نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت بأنكم ليس ممن يقولون بأن عبد الله بن سبأ شخصية خرافية وهمية. فإن كان كذلك فهل لكم سيدنا أن تعطونا نبذة عن تاريخه وحياته ودوره في إضلال الناس؟
ولكم جزيل الشكر والامتنان
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فقد قام العلامة السيد مرتضى العسكري بجهد مشكور فيما يرتبط بموضوع عبد الله بن سبأ. وإذا أردنا تقييم ما لدينا من نصوص، فإننا نجد أنفسنا مضطرين للقبول بأن عبد الله بن سبأ الذي تصوره روايات سيف على أنه صانع كل تلك الأحداث، ومدبر كل هاتيك السياسات، ما هو إلا أسطورة صنعها خيال سيف، وفقاً لما ذكره العلامة العسكري..
أما عبد الله بن سبأ الذي كان يهودياً، وأسلم، وأظهر الغلو في أمير المؤمنين عليه السلام، حتى قتله صلوات الله وسلامه عليه أو نفاه، فإنه ليس له أي ارتباط بتلك الأحداث، فلا يصح نسبة شيء منها إليه..
وأما محاولة نفي وجود هذا الثاني أيضاً، فإنها لم يحالفها التوفيق، من حيث إن الاستدلالات على ذلك كانت غير قادرة على إثبات هذا الأمر، كما أن الإشكالات على الروايات المثبتة لوجوده لم تكن كافية لإسقاط تلك الروايات..
وأما بالنسبة لدور عبدالله بن سبأ في إضلال الناس، فلا شك في أن ما ذكره سيف، وأضرابه في هذا السياق ما هو إلا محض اختلاق، وأما ما عداه، فإنك لا تكاد تجد شيئاً سوى ما ورد في بعض الروايات، من أن علياً عليه السلام قد أحرقه في جملة سبعين رجلاً قالوا بمقالته 1.
لكن أكثر الروايات لم تشر إلى هؤلاء السبعين. وفي الروايات أيضاً أنه عليه السلام قد استتابه ثلاثة أيام، فلم يرجع فأحرقه.. و..
لكن قد ذكر النوبخي، وأبو العباس الثقفي : أنه عليه السلام نفاه من الكوفة إلى المدائن ولم يقتله 2 وأنه بقي إلى ما بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام..
وكيف كان فإن ما ينقله سيف وأضرابه لا يمكن أن يعتبر تاريخاً صحيحاً لعبد الله بن سبأ، فليس لدينا ما يصلح أن نعتمد عليه في إعطاء هذا السائل نبذة منه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 3..
- 1. تنقيح المقال ج 2 ص 184 وراجع : قاموس الرجال ج 6 ص 368 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 5 ص 6.
- 2. قاموس الرجال ج 6 ص 2 ـ 367 وراجع : فرق الشيعة ص 22 ونهج البلاغة للمعتزلي ج 5 ص 6.
- 3. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (535).