قلت لشمر. سبحان اللّه! إنّ هذا لا يصالح لك، أ تريد أن تجمع على نفسك خصلتين: تعذّب بعذاب اللّه، و تقتل الولدان و النساء! و اللّه انّ في قتلك الرّجال لما ترضي به أميرك! .
(و) جاءه شبث بن ربعيّ التميمي فقال: ما رأيت مقالا اسوأ من قولك، و لا موقفا أقبح من موقفك، أ مرعبا للنساء صرت؟!
و حمل عليه زهير بن القين في عشرة رجال من اصحابه فشدّ على شمر و أصحابه، فكشفهم عن البيوت حتى ارتفعوا عنها.
(ثم) تعطّف الناس عليهم فكثروهم، فلا يزال الرجل من اصحاب الحسين (عليه السلام) يقتل، فاذا قتل منهم الرّجل و الرجلان تبيّن فيهم، و اولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يقتل منهم.
الاستعداد لصلاة الظهر
فلما رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد اللّه الصائدي قال للحسين:
يا أبا عبد اللّه! نفسي لك الفداء، اني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، و لا و اللّه لا تقتل حتى اقتل دونك إن شاء اللّه، و احب أن القى ربّى و قد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه ثم قال:
ذكرت الصلاة، جعلك اللّه من المصلّين الذاكرين! نعم، هذا أوّل وقتها.
ثم قال: سلوهم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي.
فقال لهم الحصين بن تميم: انها لا تقبل!
فقال نه حبيب بن مظاهر: زعمت أنّ الصلاة من آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا تقبل و تقبل منك يا حمار؟!
فحمل عليهم الحصين بن تميم التميمي و خرج إليه حبيب بن مظاهر الاسدي فضرب وجه فرسه بالسيف فشبّ و وقع عنه، و حمله أصحابه فاستنقذوه.
و اخذ حبيب يقول:
أنا حبيب و أبي مظاهر فارس هيجاء و حرب تسعر
أنتم أعدّ عدّة و اكثر و نحن أوفي منكم و أصبر
و نحن أعلى حجة و أظهر حقا، و أتقى منكم، و أعذر
و يقول:
اقسم لو كنا لكم أعدادا أو شطركم ولّيتم أكتادا
يا شرّ قوم حسبا و آدا
و قاتل قتالا شديدا، فحمل عليه رجل من بني تميم يقال له: بديل بن صريم فطعنه فوقع، فذهب ليقوم، فضربه الحصين بن تميم التميمي على رأسه بالسيف فوقع و نزل إليه التميمي فاحتزّ رأسه و
و لمّا قتل حبيب بن مظاهر هدّ ذلك حسينا و قال: أحتسب نفسي و حماة اصحابي.
مقتل الحرّ بن يزيد الرياحي
و برز الحرّ فأخذ يرتجز و يقول:
اني أنا الحرّ و مأوى الضّيف أضرب في أعراضهم بالسيف
عن خير من حلّ منى و الخيف أضربهم و لا أرى من حيف
و يقول أيضا:
آليت لا اقتل حتى اقتلا و لن اصاب اليوم إلا مقبلا
أضربهم بالسيف ضربا مقصلا لا ناكلا عنهم و لا مهلّلا
و خرج معه زهير بن القين ف قاتلا قتالا شديدا، فكان إذا شدّ أحدهما فان استلحم شدّ الآخر حتى يخلّصه، ففعلا ذلك ساعة، ثم شدّت رجّالة على الحرّ بن يزيد فقتل رحمة اللّه عليه.
صلاة الظهر
ثم صلّى بهم الحسين (عليه السلام) صلاة الخوف فاستقدم سعيد بن عبد اللّه الحنفي أمامه، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يمينا و شمالا، فما زال يرمى قائما بين يديه حتى سقط رحمة اللّه عليه.
و خرج زهير بن القين ف أخذ يضرب على منكب حسين (عليه السلام) و يقول:
أقدم هديت هاديا مهديا فاليوم تلقى جدّك النبيّا
و حسنا و المرتضى عليّا و ذا الجناحين الفتى الكميّا
و أسد اللّه الشهيد الحيّا
فشدّ عليه كثير بن عبد اللّه الشعبي و مهاجر بن أوس، فقاتلاه رحمة اللّه عليه.
مقتل نافع بن هلال الجملي
و كان نافع بن هلال الجمليّ قد كتب اسمه على أفواق نبله، فجعل يرمي بها مسوّمة و هو يقول: «أنا الجملي، أنا على دين علي» فقتل اثنى عشر من أصحاب عمر بن سعد سوى من جرح.
و جرح و كسرت عضداه فأخذه شمر بن ذي الجوشن و معه أصحاب له أسيرا يسوقون ه حتى أتى به عمر بن سعد، و الدماء تسيل على لحيته!
فقال له عمر بن سعد: و يحك يا نافع! ما حملك على ما صنعت بنفسك؟
قال: إنّ ربّي يعلم ما أردت، و اللّه لقد قتلت منكم اثنى عشر سوى من جرحت، و ما ألوم نفسي على الجاهد، و لو بقيت لي عضد و ساعد ما أسرتموني!
فقال له شمر: اقتله اصلحك اللّه!
قال: إن شئت فاقتله. فانتضى شمر سيفه.
فقال له نافع: أما و اللّه أن لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى اللّه بدمائنا! فالحمد للّه الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه!
فقتله رحمة اللّه عليه.
فلما رأى أصحاب الحسين (عليه السلام) أنهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسينا و لا أنفسهم، تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه.
فجاءه عبد اللّه و عبد الرحمن ابنا عزرة الغفاريّان فقالا:
يا أبا عبد اللّه! عليك السلام، حازنا العدوّ إليك، فاحببنا أن نقتل بين يديك، نمنعك و ندفع عنك:
قال (عليه السلام): مرحبا بكما، ادنوا منّي.
فدنوا منه فجعلا يقاتلان و أحدهما يقول:
قد علمت حقا بنو غفار و خندف بعد بني نزار
لنضربنّ معشر الفجار بكل عضب صارم بتّار
يا قوم ذودوا عن بني الاحرار بالمشرفي و القنا الخطّار
فقاتلا بين يديه قتالا شديدا حتى قتلا رحمهما اللّه
و جاء الفتيان الجابريّان: سيف بن الحارث بن سريع، و مالك بن عبد بن سريع، و هما ابنا عمّ و اخوان لأمّ، فأتيا حسينا فدنوا منه و هما يبكيان.
فقال (عليه السلام): أي ابني أخي، ما يبكيكما؟ فو اللّه انا لأرجو أن تكونا قريري عين عن ساعة.
قالا: جعلنا اللّه فداك! لا و اللّه ما على أنفسنا نبكي و لكنّا نبكي عليك، نراك قد احيط بك و لا نقدر على أن نمنعك.
فقال (عليه السلام) فجزا كما اللّه يا ابني اخي بوجد كما من ذلك و مواساتكما إياي بأنفسكما، أحسن جزاء المتقين.
ثم استقدم الفتيان الجابريان يلتفتان الى حسين (عليه السلام) و يقولان:
السلام عليك يا ابن رسول اللّه، فقال: و عليكما السلام و رحمة اللّه. فقاتلا حتى قتلا رحمهما اللّه.
و جاء حنظلة بن أسعد الشبامي فقام بين يدي حسين (عليه السلام): فأخذ ينادي: « {يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [غافر: 30 – 33] يا قوم لا تقتلوا حسينا فيسحتكم اللّه بعذاب {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61] .
فقال له حسين (عليه السلام) يا ابن أسعد! رحمك اللّه! إنّهم قد استوجبوا العذاب حيث ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق، و نهضوا إليك ليستبيحوك و أصحابك، فكيف بهم الآن و قد قتلوا إخوانك الصالحين!
قال: صدقت، جعلت فداك! أنت أفقه منّي و أحقّ بذلك. أ فلا نروح الى الآخرة و نلحق باخواننا؟
فقال: رح الى خير من الدّنيا و ما فيها، و الى ملك لا يبلى.
فقال: السلام عليك أبا عبد اللّه، صلّى اللّه عليك و على أهل بيتك، و عرّف بيننا و بينك في جنّته.
فقال (عليه السلام): آمين، أمين.
فاستقدم حنظلة الشبامي فقاتل حتى قتل رحمة اللّه عليه.
و جاء عابس بن أبي شبيب الشاكري و معه شوذب مولى شاكر، فقال له يا شوذب! ما في نفسك أن تصنع؟
قال: ما أصنع! اقاتل معك دون ابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى اقتل!
قال: ذلك الظنّ بك، أمّا لا فتقدّم بين يدي أبي عبد اللّه حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه، و حتى احتسبك أنا، فانه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرّني أن يتقدّم بين يديّ حتى أحتسبه، فان هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر بكل ما قدرنا عليه، فانه لا عمل بعد اليوم و إنما هو الحساب.
فتقدم شوذب فسلّم على الحسين (عليه السلام) ثم مضى فقاتل حتى قتل رحمة اللّه عليه. ثم قال عابس بن أبي شبيب: يا أبا عبد اللّه! أما و اللّه ما أمسى على وجه الارض قريب و لا بعيد أعزّ عليّ و لا أحبّ إليّ منك، و لو قدرت على أن أدفع عنك الضيم و القتل بشيء أعزّ عليّ من نفسي و دمي لعملته، السلام عليك يا أبا عبد اللّه، اشهد اللّه أني على هديك و هدي أبيك.
ثم مشي بالسيف مصلتا نحوهم و به ضربة على جبينه .
قال ربيع بن تميم الهمداني: لما رأيته مقبلا عرفته فقلت: أيها الناس! هذا الأسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم!
فأخذ ينادي: أ لا رجل لرجل؟!
فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة!
فرمي بالحجارة من كل جانب!
فلمّا رأى ذلك ألقى درعه و مغفره، ثم شدّ على الناس، فو اللّه لرأيته يكرد اكثر من مائتين من الناس!
ثم إنّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب، فقتل رحمة اللّه عليه و مقتل يزيد بن زياد أبي الشعثاء الكندي و كان يزيد بن زياد بن المهاصر- و هو ابو الشعثاء الكندي- ممن خرج مع عمر بن سعد الى الحسين (عليه السلام) فلمّا ردّوا الشروط على الحسين مال إليه فقاتل معه و كان رجزه يومئذ:
أنا يزيد و أبي مهاصر أشجع من ليث- بغيل- خادر
يا ربّ اني للحسين ناصر و لابن سعد تارك و هاجر
و كان راميا، ف جثا على ركبته بين يدي الحسين (عليه السلام) فرمى بمائة سهم، ما سقط منها إلا خمسة أسهم، فكلّما رمى قال: أنا ابن بهدلة، فرسان العرجلة. و يقول حسين (عليه السلام): اللهمّ سدّد رميته، و اجعل ثوابه الجنّة، ثم قاتل حتى قتل رحمة اللّه عليه.
الرجال الاربعة الذين جاءوا مع الطرماح بن عدي الى الحسين عليه السّلام، و هم: جابر بن الحارث السلماني، و مجمّع بن عبد اللّه العائذي و عمر بن خالد الصيداوي و سعد مولى عمر بن خالد، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على الناس، فلمّا و غلوا عطف عليهم الناس يحوزونهم و قطعوهم من أصحابهم، فحمل عليهم العباس بن على فاستنقذهم، ثم شدّوا بأسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد رحمهم اللّه.
و كان آخر من بقي مع الحسين من اصحابه: سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي و بشير بن عمرو الحضرمي فأما بشير فقد تقدّم و قاتل حتى قتل رحمه اللّه، و أما سويد فقد تقدّم و قاتل حتى اثخن فصرع فوقع بين القتلى مثخنا و اخذ سيفه فلمّا قتل الحسين (عليه السلام) سمعهم يقولون قتل الحسين، وجد إفاقة، و معه سكّين، فقاتلهم بسكّينه ساعة حتى قتله زيد بن رقاد الجنبي و عروة بن بطار التغلبي.
و كان آخر قتيل و . بن أبي المطاع الخثعمي و بشر بن عمرو الحضرمي، فأقبلت الى فرسي- و قد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر اقبلت بها حتى ادخلتها فسطاطا لأصحابنا بين البيوت، و أقبلت اقاتل راجلا، فقتلت يومئذ بين يدي الحسين (عليه السلام) رجلين و قطعت يد آخر، و قال لي الحسين يومئذ مرارا: لا تشلل، لا يقطع اللّه يدك، جزاك اللّه خيرا من أهل بيت نبيّك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم!- فقلت له: يا ابن رسول اللّه قد علمت ما كان بيني و بينك: قلت لك: اقاتل عنك ما رأيت مقاتلا، فاذا لم أر مقاتلا فأنا في حلّ من الانصراف فقلت لي: نعم. فقال (عليه السلام): صدقت، و كيف بالنّجاء! ان قدرت على ذلك فأنت في حلّ.
فلمّا اذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط، ثم استويت على متنها، ثم ضربتها حتى اذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم، فاخرجوا لي، و اتّبعني منهم خمسة عشر رجلا حتى انتهيت الى شفيّة- قرية قريبة من شاطئ الفرات- فلمّا لحقوني عطفت عليهم، فعرفني كثير بن عبد اللّه الشعبي و ايوب بن مشرح الخيواني و قيس بن عبد اللّه الصائدي فقالوا: هذا الضحّاك بن عبد اللّه المشرقي، هذا ابن عمّنا، ننشدكم اللّه لما كففتم عنه! فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم: بلى و اللّه لنجيبنّ اخواننا و أهل دعوتنا الى ما احبّوا من الكفّ عن صاحبهم، فلمّا تابع التميميّون اصحابي كفّ الآخرون فنجّاني اللّه: 5: 445.
و كان أول قتيل من بني أبي طالب يومئذ: علي الاكبر بن الحسين بن علي (عليه السلام).
و امّه ليلى ابنة أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي .
اخذ يشدّ على الناس و هو يقول:
أنا عليّ بن حسين بن علي نحن و ربّ البيت اولى بالنّبي
تاللّه لا يحكم فينا ابن الدّعي
ففعل ذلك مرارا، فبصر به مرّة بن منقذ بن النعمان العبدي فقال: عليّ آثام العرب إن مرّ بي بفعل مثل ما كان يفعل ان لم اثكله أباه! فمرّ يشدّ على الناس بسيفه، فاعترضاه مرّة بن منقذ، فطعنه، فصرع، و احتواه الناس فقطّعوه بأسيافهم و .
فجاءه الحسين (عليه السلام) يقول: قتل اللّه قوما قتلوك يا بنيّ! ما أجرأهم على الرّحمن، و على انتهاك حرمة الرسول! على الدّنيا بعدك العفاء!
و خرجت امرأة مسرعة تنادي: يا اخيّاه! و يا ابن اخيّاه! فجاءت حتى كبّت عليه! فجاءها الحسين (عليه السلام) فأخذ بيدها فردّها الى الفسطاط، و أقبل على فتيانه فقال: احملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه
القاسم بن الحسن عليه السّلام
قال حميد بن مسلم: خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقه قمر، في يده السيف عليه قميص و ازار و نعلان قد انقطع شسع احدهما ما أنسى أنها اليسرى.
فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدي : و اللّه لأشدن عليه، فقلت له: سبحان اللّه! و ما تريد الى ذلك! يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتووه . فقال: و اللّه لاشدّن عليه!
فشدّ عليه فما ولّى حتى ضرب رأسه بالسيف، فوقع الغلام لوجهه فقال: يا عمّاه!
فجلّى الحسين (عليه السلام) كما يجلّى الصّقر، ثم شدّ شدّة ليث اغضب، فضرب عمروا بالسيف فاتقاه بالساعد فاطنّها من لدن المرفق، و جالت الخيل فوطئته حتى مات.
و انجلت الغبرة، فاذا بالحسين (عليه السلام) قائم على رأس الغلام، و الغلام يفحص برجليه، و حسين (عليه السلام) يقول: بعدا لقوم قتلوك، و من خصمهم يوم القيامة فيك جدّك. عزّ و اللّه على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا ينفعك، صوت و اللّه كثروا تره و قلّ ناصره!
ثم احتمله، فكأنّي انظر الى رجلي الغلام يخطّان في الارض و قد وضع الحسين صدره على صدره، فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين و حوله قتلى من أهل بيته.
فسألت عن الغلام فقيل: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم ان العبّاس بن علي (عليه السلام) قال لاخوته من امّه: عبد اللّه، و جعفر، و عثمان: يا بني امّي تقدّموا حتى ارثيكم فانه لا ولد لكم!
ففعلوا و تقدّموا فقاتلوا قتالا شديدا حتى قتلوا رحمهم اللّه و .
رضيع الحسين عليه السّلام
و قعد الحسين عليه السّلام ف- اتي بصبيّ له، هو الرضيع أو اكبر منه عبد اللّه بن الحسين ، فأجلسه في حجره فهو في حجره إذ رماه أحد بني أسد حرملة بن كاهل أو هانئ بن ثبيت الحضرمي بسهم فذبحه، فتلقّى الحسين (عليه السلام) دمه، فلمّا ملأ كفّه صبّه في الارض ثم قال: ربّ إن تك حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير، و انتقم لنا من هؤلاء الظالمين و .
فاعتورهم الناس من كل جانب: فحمل عبد اللّه بن قطبة النبهاني الطائي على: عون بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، فقتله .
و حمل عامر بن نهشل التّيمي على: محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، فقتله .
و شدّ عثمان بن خالد بن اسير الجهني و بشر بن حوط القابضي الهمداني على عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقاتلاه و اشتركا في سلبه.
و رمى عبد اللّه بن عزرة الخثعمي: جعفر بن عقيل بن أبي طالب فقتله.
ثم إن عمرو بن صبيح الصّدائي رمى عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع كفّه على جبهته، فأخذ لا يستطيع أن يحرك كفيه، ثم بسهم آخر ففلق قلبه!
و قتل لبيط بن ياسر الجهني: محمد بن أبي سعيد ابن عقيل .
و رمى عبد اللّه بن عاقبة الغنوي: أبا بكر بن الحسن بن علي بسهم فقتله .
و قتل عبد اللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رماه حرملة بن كاهل بسهم فقتله.
المصدر: http://h-najaf.iq