بسم الله الرحمن الرحيم
روى الشيخ الصدوق (رض) في كتاب “الأمالي”، ص353 برقم 9 ، قال:
“حدَّثنا محمَّد بن الحسن ره، قال: حدَّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدَّثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدَّثنا محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصَّادق جعفر بن محمَّد علیهما السلام، قال:
إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الأنصاري: يا جابر؛ إنَّك ستبقى حتَّى تلقى ولدي محمَّدَ بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، المعروف في التَّوراة بالباقر، فإذا لَقِيته فأقرئه منِّي السلام. فدخل جابر إلى عليِّ بن الحسين علیه السلام، فوجد محمَّد بن علي عليهما السلام عنده غلاماً، فقال له: يا غلام أقبل فأقبل، ثمَّ قال له: أدبر فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول الله (ص) وربِّ الكعبة، ثم أقبل على عليِّ بن الحسين عليهما السلام، فقال له: من هذا؟ قال: هذا ابني وصاحب الأمر بعدي؛ محمَّد الباقر. فقام جابر فوقع على قدميه يُقبِّلهما ويقول: نفسي لنفسك الفداء يا ابن رسول الله، اِقبَلْ سلامَ أَبيك؛ إنَّ رسول الله (ص) يقرأ عليك السلام. قال: فدمِعَت عينا أبي جعفر عليه السلام، ثمَّ قال: يا جابر؛ على أبي رسولِ الله (ص) السَّلامُ ما دامتِ السماواتُ والأرضُ، وعليك ـ يا جابرُ ـ بما بلَّغْتَ السلامَ”. انتهى.
أقول: سندُ الرِّواية صحيحٌ. وفي الرواية الشريفة فوائدُ منها:
1 ـ الدَّلالةُ على إمامة الإمام السجاد ـ عليه السلام ـ وأنَّه صاحب الأمر.
2 ـ الدَّلالةُ على إمامة الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ وأنَّه صاحب الأمر بعد أبيه.
3 ـ الدَّلالةُ على عظمة الإمام الباقر بسلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلَّم) عليه.
4 ـ الدَّلالة على عظمة الإمام الباقر في نفس الصحابي (رض) بحيث يراه ـ وهو غلامٌ ـ أهلاً لأن يقع الصحابي على قدميه يُقبِّلهما.
والحمدُ لله أوَّلاً وآخراً.